مشكلة السلطة بالعراق بين البدو السنة والشروك الشيعة
آخر تحديث:
بقلم:خضير طاهر
ليس المقصود الإدانة الأخلاقية بمسميات البدو السنة والشروك الشيعة ، بل هو توصيف لواقع إجتماعي حضاري يلون حياتنا يشير الى تضاؤل مساحة المجتمع المدني وضعف تواجد العقل في الحياة الإجتماعية والسياسية ، فالتنظيم لشؤون الحياة بمختلف مجالاتها وفي مقدمتها السياسة يقف خلفه التفكير العقلاني المتجرد قدر الإمكان من المؤثرات : المناطقية والعشائرية والدينية والقومية والحزبية .
والسؤال : ماهو حجم مساحة العقلانية في إدارة الدولة العراقية من منذ تأسيسها المعاصر عام 1921 ولغاية الآن ؟
المفارقة العجيبة عند تأسيس الدولة كان هناك حضورا للعقلانية في إدارة شؤون الدولة العراقية بفضل إستلام الطبقة الأرستقراطية للسلطة وهيمنتها على مراكز صنع القرار ، إذ كانت الأرستقراطية تتمتع بفكر مدني عقلاني يصاحبه توازن نسبي إجتماعي نفسي يترفع عن الفساد المالي والتخريب ، وكانت الطبقة السياسية في العهد الملكي محكومة بمشروع متقدم حضاريا جدا على مستوى تفكير الشعب .. إذ كان لدى العهد الملكي مشروع نقل العراق من محيطه العربي المتخلف وربطه بتحالفات مع الدول الكبرى المتقدمة مثل بريطانيا وأميركا وجعله يسير في قطار الحضارة والتطور مثلما فعلت دول الخليج العربي التي سارت على نفس نهج العهد الملكي العراقي وحققت الإستقرار والتقدم والإزدهار بفضل تحالفاتها مع بريطانيا وأميركا و الفهم السياسي المتطور الذي نظر الى أهمبة وأولوية عقد التحالفات مع الدول الكبرى على مفهوم السيادة الذي لامعنى له بالنسبة للدول الضعيفة وغير الكفوءة المحتاجة لمساعدة أميركا وغيرها .
النكبة الكبرى حصلت عند إنقلاب 14 تموز عام 1958 حينما هجم الجهلاء والرعاع الغوغاء والطامعين بالسلطة من الضباط ومن معهم على الدولة العراقية ، وعندها تراجعت العقلانية عن فكر وسلوك الدولة وتحول الأمر على عشوائية بدائية إنحدرت الى درك الصراعات الدموية والحروب والإنقلابات وتبديد ثروات البلد وتراجع منجز العقلانية الذي حققته الطبقة الأرستقراطية ، ودخل السلطة في العراق تحت قبضة البدو السنة والشروك الشيعة :
( البدو السنة) :
غالبية مدن المنطقة الغربية السنية تتصف بالطابع العشائري البدوي وقلة مساحة المناطق الحضرية التي يعيش فيها الطبقات المتمدنة ، وتتصف شخصية العشائرية السنية بتضخم نزعة توكيد الذات التسلطية العدوانية التي تستمد موروثها الفكري والسلوك من إمتداداتها البدوية في المنطقة العربية المجاورة ، وإجتاح الفكر البدوي السني السلطة منذ عام 1958 ولغاية 2003 حيث عاش العراق الفصل الأول من المأساة ، وكان البدو السنة يمارسون السلطة بعقلية الصياد المفترس ، وسيأتي لاحقا الشروك الشيعة الى السلطة بعقلية المنتقم ، كان العنصر السلطوي الذاتي هو الذي يقود السلطة وليس الدافع الوطني ، إذ إتصفت العقلية السياسية البدوية بالعنف والبطش والقيام بسلسلة الإنقلابات وإشعال الحروب وحرمان الشعب من ثرواته على سبيل المثال قبل إندلاع الحرب مع العدو الإيراني كان حجم الإحتياطي النقدي للعراق أكثر من ( 40 ) مليارا وكان هذا الرقم في ذلك الزمن كبيرا ، في حين كان الشعب يعاني من إنقطاع الماء والكهرباء في عز الصيف وأزمات المواد الغذائية البسيطة مثل: معجون الطماطة والبطاطا والبيض وحتى أزمة في النفط ، وقلة الرواتب التي لم تكن كافية لمعيشة الموظف والعامل !
كانت روح الصياد البدوي تبيح لنفسها كل شيء على حساب الشعب في التصرف بالمال العام ونهبه وتبديده وخصصة مصانع وشركات الدولة وبيعها بأسعار زهيدة الى رجالات السلطة ، على سبيل المثال : نشرت حفيدة صدام حسين ، حرير حسين كامل في مذكراتها معلومة عن معالجة ( قطتها ) المريضة في أرقى العيادات البيطرية في باريس وبإشراف السفارة العراقية بينما الشعب كان يعاني من الفقر والجوع .
وأباح العقل البدوي الإفتراسي لنفسه خطف النساء وإغتصابهن من قبل كبار رجالات السلطة !
لعل الحسنة المشهود بها للعقل البدوي هي نجاحه في الدفاع عن البلد ضد العدوان الإيراني ومنع سقوط العراق بيد إيران وعملاؤها لمدة ( 22 ) عاما من 1979 ولغاية 2003 .
(الشروك الشيعة ) :
سايكوجيا يتصفون الشيعة بتفشي (( الماسوشية )) بين صفوفهم التي هي بمعناها النفسي وليس الجسدي وتعني النزوع الى الخضوع والإستمتاع بتعذيب الذات بفكرة المظلومية والإضطهاد والشعور بالدونية والنقص امام رجال الدين الإيرانيين كالمراجع وغيرهم ، والشيروكي الشيعي لايشعر بعار الخيانة لوطنه حينما يصبح عميلا إيرانيا لأن العمالة لإيران تشبع حاجته الى الخضوع والذل والإهانة ، وسبب هذا يعود الى عملية التدمير التي يقوم بها المنبر الحسيني بما يبثه من أفكار مغلوطة تزرع الكآبة وإحتقار الذات ، وكذلك طقوس عاشوراء التي تكرس تعذيب الذات ، ثم دور المرجعية الإيرانية التي مارست عملية غسيل الدماغ في تربية الشيعي على الخنوع ( والخصاء الفكري وسلب الإرادة ) إذ كل شؤون الشيعي يعود فيها الى المرجع الإيراني ورسالته العملية التي تحوي وصايا العبودية !
ولما كانت المدن الشيعية هي الأخرى تعاني من قلة المساحات الحضرية وتواجد الطبقات المدنية ، فإن غالبية الشيعة هم من أبناء الأرياف حتى المتواجدين منهم في المدن ، وقد جاءوا الى السلطة عام 2003 بعقلية المنتقم من الدولة كلها وليس السلطة ، فالفكر السياسي الشيعي لايفرق مابين كراهية السلطة والدولة ، ولهذا رأينا الشيعة في عام 1991 في الإنتفاضة ينهبون ويحطمون ويحرقون الدوائر التي هي ملكية عامة للدولة والشعب ، وكذلك بعد تغيير نظام صدام حسين حصلت أكبر عملية تدمير ونهب للدولة من قبل الشروك الشيعة في كافة المجالات ، عقلية المنتقم دفعت الشيعة منذ اللحظة الأولى لتغيير النظام الى تشكيل فرق الموت والقيام بقتل أبناء شعبهم من الضباط والعلماء بناءا على الأوامر الإيرانية .
مارس الشروك الشيعة السلطة بروح وفكر إيراني حاقد على العراق ، وشهد تاريخ البشرية لأول مرة هذه الأعداد الهائلة من الخيانة الجماعية وإنخراط الشيعة كعملاء لدى إيران مهمتهم الأولى هي تخريب الدولة العراقية وإضعافها لدرجة منع الصناعة والزراعة وإصلاح الكهرباء ومصانع المشتقات النفطية ، وتسخير البنوك … كل هذا التخريب المنظم يجري حاليا لصالح إيران بأيادي شيعية عراقية تعمل ضد وطنها !
بل ان السياسي الشيعي الشروكي تنازل عن شرفه الوطني ووافق ان تقوم إيران بالسيطرة على العملية السياسية وتعيين رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان وباقي المناصب الحساسة ، وامام هذا الإنتهاك الصارخ للعراق نجد الشيعي السياسي خانعا طائعا كالعبيد امام سيده الإيراني موافقا على كل مايصدر اليه من تعليمات في العلن وليس السر إذ كلنا نشاهد كيف يجلس الساسة الشيعة العراقيين امام أقدام الخامنئي أذلال خانعين ، وكيف يأتي المسؤولون الإيرانيون الى العراق دون إستئذان يعطون الأوامر .
أكثر من هذا أنشأت إيران ميليشيات داخل العراق من الشروك الشيعة تحت مسمى ( الحشد الشعبي ) وقامت هذه الميليشيات بالإنقلاب على الدولة وإستولت على السلطة منذ فترة رئيس الوزراء حيدر العبادي ولحد الآن بحيث أصبح منصب رئيس الوزراء شكليا بلا قيمة ومن دون صلاحيات وعمله فقط تلقي الأوامر من هذه الميليشيات الإيرانية !
واللافت ان الساسة الشيعة وقادة الميليشيات لايوجد بينهم من هو ينحدر من أصول مدنية معروف عنها إهتمامها بالعلم والمعرفة والكبرياء وإحترام النفس وعزتها ، فقد لجأت إيران الى تطبيق نفس إسلوبها في لبنان مع الشيعة هناك حيث قامت بتجنيد أبناء الأرياف والهامشيين من حثالات المجتمع كي يسهل التحكم بهم وتحريكهم ضد وطنهم وهم محملين بمشاعر الكراهية والحقد ضد الناس بسبب شعورهم بالنقص والنبذ من قبل المجتمع .. ولم تقترب إيران من أبناء الطبقة الأرستقراطية الشيعية فلا يعقل ان ينخرط أحد أبناء منطقة المنصور الارستقراطية ببغداد ضمن الميليشيات أو المخابرات الإيرانية ، حتى الأرستقراطي أحمد الجلبي رغم خدماته لإيران لكنهم عزلوه ولم يمنح أية فرصة بسبب الخوف من عدم طاعته المطلقة مثلما يفعل الشروكي .
الخلاصة : مشكلة السلطة في العراق كشفت عن فشل العراقيين في إدارة شؤونهم بأنفسهم ، وحاجتهم للمساعدة على غرار مافعلته دول الخليج العربي حينما استعانت ببريطانيا وأميركا لإدارة شؤونها ، ورأيي الشخصي بما انه نجح البدوي الخليجي تحت الوصاية الأميركية في بناء بلد مستقر ومزدهر مثل دولة الإمارات الرائعة ، فإن البدوي السني العراقي يمكن تأهيله ووضعه تحت الوصاية الأميركية لإستلام السلطة في العراق ، اما الشيعي فهو ثبت بالتجربة لايصلح لقيادة الدولة ويجب إبعاده عن مركز صنع القرار ومافعله الشيعة في لبنان واليمن والبحرين من نشاطات تخريبية إرهابية وقيامهم بتدمير أوطانهم دليل على خطر الشيعة فكرا وسلوكا سياسيا !