من أجل حكومة إنقاذ تنقذ الشعب العراقي من هذه الطغمة الفاسدة
آخر تحديث:
بقلم:اياد السماوي
دولة الرئيس عادل عبد المهدي .. أخاطبك بدولة الرئيس وأنا أعلم أنّك رئيس حكومة غير شرعية جائت بتواطئ وانقلاب على الدستور .. دولة الرئيس كنت ناقما عليك وعلى حكومتك وعلى النظام السياسي القائم برّمته قبل تظاهرات الغضب .. لكنّي بعد الاستماع لخطابك الهزيل الذي وجّهته إلى أبناء الشعب العراقي المنتفض على الفقر والفساد ليلة أمس الجمعة , أصبحت أكثر نقمة عمّا كنت عليه .. اعتقدت في بادئ الأمر أنّك ستكون شجاعا وتخاف الله وتتقدّم باستقالتك لرئيس الجمهورية بعد هذه الاحداث الدامية والمؤلمة واستخدامك للقوّة بهذا الشكل المفرط المخالف للدستور .. ولكنّك وللأسف الشديد كنت غير آبه ولم تخاف الله في هذه الدماء البريئة التي سالت في عموم محافظاتنا الجنوبية .. لم أكن من الداعين لهذه التظاهرات ولم أكن من المحرّضين عليها , لكنّ مشاعري ذهبت دون إرادة منّي مع تلك الجموع الغاضبة التي تطالب بالحياة الحرّة الكريمة .. وإذا كنت تزعم أنّك ديمقراطي وتسعى لبناء نظام ديمقراطي فاستمع ولو لمرّة واحدة من شخص لا مصلحة له عندك أو عند غيرك وليس من هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي أجرمت بحق البلد والشعب .. وقبل أن أبدأ معك حديثي المشحون بالألم والحسرة .. أقول وأشهد أمام الله إنّك كرئيس للوزراء لم تأتي بفساد غير موجود أو ببطالة غير متّفشية .. لكنّك أحد مؤسسي هذا النظام الفاسد وقائد من قادته الفاسدين .
دولة الرئيس .. أنت أحد مؤسسي وبناة هذا النظام السياسي الفاسد , بل واحدا من أهم أركانه الذين ساهموا في بنائه وترسيخه منذ مؤتمر لندن وحتى هذه اللحظة .. كنت ولا زلت جزء لا يتجزأ من هذا النظام الفاسد وواحدا من الذين قبلوا بالفساد دينا وعقيدة ومذهبا .. فهل تستطيع أن تنكر أنّ حكومتك غير شرعية وتشّكلّت بموجب تكليف غير شرعي وغير دستوري ؟ وهل تستطيع أن تنكر أنّ الحكومة التي ترّبعت على عرشها قد جائت بها الكتل والأحزاب السياسية التي توافقت عليك ؟ وهل تستطيع أن تنكر أنّ معظم وزراء حكومتك هم لصوص وسرّاق وفاسدون حتى النخاع ؟ ألم تبدأ حكومتك بكذبة النافذة الألكترونية التي خدعت بها الشعب ؟ هل تنكر أنّك على معرفة تامة بفسادهم وتعرفهم واحدا واحدا ؟ وهل يستطيع رئيس حكومة هو نفسه جزء من هذا النظام الفاسد أن يصلح نظاما فاسدا من أعلى نقطة في رأس الهرم وحتى القاعدة ويتمّكن من محاربة فساد وتحقيق نمو ورفاه وحياة كريمة لهذا الشعب ؟ .
دولة الرئيس أرجو أن تعلم وأنا واثق إنّك تعلم .. أنّ الفساد الذي نتحدّث عنه هو فساد بنيوي متجذّر في طبيعة النظام السياسي القائم على المحاصصات الحزبية والطائفية والدستور المسخ الذي ساهم حزبك في الدور الرئيس بكتابته , ومشكلتنا مع الفساد لم ولن تنتهي بهذه الترقيعات المخجلة التي أعلنت عنها في خطابك ليلة أمس , وكونك رئيس وزراء غير منتخب من قبل الشعب بشكل مباشر , فمن المؤكد أنّك ستكون أداة بيد الكتل والأحزاب التي توافقت عليك , وقد تجسدّ هذا في إدارتك للحكومة خلال السنة الماضية .. دولة الرئيس .. الشعب يعلم جيدا أنّك لا تستطيع أن تحاسب مسؤولا فاسدا من السابقين أو من اللاحقين ينتمي إلى أي من الكتل السياسية التي توافقت عليك .. ويعلم جيدا أنّ مجلس النوّاب الذي تطلب منه الصلاحيات تسيطر عليه ذات الكتل والأحزاب السياسية الفاسدة .. ويعلم جيدا أنّك غير قادر على تحقيق أي نهضة إصلاحية أو اقتصادية .. ويعلم أنّ الفساد قد تضاعف في حكومتك أضعافا مضاعة .. ويعلم أيضا أنّ معظم الوزارات يقودها مدراء المكاتب الذين وضعتهم كتلهم لإدارة هذه الوزارات ..
دولة الرئيس .. إنّ غضب الشعب الذي انفجر لن توقفه ترقيعات سطحية ووعود كاذبة يراد منها امتصاص نقمة هذا الشعب وغضبه .. وإن كنت تعتقد أنّك بهذه الوعود تستطيع أن توقف هذا الغضب الهادر فإنّك واهم .. والعراقيون يعلمون أنّ أوامر ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي كانت صادرة من زوج ابنتك ومدير حمايتك آزاد الكردي .. نصيحتي لك أن تقدّم استقالتك فورا وترحل بعيدا بما معك من أموال هذا الشعب .. فلا مطلب للشعب غير مطلب رحيلك ورحيل كلّ هذه الطبقة السياسية الفاسدة .. ولا سبيل للخلاص غير تشكيل حكومة للإنقاذ تنقذ الشعب من هذه الطغمة الفاسدة .. تقوم بحل مجلس النوّاب ومجالس المحافظات وتوقف العمل بالدستور الحالي لحين كتابة دستور جديد للبلاد يكون فيه النظام الجديد رئاسي ينتخب فيه الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب , وإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية بنظام انتخابي جديد ومفوضية جديدة للانتخابات من القضاة .. حكومة إنقاذ تطوي هذه الصفحة المؤلمة من حياة الشعب العراقي .. ختاما .. أتوّجه إلى أبناء الشعب العراقي الغاضب والمنتفض على الظلم والفساد أن يحافظوا على منشآت وممتلكات الدولة لأنها منشآت الشعب وممتلكاته , والحفاظ عليها واجب وطني وشرعي .. كونوا على حذر أيها المنتفضون من العناصر المشبوهة والمدسوسة .. وحافظوا على الأمن والنظام ولا تنجرّوا وراء الأجندات التي تريد بالبلد إلى حافة الانهيار الأمني والفوضى .. واعلموا أن القوات الأمنية والشرطة هم أخوانكم وظهيركم في الدفاع عنكم وحمايتكم فتجّنبوا الاحتكاك بهم .. ولا تقبلوا باقل من رحيل هذه الحكومة بالكامل ورحيل من جاء بها وتواطئ معها ..