يستهلُّ أستاذ الإعلام الرَّقمي وفنونه بإدارة الأزمات المعاصرة الدكتور عبد الرزاق الدليمي كتابه الموسوم (علوم وفنون الاتِّصال الرقميَّة في إدارة الأزمات المعاصرة) بالقول: إنَّه محاولة لبَلْوَرة سياقات اتصاليَّة ناجحة للتعامل السليم مع جملة من المتغيِّرات والظروف والبيئات التي تواجِه المُجتمعات أثناء الأزمات.والكتاب موضع استعراض تفاصيله يحتوي على ثمانية أبواب جلُّها يتحدث عن فنِّ إدارة الأزمات ومفهومها ونماذج تطبيقية لدَوْر فنون الاتصال الرَّقمي في التعاطي مع الأزمات. ويُمكِن القول إنَّ (الدليمي) المؤلف فتح بابًا للولوج إلى هذا العالم الرَّقمي وأسراره ومتطلباته، والذي بات سِمة العالَم الجديد الذي نسبح في فضائه من دُونِ جدران ومحدِّدات وسقف محدَّد.ومؤلف الكتاب شخصيَّة سياسيَّة وإعلاميَّة عراقيَّة يجمع بَيْنَ الاثنين في ثنائيَّة كرَّسها في مشواره في عالَم يضجُّ بالمتغيِّرات والأزمات والمبادرات والتحدِّيات، حاول في كتابه أن يجيبَ على أسئلة ومتطلبات تحاكي العالَم الرَّقمي وسُبل تكريسه لخدمة الإنسان وحاجاته المستقبليَّة.ومنذ بداية مشواره في فضاء الإعلام عميدًا لكلِّية الإعلام بجامعة بغداد قَبل غزو العراق واحتلاله، برز الدليمي كاتبًا ومؤلفًا وأستاذا بالإعلام السياسي، وتزخر المكتبات بعشرات الكتب والمؤلفات التي كرَّسها في مشواره، وتحوَّل إلى مرجع للباحثين عن الجديد في فضاء الإعلام وفنونه ومستقبله.
ويبدو أنَّ المؤلِّف حاول أن يبرز التحدِّيات والمتغيِّرات التي تواجِه الإعلام وفنونه وتقنيَّاته وانعكاسها على حياتنا اليوميَّة من غير أن يغلقَ الأبواب لمواجهتها بطُرقٍ وأساليبَ قديمة كلَّفت البَشَريَّة كثيرًا، فاتحًا أُفقًا جديدًا للتعاطي مع موجبات الحياة العصريَّة التي طبعتها رقميَّة الإعلام الجديد ومفاهيمه.إنَّ مَن يقرأ كتاب الدليمي ومضامينه يستطيع القول: إنَّه محاولة لِبَلْوَرة مفهوم جديد لفنِّ إدارة الأزمات وسياقاته الاتصاليَّة الجديدة للتعامل مع الأزمات وكيفيَّة مواجهتها. وكما هو المؤلِّف أستاذ الإعلام الرَّقمي عبد الرزاق الدليمي يجول في فضاء الإعلام وموجباته الجديدة على حياتنا فإنَّه بذات الوقت تحوَّلت كتُبه ومؤلَّفاته التي حفلت بها المكتبات العراقيَّة والعربيَّة وحتى الأجنبيَّة إلى مراجع.
وعندما نتوقف عند مؤلَّفات الدليمي التي حاول من خلالها استشراف مستقبل الإعلام الرَّقمي الذي بات يطرُق أبوابنا ويلج في تفاصيل حياتنا اليوميَّة فإنَّه بذات الوقت يحذِّر من تبعاته على عادات وتقاليد مُجتمعاتنا عَبْرَ مصدَّات وأساليب مبتكرة تبعد شروره المتوقَّعة على أجيالنا.والكتاب موضع البحث سيغني المكتبة العربيَّة بمنجز يُلبِّي رغبة الباحثين والمؤلِّفين السَّاعين إلى معرفة أسرار وتفاصيل عالَمنا الجديد الذي حاول أن يسبحَ في فضائه (الدليمي) وهو خيار رغم أنَّه محفوف بالمخاطر، إلَّا أنَّه محاولة تستحق الجهد والمثابرة والبحث الجادَّ؛ لأنَّها بالأحوال كافَّة ستؤدِّي إلى خدمة الإنسان ومتطلبات عصره الجديدة وسُبل مواجهة انعكاس سلبيَّاتها على مُجتمعاتنا.وإذا كان المؤلِّف ركَّز في كتابه الجديد على مفهوم إدارة الأزمات المعاصرة وفنون الاتصال الرَّقمي فإنَّه عَبْرَ مؤلَّفاته الأخرى لَمْ يغفل ويتوقف عن البحث عن مفهوم الإعلام الجديد وعلاقته بالسياسة وأزماتهما التي حاول المؤلِّف أن يركزَ على توأمتها وبما يُلبِّي حاجات الإنسان وحاجاته.