مما يؤسف له أن يصل حال العراق وشعبه الرازح تحت الاجندات والمؤامرات الدولية ويقاسي الجوع والفقر وانعدام الخدمات وتفشي الاجرام والمخدرات ليتنبأ بمصيره المنجمون وفتاحوا الفال والمشعوذون بالتحليل و التنظير!!
فتارة يتناوله ابو علي الشيباني واخرى سمير عبيد ومن انشق عن الطبقة السياسية لتضرر مصالحه، وأسماء وهمية وكتاب مزيفون .
فبالأمس ظهر علينا السيد فائق الشيخ علي ومن على قناة دجلة في برنامج(القرار لكم).
و هو احد اقطاب المؤامرة والخيانة ضد العراق وعمل جاهدا في الكذب والتدليس عقودا مع زمرة الخونة حتى تم تسليم العراق وشعبه لأقذر دولتين ليحولوه ركاما وليندبوا حظهم بعد أن تقاسم الكبار الكعكة وتركوا لهم الفضلات.
وربما الشيئ الوحيد الذي صدق فيه هو وصفه للطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد الإحتلال بأنها أفسد واجهل طبقة شهدها العراق في العصر الحديث، وهذا أمر بديهي لا يختلف عليه اليوم إثنان.
وليس هو السياسي الوحيد الذي قدم مع المحتل او تعاون معه الذين بدأوا يشهِّرون بالعملية السياسية بعد إقصائهم كمشعان الجبوري أو ممن قفز من المركب بعد أن إستشعر غرقها ولا داعي لذكرهم فأصبحوا اليوم مكشوفين.
ولا ننسى افتراءآته في برنامج الصندوق الأسود على مدى 51 حلقة ليزيف من خلاله تاريخ العراق الحديث في وقائع ما زال شهودها أحياءً، وفريته الكبيرة في احدى حلقاته عندما صرح أن الشعب العراقي خرج الى الشوارع مؤيدا خطوة الراحل صدام حسين لإجتياحه الكويت بل ذهب لأبعد من ذلك في كذبه عندما قال بأن الشعب العراقي طالب من صدام حسين بالزحف نحو السعودية! فلما إعترضت على كذبه متحدياً له في صفحته على التويتر وطلبت منه الحوار وتقديم ادلته على صحة ذلك هرب و حضرني ولم يصمد،.
ليخرج لنا اليوم متنبئاً ان عام 2024 هو عام الخلاص وهو عام عاصف قاصف ساحق ماحق في توصيفات اكبر من حجمه! تقوده دولة كبرى لم يسمها ستنتهي بالعملية السياسية وتعتقل وتحاكم وتعدم كل الطبقة السياسية بلا إستثناء ولن تتمكن أي قوة الوقوف بوجهها، وبدأ يفصل ويسهب عن مصير الكتل والاحزاب والجيش و الاكراد والسنة والشيعة وحتى مصير المرجعيات وحصرهم وعزلهم تماما عن السياسة، و مقتدى الصدر الذي استثناءه ليتفرغ للدراسة في قم!
وكذلك تراجع ايران وتعاون تركيا واحجام الخليج في وصفة عجيبة غريبة!!
الشيخ فائق الرفحاوي انقلب على تلك الطبقة التي عمل معها ثم تبرأ منها اليوم بعد أن اختلف مع أصدقاء الأمس من شاكلة العملاء امثاله..
وما يثير الاستغراب ان يضع لنا التواريخ وكأنه جالس في مركز القرار الدولي او تلك الدولة التي لم يفصح عنها وقد اعتمدته وحده كمشاورها الوحيد لرسم الخطط الدولية لانقاذ العراق ! وحتى انه قد ادلى بمواصفات شخصية ذلك القائد الوطني الملهم الذي سيقود المرحلة وهو قائد مدني وطني سيقوم بإعادة اعمار العراق من فوره والذي سيعيد امجاده ويصحح المسار الذي أخطأته أمريكا!!
السيد فائق الشيخ علي اليوم هو رجل معزول ليس له اي تأثير او موقع رسمي او دبلوماسي ويعاني من وحدة وعزلة وأمراض عدة ولم يتبق له بضاعة سوى هذه التصريحات النارية ليثبت وجوده.
وهو يتنقل بين الفضائيات ونشط على التويتر و يدلي بتوقعاته التي هي اشبه بالتنجيم كما يفعل الشيباني في هلوسات وضربة المندل، رغم انه قد اخذ عهداً على نفسه ان لا يظهر بعد هذا اللقاء على وسائل الاعلام ولننتظر هل سيصمد و يفي بوعده ام ينكص على عقبيه بحجة يختلقها في حينها..
فليعلم السيد فائق ومن على شاكلته بأنه لا حظ لهم في عراق جديد وهو آت لا محالة سواءٌ أ تنبأ به أم لم يتنبأ وسواء فضح العملية السياسية المفضوحة أساسا أم طمطم على بعض اصدقاء الأمس .
ولا يوجد عراقيا عاقلا سويا وطنيا وتشرينيا بطلا يثق به او بكل من وضع يده بيد المحتل لا بتصريح ولا ببرنامج للاصلاح ولا في احداث تغيير، فمعول الهدم لا يصلح مطلقا للبناء، والخيانة داءٌ صعب الشفاء والإنفكاك منه والوثوق به.
فذلك الامر امر عظيم له رجالاته وبالتأكيد فهو ومن على شاكلته ليسوا منهم ..