ماكورميك
الدكتور عماد الصباغ
هل تعرفون ماكورميك؟ بريطاني عمل شرطي لمدة سنة و نصف و هو من هواة لعب الغولف! في أحد الأيام و أثناء اللعب إسترعت إنتباهه ألة يستخدمها العاملون في ملعب الغولف للبحث عن و إيجاد كرات الغولف. هي آلة بسيطة تبلغ تكلفة تصنيعها 60 دولار أمريكي بالتمام و الكمال و هذا يشمل كلفة المواد، التي تستورد من الولايات المتحدة، و تكلفة التصنيع. و حيث أن الرجل كان يمتلك حساً بوليسياً و عقلاً شيطانياً فقد خطط لمشروع مدهش أنشأ معملا بسيطاً في حديقة منزله و إتفق مع أحد المصانع البريطانية لصناعة آلات تصنيع الأجهزة بتكلفة أقل من 78 ألف باوند و بدأ بإستيراد الأدوات المكونه للأجهزة من الولايات المتحدة، و في نفس الوقت إتفق مع مكتب تسويق للتعريف بالأجهزة لأغراض التسويق. و إختار هدفين: نايجيريا و العراق؛ دولتين بتروليتين غير مستقرتين و بمستوى عالي جداً من الفساد إلتقى بمسؤولين من الدولتين و قدم لهم الأجهزة و الرشوة المطلوبة و باع الأجهزة. هل تعرفون بكم باع الجهاز الذي يكلف 60 دولاراً؟ باعه للعراق بمبلغ بسيط هو 300 ألف دولار للجهاز على أساس أنه جهاز يكشف المتفجرات وصلت الأجهزة للعراق و تم توزيع 400 جهاز منها (تكلفت 12 مليون دولار) على الأجهزة الأمنية التي فرحت بإستخدامها لم تتمكن الأجهزة من إكتشاف أي متفجرات لأنها و وببساطة لم تصمم لهذا العمل! و إستمرت التفجيرات و إستمر مرور السيارات المفخخة تحت أنظار هذه الأجهزه التي لم تزعج نفسها لإطلاق أي إشارة تدل على وجود متفجرات العراقيون لم يفتحوا أفواههم بالطبع و لكن الذي كشف اللعبة بكاملها كانت سكوتلاند يارد و هي إدارة الأمن البريطانية فألقت القبض عليه بتهمة التدجيل و الكذب الذي تسبب بنتائج خطيرة (من وجهة النظر البريطانية طبعا و ليست العراقية فماذا يعني مقتل عدة آلاف من العراقيين؟) و تم تقديمه للمحاكمة اليوم صدر حكم السجن على ماكورميك و لم يسمع العراقيون بما حصل فلا زال رجال الأمن العراقيون المساكين يستخدمون هذه الآلات العملاقة للكشف عن المتفجرات و عيش و شوف ماذا يفعل الفساد في عراق الديمقراطية الأمريكية