مقابسة بين الفكر العروبي الوحدوي والفكر السلفي الجديد… بقلم الدكتور عامر الدليمي

مقابسة بين الفكر العروبي الوحدوي والفكر السلفي الجديد… بقلم الدكتور عامر الدليمي
آخر تحديث:

شهد التأريخ و وقائع راسخة ان المسلمين الاوائل حملة الرسالة الاسلامية من عرب الجزيرة فهموا الرسالة فكراً وتطبيقاً نصاً وروحاً , وثاروا لتحرير انفسهم من عبودية البشر والحجر وحرروا ارض العرب بحرب عادلة غير عدوانية طردت المحتل و وحدوها في نظام اجتماعي سياسي تمثل في قيادة الرسول محمد صلى الله علية وسلم ثم الخلافة من بعده , والرسول العظيم جمع العرب ووحدهم على شعار ( لا اله الا الله ) شعار دائم واقرارهم بوحدانيته عز وجل , وقوله ( قولوا لا اله الا الله تفلحوا ) هو لتوحيدهم وتجميعهم تحت هذا الشعار الازلي لتحقيق وضمان قوتهم وتحقيق النصر على اعدائهم لعلمه بأن الوحده قوة للعرب المسلمين , فالرسول العظيم اكد في اكثر من موضع على الوحدة ففي الوحدة ثبات ونصر وتحرير وتحقيق اهداف الامة , لذا نجد ان اقل ما يوصف به السلف الاول من العرب المسلمين بأنهم حريصون وجاهدوا على تحقيق الوحدة والتحرر الانساني , لذا فالعروبه والاسلام لا حاجز بينهما ولا تناقض فحملة الرسالة هم العرب للأمم الاخرى وهي ليست تعصبية مناطقية منغلقة اذ لا فضل لعربي على اعجمي دلاله على رسالتها الانسانية في العدل والمساواة ومجتمع منسجم ضمن جسم الامة العربية لا فوارق لا استعباد لا ضعف , الكل سواسية كأسنان المشط , والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً .

لذا… فهل ما فعله الاجداد في صدر الرسالة ومابعده يتناقض وما يؤمن به ويعمل من اجلة و يسعى لوحدة الامة العربية ؟
والخلاص من وضعها السياسي القائم الموصوف بالضعف والابتزاز من قوى معادية لها , والحركة القومية العربية تعمل لتحقيق التحرر والابداع الانساني لانها حركة تجديد انسانية ليست تعصبية عنصرية متقوقعه هدفها الحوار و الانفتاح على الامم الاخرى لتحقيق انسانية الانسان ليس للعرب فقط وانما للشعوب الاخرى ومن اجلها ضحى قادة وزعماء ورجال ابطال شهد لهم التاريخ الحديث لمواقفهم وانجازاتهم وكما فعل اجدادهم من قبل في صدر الرسالة وما بعدها لتوحيد قبائل جزيرة العرب وتحرير العراق والشام ومصر والمغرب العربي
وبعد هذا فمن المؤسف ان دعاة السلفية الجديدة التي تدعي بأنها وريثة السلف الاول ( اجدادنا العرب في صدر الرسالة ) تعمل بل تحارب الفكر القومي التحرري الوحدوي ولكل من يتبناه ويعمل من اجله افراداً او منظمات سياسية , والغريب في الامر والادهى والامر وبالوقائع والادلة ما يؤشر الى تعاون من يتبنى السلفية الحالة مع قوى خارجية معادية للعرب والمسلمين لطمس الهوية القومية ومحاربة الوحده التي ينشدها العروبيون من عزة وكرامة للعرب والمسلمين ويُصفونها بأنها دعوة ضد الاسلام , وهنا الم يكن السلف الصالح في صدر الرسالة وما بعدها حققوا وحدة الامة العربية وتحريرها من اعدائها , فكان حقاً سلفاً مبدعا في الفكر والانسانية و التحرير والثقافة والفلسفة والاجتهاد . ليس كالسلفية الجديدة المنغلقة التي لم تفهم سوى مصالحها الذاتية المؤطره بالاسلام شكلاً وليس مضموناً .
و هنا نتلمس من وقائع الاحداث الم يكن مناصري الحركة القومية يلتقون بأهدافهم وطموحاتهم مع اجدادهم السلف الاول في تحقيق وحدة العرب وتبنيها والدفاع عنها كونهم مؤمنين غير حياديين بين الكفر والايمان, والسلفية الحالية ومن منظار اقرب للحقيقة والواقع نجد انها قد ابتعدت عن اهداف وعمل السلف الاول في التحرير والوحده بل راحت تحارب وتعلن عدائها للحركة القومية العربية التي تعمل لهدف الوحدة بل تآمرت على مشاريع وحدوية في الامة للحفاظ على مواقع وامتيازات شخصية . وهنا الم يسأل السلفيون انفسهم لماذا اقدم السلف الاول في صدر الرسالة على تحرير الانسان العربي من العبودية والضعف وتحرير ارض العرب من الاحتلال الاجنبي .
ان محاربة وحدة الامة هي خدمة مجانية لأعدائها لان العرب مادة وقاعدة الاسلام , فالذين يقولون ( لا اله الا الله ) لفظاً ما عليهم الا فهم المعنى وعليهم الدعوة لتوحيد امة ( لا اله الا الله ) امة العرب التي حملت هذا الشعار وقاتلت تحت ظله وجاهدت في سبيلة للتحرير والوحدة والعزة , فبغير الوحدة لا عزة للعرب . اليس وحدة الامة العربية وتحريرها هي عزاً لمن تمسك بشعار (لا اله الا الله) الذي وحد العرب الاوائل .
ان من يؤمن بشعار ( لا اله الا الله ) عليه العمل لوحدة الامة العربية ورسالتها الانسانية الخالده وان لا يلتقي مع اعدائها من امريكان وصهاينة واجندات خارجية لتفتيت جسم الامة والتآمر عليها بحجج واغطية ظاهرها اسلامي باطنها معادي تآمري تخريبي , وتأسيسا على ذلك والسؤال في محلة ما هو موقف دعاة السلفية الجديدة من محاربة الفكر الوحدوي الم يكن عداءً لمن عمل على وحدة العرب واستشهد في سبيلها من السلف الصالح في صدر الرسالة وما بعدها .
نعم ما اعظم ان نكون سلفيين كأجدادنا من السلف الصالح في صدر الرسالة عقيدةً وفهماً وانسانيةً تحرراً ووحدة وابداعاً انسانياً , نحمل هموم الامة ومن اجلها نعمل لاسعادها وعزها , لا سلفيين مظهريين بلحى ذقن طويله وثوب قصير وكحل في العيون وارتباط بأجندات خارجية معادية ومال سحت حرام واستغلال الدين لاغراض استعراضية كاذبة .
الاسلام مجاهده لكل من ظلم امة الاسلام واراد شرا بها , ورسالة انسانية للبشرية منطلقها اساسها قاعدتها العرب وامة العرب فمن عاداهم عاد الاسلام ومن نصرهم نصر الاسلام .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *