(سبل النهوض بالتربية والتعليم في العراق)، موضوع لطالما شغل بال العراقيين في الداخل والخارج، ندوات وورش تثقيفية، وحملات توعية، للتركيز على أهمية التعليم واثره على مستقبل أجيال من العراقيين، لاجل هذا وغيره من الأهداف عقد مؤتمر رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، شارك فية نخبة من المتخصصين العراقيين والبريطانيين. لمعالجة إشكالات المراحل التعليمية ما قبل الجامعة، والوسائل للنهوض بمستوى التربية والتعليم في العراق. وذلك في معهد الدراسات الأفريقية والشرقية (SOAS)، جامعة لندن. اجمع اغلبية المحاضرين على ان الوضع التعليمي في العراق وصل الى مراحل متدنية خطيرة ادت الى استفحال الجهل والتخلف والتي ادت بدورها لتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية، وابتدأ المؤتمر بكلمة للإعلامية سلوى الجراح حكت عن تجربتها الدراسية في العراق قبل ستينات القرن الماضي، وكيف كان لوسائل التعليم وكفاءة المعلمين، والرحلات التي تنضمها المدارس لمدن العراق للتعرف على جغرافية الوطن، الاثر على حبها لمدن العراق. ثم كلمة مختصرة من قبل الدكتور الدكتور ناهي الركابي الملحق الثقافي لجمهورية العراق في المملكة المتحدة أكد على حاجة النظام التعليمي في العراق الى التغيير ويتامل ان يتم ذلك بالتعاون مع المؤسسة التعليمية في بريطانيا. ادار الجلسة الاولى الدكتور احمد الجهانلي رئيس الرابطة. مرحبا بالحضور وبالاساتذة المتخصصين الذي دعوا للمؤتمر لطرح اراءهم لدراسة المشاكل التعليمية في العراق. تلاه قراءة لرسالة السفير العراقي د. صالح التميمي الذي لم يكن حاضرا. اكدت كلمته على ان العراق، بعد القضاء على داعش وتحرير الموصل وغيرها من مدن العراق، سيبدأ مرحلة جديدة لتطوير التعليم في كل المراحل..»نتأمل ايجاد حلول للمشاكل التي تواجه التعليم في العراق على ان تكون حلول علمية وعملية» المحاضرة الاولى كانت للبروفيسور محمد الربيعي رئيسشبكةالعلماءالعراقيينفيالخارج، مؤكدا» على الحكومة ان تبني مدارس جديدة تستوعب الاعداد المتزايدة من الطلبة للحد من ازدواجية الدوام في المدرسة الواحدة التي ادت الى تقليص ساعات التدريس الى 3 ساعات فقط، «ومن المشاكل التي ادت الى تدهور التعليم، عدم استقرار المناهج..فكلما استجدت وزارة او حكومة تتغير المناهج.. اضافة الى التكاليف الباهضة في طبع المناهج الجديدة لاسيما لو عرفنا ان طباعة الكتب المدرسية يتم اغلبها في الاردن! فصار التعليم تجارة للربح المادي على حساب مستوى الطلبة». الدكتورة نادية العلي استاذة في جامعة قالت «لقد درست في المانيا فوالدي عراقي مغترب وامي المانية، علمونا ان ندرس الحقائق لنقدها..روح النقد والتفكير تلك تنمي روح الابداع والتطور الذهني». ثم اكدت على ان الوضع السياسي هو مرآة للوضع التعليمي او العكس… مايمر به العراق على مستوى التعليم هو مشكلة كل البلدان العربية والفقيرة عموما. في المؤتمر تواصلت الجلسات من اجل اغناء الموضوع ففي الجلسة الثانية كانت هناك مشاركات لبريطانيين منهم الدكتور دوغلاس شالمر الرئيس المنتخب لاتحاد الجامعات والسيد دارين نورثكوت، اكدا انه لايجوز ترك التعليم للصدفة ولابد من نظام تعليمي فعال وملائم لكل مرحلة. كذلك المعلم لايمكن ان يبدع في عمله اذا لم نوفر له التدريب اللازم ومراعاة متطلباته الانسانية والثقافية وهنا يأتي دور الحكومة الدكتور صالح ضمد استشاري في الطب النفسي. تحدث عن ماحصل في الموصل «ماحدث هناك من الصعب وصفه.. الاطفال في العراق يشكلون نسبة عالية قياسا للاجيال الاخرى فنسبتهم تصل الى 50% فهؤلاء هم مستقبل العراق فكم علينا من جهد وواجبات لتنشئة هؤلاء الاطفال بشكل صحيح ليصبحوا اصحاء نفسيا وعقليا..». فالاطفال بالرغم مما مروا به من حروب وحصار وارهاب وقتل لم يعالجوا نفسيا. في الجلسة الثالثة تحدث د.تحسين الشيخلي مدير مركز بحوث دراسات المستقبل. عن ازمة التعليم ازمة مجتمع. «قطاع التعليم مرتبط بالمجتمع لذا لا يمكن الارتقاء بالمجتمع اذا لم نرتقي بمستوى التعليم.. وتردي التعليم ينعكس على المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا..وحسب تقرير الحكومة العراقية ان ثلث الشباب هم اميون او شبه اميون ..وتقرير وزارة التخطيط ان احد اسباب ازمة التعليم هو انعدام الثقة بالمناهج الدراسية مما ادى الى ترك الدراسة ..وقلة الانفاق الحكومي على قطاع التعليم حيث يبلغ 4% وهذا غير كاف لبناء مدارس او توفير المختبرات والمكتبات العامة. فقط لرواتب الموظفين والمعلمين، ثم تحدث الدكتور عبد الله الموسوي «كل المحاضرات تشخيصية وسلطت الضوء على المشاكل واسبابها لكنها لم تقترح حلول لتلك المشاكل. «المعلم هو اساس بناء المجتمع. في ختام المؤتمر قرأ بيان رابطة الاكاديميين الدكتور احمد جهانلي «ان مؤتمرنا الذي شخص ما تعتريه العملية التربوية والتعليمية في عراقنا اليوم من نكوص وتراجع، حتى بالمقارنة الى عقد السبعينات في القرن الماضي، بتقدير إحصاءات عالمية.. يدفعنا الى حث الحكومة الإتحادية الجديدة الى الاخذ بتوصيات مؤتمر رابطتنا هذا، التي تأتي من بين دراسات ومناشدات، لجهات متعددة محلية ودولية، تضع في مقدمة أهدافها النهوض العاجل بقطاع التعليم في بلادنا. وأول تلك الخطوات تكليف المسؤولين المباشرين لهذه العملية من ذوي الأختصاص والقدرات الكفيلة بالإضطلاع بتلك المهام الجسيمة التي غايتها، تقدم وبناء وطننا الغالي بعيدا عن التحاصص الحزبي او الطائفي. ومن هنا نتوجه بندائنا الى كل من يعنيه الأمر بأختيار وزير للتربية ومدراء عامين مختصين وعلى دراية بمفاصل ومفردات ومشاكل التعليم ويعملون كفريق يحرص على بناء الأنسان».