من الذي يدافع عنها ؟ المجتمع الذي ظلمها ؟ أين حقها في الحياة والعيش الكريم ؟ هي لا تخجل لأنها وصفة نفسها بالعاهرة ! ولكن لا تخجل ايها الواعظ الديني وأنت تستغل ظروفها الاجتماعية لتمارس معها الجنس المبتذل الرخيص على فراش العفة والفضيلة ,هي صرخة الم من حرقة قلب كان عاشق للحب والحياة بوجه الظلم الاجتماعي الذي لحق بها …
وأنا أدون فصول مذكرات أحداث هذه الرواية عن قصة حقيقية حدثت لفتاة عراقية مثقفة في مقتبل العمر , شاءت الاقدار والظروف أن يقع الاختيار علينا ! صحيح أنا لم أتجرأ يومآ من الايام طيلة كل هذا السنوات الماضية والتي جاوزت العشرون عامآ أن أكتب قصة أو رواية أو حتى شعرآ , ليس خوفآ ورعبآ من الاخر المتلقى , ولكن لكونه ليس من اختصاصي .. كل مقالاتي وكتاباتي كانت بالدرجة الاساس سياسية وتحقيقات صحفية إستقصائية … يمكن بعد أن أعترفت وعلمت بسبب أني شخصيآ كنت قد كتبت منذ سنوات , وما أزال عدة مقالات حول دور القديسة العاهرة في النهوض بمبدأ التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء والبسطاء من العوائل الفقيرة المتعففة ,وكيف كانت السند لهم في ظل المأساة والظروف المادية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفها لنا الغزو والاحتلال الأمريكي البغيض ,وما الت اليه بعدها الحكومات الصورية التي شاركت بتأسيسها ودعمها بكل الوسائل غير الاخلاقية المتاحة لهم وبإسناد مباشر من قبل المرجعية الدينية الطائفية الشيطانية بمختلف مسمياتها وبمشاركة فعالة من قبل احزاب الاسلام السياسية الطائفية والمذهبية , وهذه الحكومات التي نشرت فجورها وفسقها وفسادها كوباء عاهر اصبح يفتك بجسد الدولة والتي تعاقبت على الحكم منذ اكثر من سبعة عشر عامآ وما تزال لغاية اليوم تنتهك جسد الدولة والمجتمع في أقذر وأبشع وأنذل عهر سياسي عرفه التاريخ العراقي… يمكن لهذا السبب هو الذي جعلني أن أدون أحرف وكلمات تلك العبارات التي كانت تتفوه بها من خلال الرسائل المتبادلة فيما بيننا …
عندما تحاور عاهرة مثقفة تنقلب لديك كل الموازين الاخلاقية التي استنتجتها او التي تعرفها مسبقآ من خلال ما تندونه لنا الصحافة والإعلام والأفلام السينمائية عن قصص العاهرات سواء اكانت تعمل لصالحها او التي تعمل لدى الجهات الامنية لسبب او لأخرى ,وتعرفنا على قصصهن المليئة بالغموض والإثارة الجنسية والتشويق, ومن خلال أحداث الروايات التي تناثرت على اجسادهن الملساء الفتية , شهوة رجال السياسة والإعلام والمعممين , استغلوا اجسادهن الفتية لغرض الايقاع بأكبر عدد ممكن من هؤلاء , وبالأخص رجال الدين الذين كانوا وما يزالون بالنهار كواعض ديني حول العفة وشرف المرأة وكيف تصبح زوجة صالحة , وبالليل يمحى كل هذا الخطاب الديني المبتذل ليتحول هؤلاء إلى ذائب بشرية تفتك بأجساد الفتيات لغرض اشبع غريزتهم الشيطانية الجنسية التي يفتقدونها على فراش الزوجية …
لم أستغرب كثيرآ ولم يبادرني أي شعور بالخجل عندما حاورتها واعترفت لي بأنها عاهرة يمكن لأنها الحقيقة التي حاولت كثيرآ من قبلي أن ألطف هذه الكلمة إلى فتاة ليل أو حتى بائعة هوى , ولكن اصرارها على كلمة عاهرة زادني فيها احترامها وشعورها بثقتها بنفسها , وإنها لا تخاف أو تخجل من هذه الكلمة ,لأنها الحقيقة التي لا تحاول إخفائها حتى في كلامها وكأي فتاة عاشقة كانت تحلم كغيرها من فتيات بلادي بإكمال دراستها الجامعية والارتباط بشاب يكون فارس احلامها وتعشقه لغاية الجنون لتروي ضماها من الكبت الجنسي الذي كان يحوم حولها كشيطان يريد أن يفتك بمؤمن … معآ سوف نكتشف سوية خفايا وأسرار عن الْعَالَمُ السُّفْلِيُّ لِمَافِيَا الطغمة الحاكمة في المنطقة الخضراء وعِصَابَاتٍ أحزاب الإسلام السِّيَاسِيَّ الطائفية… يتبــــــع …