اربيل / شبكة اخبار العراق : استذكر معرض أربيل الدولي التاسع للكتاب الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي، باعتباره من “رواد الإصلاح والتنوير”، وذلك بمناسبة مرور 150 سنة على ولادته.وقال حارث الزهاوي)، إن “الشاعر جميل صدقي الزهاوي صاحب الآراء الجريئة والمناقشات الشهيرة، تميز بعدة أمور سبق أقرانه فيها”، مشيراً إلى أن “الزهاوي أول من استعمل تعدد القوافي واشتهر بدعوته الاصلاحية لحرية المرأة والفكر فضلاً عن آراء أخرى جريئة طرحها بشأن عمل الحكومات في مجلس المبعوثين ما اضطره بعدها إلى الهجرة من العراق إلى مصر”.من جهته قال الباحث عبد الحميد الرشودي، إن “الزهاوي ظلمه جيله وما يزال مظلوماً إلى اليوم”، مبيناً أن “الزهاوي كان متطلعاً يتميز بأفق واسع وعقل مبدع وداعية إلى العلم مجرداً من كل الخرافات والأوهام التي سيطرت على عقول الناس في ذاك الوقت”.وأضاف الرشودي، أن “الزهاوي تألم لما كانت تعانيه المرأة من ظلم وقسوة في مجتمع رجولي جعل منها سلعة تباع وتشترى، وتصدى بقوة لزواج الصغار عن طريق ما يعرف شعبياً بالكصة بكصة، وغيرها من الظواهر السلبية”، مؤكداً أن “الشاعر الكبير تصدى لذلك في مقال شهير أحدث ضجة كبيرة في العراق أجج تظاهرات تطالب بالقصاص منه حتى اضطرت الحكومة إلى عزله عن وظيفته”.وكشف الباحث، عن “رفض الزهاوي محاباة السلطات أو مدحها”، مذكراً بأنه “رفض العرض المغري الذي تلقاه لمنصب شاعر البلاط الملكي، مقابل راتب كبير يبلغ 600 روبية وبقي عاطلاً عن العمل”، مشدداً على أن “الشاعر أبدى استعداده لمدح الملك العامل على خدمة شعبه والتضحية من أجله بلا مقابل”.وتابع الرشودي، أن “الزهاوي لم يتوقف عن طرح الآراء التنويرية المتقدمة حتى بعد رحيله إلى مصر التي تم ترحيله عنها بسببها وروحه الثورية”، مستطرداً أن “الشاعر الكبير تم منعه من التجديد في مجلس المبعوثان بعدها بسبب مداخلته وألفاظه التي لم تلق قبول المتنفذين في الحكومة”.وشهد معرض أربيل الدولي التاسع للكتاب، الذي افتتحه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في (الثاني من نيسان 2014 الجاري)، إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية اليومية التي شارك في تقديمها مجموعة من المثقفين والفنانين العراقيين والعرب.وكانت إدارة مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، قد أعلنت أن أكثر من 250 دار نشر أو مؤسسة ثقافية عربية وعراقية وعالمية، شاركت في معرض أربيل الدولي التاسع للكتاب.وجميل صدقي الزهاوي، ولد في (الـ18 من حزيران عام 1863)، ونشأ ودرس على أبيه وعلماء عصره، وعين مدرسا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885، وهو شاب ثم عين عضوا في مجلس المعارف عام 1887، ثم مديرا لمطبعة الولاية ومحررا لجريدة الزوراء عام 1890، وبعدها عين عضوا في محكمة استئناف بغداد عام 1892، وسافر إلى مدينة اسطنبول التركية عام 1896، فأعجب برجالها ومفكريها وتأثر بالأفكار الغربية، وبعد الدستور عام 1908، عين أستاذاً للفلسفة الإسلامية في دار الفنون في اسطنبول ثم عاد لبغداد، وعين أستاذاً في مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الاتحاديين، وانتخب عضوا في (مجلس المبعوثان) مرتين، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضوا في مجلس الأعيان، ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أظفاره فأجاد واشتهر به.وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد، في الباب الشرقي، وسط بغداد، واتخذ في آخر أيامه مجلسا في مقهى أمين، في شارع الرشيد، وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، ولقد كان مولعا بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة.وكتب فيه عميد الأدب العربي، طه حسين، قائلاً “لم يكن الزهاوي شاعر العربية حسب، ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار.. لقد كان شاعر العقل.. وكان معري هذا العصر.. لكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم”.وتوفي الزهاوي في عام 1936، ودفن بمشهد حافل في مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبره حجرة.
معرض أربيل للكتاب يستذكر الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي
آخر تحديث: