ماذا قدمت الكتل البرلمانية للعراق ؟

ماذا قدمت الكتل البرلمانية للعراق ؟
آخر تحديث:

 سرمد عبد الجبار  بغداد : برعت  الكتل البرلمانية في العراق في دور الأشقاء الأعداء وتمسكوا للرمق الأخير بانتماءاتهم الطائفية وأعلنوا بأيديهم وأصواتهم أنهم لا يمثلون العراق لأنهم لايعرفونه وليسوا ممثلين الا لشخوصهم ومصالحهم ولم يستطيعوا يوما ان يثبتوا لملايين المهجرين في داخل العراق أو خارجه بأنهم عراقيون بل فشل هؤلاء المغلقون في قوائمهم ومقراتهم داخل المنطقة الخضراء أو خارج العراق ,  حتى  انهم فشلوافي ان يكونوا قادرين على تمثيل طوائفهم التي يدعون تمثيلها بالرغم من كون لعبة الطائفية بالنسبة لهم تعد الخيط الوحيد الذي يحميهم مؤقتا من السقوط بسرعة بأيدي العراقيين تباعا مثل اوراق التوت.وان  كانت الكتل السياسية تشترك بقاسم مشترك واحد هو الفساد السياسي وتثبيت أركان سلطتهم السياسية لأجل البقاء في مناصبهم وهم ليسوا برجال دولة أكفاء همهم الوحيد هو كيفية البقاء مزدوجين بالسلطة . لقد فشلت هذه الكتل من تقديم اي مشروع وطني حقيقي بل ان كل مشاريعهم التي يتشدقون بها مشاريع مستنسخة وإصلاحات ترقيعية لا تلبي الطموح وان القرار السياسي مسلوب الإرادة بل انه يصنع بإرادة خارجية وقد ثبت من خلال السنوات العجاف الماضية  , ان أفشل برلمان بالعالم هو البرلمان العراقي , لان قرارات هذا البرلمان ضمن دائرة المصالح الفئوية والحزبية للكتل السياسية , ولذلك لم يصدر أي قرار يخدم المجتمع العراقي بل كان هذا البرلمان مشلول الإرادة ضعيف إلى درجة الوهن بحيث تتراوح مسودات القوانين على رفوف مجلس النواب وترحل القوانين المهمة من دورة إلى أخرى  مثل قانوني الأحزاب والنفط والغاز وغيرها من القوانين المهمة فقرارات البرلمان   نتاج عكسي لطبيعة تفكير الكتل السياسية ما يسمى ( العملية السياسية ) وأدت إلى تكريس كل ما هو شاذ في  عراق ما بعد 2003 , وفي استعراض سريع لكبار حيتان هذه الكتل نبين ما يلي : –

1 – الكتلة العراقية

دخلت هذا الكتلة العملية السياسية بزعامة اياد علاوي وبمجموعة من بعض الشخصيات العراقية التي تدعي انها محسوبة على المعارضة في النظام السابق ولكنها عاشت الازدواجية بعد استلامهم المسؤولية المتقدمة في ا لدولة و وثبت ان كل وزراء هذه الكتلة هم من سراق المال العام ولن يقدموا شيئا للعر ق بل كانت شخصياتهم  المضطربة والقلقة تتنقل بين توجهات الكتلة وبين صاحب القرارالسياسي ( دولة القا نون )   فهناك فبعض قيادات هذا الكتلة اصابعهم مع الاتلاف واجسادهم مع ( دولة القانون ) . واستفادت هذ الكتلة من مشاريع استثمارية واقتصادية واستغلال مالي وأداري يصب باتجاه انتفاخ جيوبهم .

2 دولة القانون

 دولة القانون هو مكون من مكونات التحالف الوطني محوره  حزب الدعوة الذي لا يؤمن بالعمل الديمقراطي وجاءت الحظوظ بان  يكون احد قادتها “رئيس وزراء ” وقد فشلت هذا الكتلة في تحقيق ابسط مقومات الحياة   في العراق بل تفاقمت حالات القتل والتهجير والتهميش والإقصاء وتشجيع الفساد حتى وصل العراق في ظل الائتلاف الحاكم ان يتربع على عرش الفساد عالميا للسنة الحادية عشر والخامس عربيا في الفقر رغم المواز نات الضخمة و29 % من نسبة الفقراء والأول عالمياُ في تنفيد الإعدامات إلى وصل الأمر إلى مستويات متدنية في جوانب الحياة كافة .  وقد ثبت ان اكبر سراق المال العام ينتمون الى هذه الكتلة . وقد  صرف مبلغ 714 مليار دولار في ظل حكومة هذا الائتلاف ولم تقدم شيء باتجاه البناء والأعمار وقد خرقت هذا الكتلة  من خلال رئيس الوزراء الدستور في قمع الحريات وتعذيب المواطنين وثبت ان هذا الكتلة تتعامل بين بأسلوب “التقية” إذ لا ميثاق ولا عهد لهم .

 3 – المجلس الأعلى

هو واحد من الأحزاب التي ولدت من الرحم الإيراني أسوة ببقية الأحزاب الحاكمة ألان , وقرارات هذا المكون  تصنع وتتابع من قبل إيران , واعتمدت هذه الكتلة على لغة (الخطابات الرنانة ) والبعيدة عن المنهج القويم بل ان هذا الكتلة تتماشى مع توجهات (دولة القانون ) من حيث الواقع وتناقضه في وسائل الإعلام  ,واستغلت هذا الكتلة الجانب الديني المذهبي في تحفيز مشاعر البسطاء من خلال مؤسساتهم الثقافية  وفعالياتهم السياسية  والاعلامية وهي مشتركة أيضا بالفساد السياسي .

 4 – جبهة الحوار

 هذا المكون هو جزء من ائتلاف العراقية إلا ان قائد هذه   الجبهة صالح المطلك المعروف بتصريحاته النارية ليس له  مواقف ثابتة  بل يعد    من (  سنة المالكي ) وسبق له ان أطلق تصريح  قبل تجديد الولاية الثانية للمالكي مفاده (( كل من يشترك مع حكومة المالكي فهو خائن  )) !!! وإذا به نائب رئيس الوزراء .لم يقدم هذا  المكون اي عمل يخدم المواطن العراقي سوى التضليل والنفاق وهو أيضا جزء من دائرة الفساد الإداري والمالي 5 – التيار الصدري

 عرف عن هذا التيار انه ليس له مواقف ثابتة بل متغيرة وخاضعة للتأثيرات الداخلية  والخارجية  وسرعان ما يسحب قراراته وفق ذلك,  وللتيار ميليشيا تسمى (جيش المهدي ) مارس وسائل القتل والهجير في فترة من فترات تداعيات الاحتلال وللتيار خمس وزراء ويشترك ضمن هيكلية التحالف الوطني , اعتمد هذا التيار على وسائل الإعلام من اجل تبيض الوجه الخارجي له.  حاول مع جماعة اربيل 1 و2 ان يشترك بتغيير رئيس الوزراء  إلا انه توقف نتيجة ضغوط إيرانية ولم يقدم أي شيء للأوساط التي ينتمي إليها.

 6. كتلة الحل

 هذه الكتلة هي جزء من ائتلاف العراقية بقيادة جمال الكربولي  .ولكن في السنوات الأخيرة اقتربت جدا من “ائتلاف دولة القانون” بعد منح رئيسها عدة مشاريع اقتصادية من قبل رئيس الوزراء شخصيا لغرض تفتيت القائمة العراقية .وفعلا نجح المالكي بهذا الاتجاه .إلى ان وصل الأمر بالاستيلاء  على معظم مشاريع المنطقة الغربية في محافظة الانبار ومشاريع وزارة الصناعة لان وزيرها هو شقيق قائد هذه الكتلة .هذه الكتلة متهمة بالفساد والاستحواذ على المال العام من خلال عقود وزارتي الصناعة والكهرباء . لاسيما ان جمال الكربولي متهم بملفات فساد كبيرة جدا  هو وأشقائه . شعبية هذه الكتلة انحسرت  جدا ولا مستقبل سياسي لها طيلة مدة بقاء الأشقاء “الكرابلة “على رئاستها .

ان بقاء هذه الكتل السياسية سوف لن يخدم المصلحة العراقية العليا ولن تجري أي عملية إصلاح .إلا بإجراء عملية تغيير شاملة لهذا الوجوه من خلال صناديق الاقتراع .وان بقائهم يعني بقاء ممارسة الأساليب القمعية وخلق الأجواء السوداوية المظلمة وهنا تقع مسؤولية كبيرة على المواطن العراقي في انتخاب من يمثله تمثيلا صحيحا من اجل وحدة العراق وسعادة ابنائه واستقراره  .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *