يبدو ان المكلف مصطفى الكاظمي لم يكن على مستوى من الذكاء بحيث اوقع نفسه في مطب كبير لا يحسده عليه احد عندما ظن ان المليشيات التي اعلنت الموافقة مضطرة تكتيكيا على القبول به لمنصب رئيس الوزراء المكلف سوف تسمح له بالتحرك كيف يشاء وهو ماوعدت به له اثناء مراسيم تكليفه من قبل الرئيس برهم صالح٠ان الكاظمي وما يواجهه من عقبات في اختيار وزراءه يكشف بما لايقبل الجدل والشك انه لم يكن رجل مخابرات محترفا وانما كان هاويا ولم يعرف بواطن الامور او ربما يعرفها ولم يكن بإستطاعته مجابهة الواقع الذي وصلت اليه المليشيات التابعة لايران وسيطرتها على زمام الامور في العراق ومدى توغل ايران ومسكها بكل المفاصل السياسية والعسكرية وعدم اتاحة الفرصة للكاظمي ولغيره من تغيير مجريات اللعب على الساحة في العراق٠وقد ظهر الكاظمي من دون لبس انه شخصية ضعيفة وميال الى التهادن حتى مع الذين كالوا له الانتقاد والويل والثبور ونعتوه بشتى الاوصاف حيث كشفت المعلومات انه دخل في وساطه معهم تم رفضها من قبلهم ولم يحصل منهم على صك الغفران وهذا واحد من الاسباب التي سوف تفشل مهمة الكاظمي في تشكيل وزارته بجانب ان الكاظمي اصبح بيدق بيد هادي العامري والمالكي يحركونه بالطريقة التي يريدونها ويتجهون به الى منطقة القتل من خلال الاستخفاف بالاسماء التي جاء بها واختارها فالمرة الثالثة حسب مصادر قريبة من اجتماعت القوى الشيعية مع الكاظمي يتم اجباره على تغيير الاسماء لاسباب واهيه لمجرد الرغبة في احراج الكاظمي ودفعه الى اليأس والقنوط وبالتالي التخلي عن التكليف واتحاحة الفرصة لعادل عبد المهدي المستقيل بالعدول عن الاستقالة واستمراره في رئاسة الوزراء باعتباره الابن البار والمطيع والذي نفذ لهم مالم يستطيع الكاظمي او غيره ان يقدر عليه بجانب المباركة الايرانية التي لم تجد افضل من عبد المهدي لادارة شؤنها في العراق٠ان موقف الكاظمي الذي وضع نفسه فيه يثير الشفقة والعطف على رجل مخابرات ان تعبر عليه الاعيب العامري والمالكي وغيرهم وهذا ان دل على شيء فانما هو يظهر سطحية الرجل وعدم امتلاكه لعقل جوال وتفكير ستراتيجي بجانب عدم استيعابه للواقع السياسي وقدرة ولائي ايران على التحكم بالساحة العراقية واستطاعتهم على قلب الطاولة على الجانب الاخر خاصة اذا كان الاخر هو الكاظمي الذي تم تحويله الى العوبه بعد ان تم تجريده من الورقة القوية التي كان يمتلكها كونه رئيس لجهاز المخابرات وهو موقع يخوله التفاوض من منطق القوة ويفرض الذي يريده انطلاقا من المفروض امتلاكه تصورا عن الاوضاع حتى التكليف ومدى قوة المليشيات وسطوتها والخلاصه التي نقولها ان الكاظمي حتى وان مررت وزارته فلن يكون سوى رقما من الارقام التي شهدتها الساحة العراقية على امتداد١٧عاما ولن يقدم على تحقيق حتى ولو مطلبا من مطالب الثائرين لا بل سيكون اداة طيعة ضد مطالبهم الشرعية وهو الامر الذي سيقود الى ثورة الخلاص ثورة عارمه ضده وضد كابينته المرتقبة ان مررت . وان غدا لناظره قريب٠
مصطفى الكاظمي و المطب الكبير .. بقلم حسين الأسدي
آخر تحديث: