مشكلة الكويت مع العراق مشكلة أزلية، تعود الى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، تفاقمت بعد ترسيم الحدود ،من قبل الدول العظمى ،وفي مقدمتها بريطانيا راعية المشكلة ،وصاحبة إقتطاع أرض الكويت من العراق، وجعلها محميّة بريطانيا، بعد إكتشاف النفط فيها، حسب تصريحات زير خارجية بريطانيا إدوارد هيث نفسه،لتعود اليوم وبتوقيت مقصود ،هو يوم ذكرى الثاني من آب ،والعراق يعيش أضعف حالات ضعفه، الدبلوماسي والسياسي، وضعف تأثير قراره الخارجي ،وعلاقاته الخارجية،فجأة وتنفجر مشكلة في أم قصر،سببها الظاهري، هو تجاوز الكويت حدود العراق ،ومحاولة ضمّ مدينة أم قصر لها ولحدودها البرية،حسب قرار مجلس الامن وقرارات أممية مجحفة وقسرية وانتقامية،إنفتحت شهية مجلس الأمن الدولي (الامريكي)،حيث وضعت وبتعمّد مقصود،قنبلة موقوتة على الحدود بين الكويت والعراق، هي قضية ضم مدينة ام قصر للكويت، لتبقى فتنة بين الطرفين ،تحركها متى شاءت الدول العظمى، حينما تتضرر مصالحها في المنطقة، لتخلف فوضى بين العراق والكويت، تصرف فيها الأنظار عن قضية أكبر،فقرار 833 عام 1993، يضع ترسيم للحدود، لاتوجد فيه أم قصر كمدينة،وافق عليه العراق بالقوة وبلحظة ضعف تاريخية حرجة جدا، كان العالم كله ضده ، بسبب دخوله وغزوه الكويت، وتم ترضية،الأمر، وقامت الكويت بوضع ركائز الحدود، وقامت ببناء250 وحدة سكنية لعوائل عراقية ،كمجمع سكني على الحدود، جهزته بكل الخدمات ، لتضع حداً مع العراق، وتجعل هؤلاء حجة على العراقيين،إلاّ أن المتنفذين من الأحزاب والعشائرالمسلحة في البصرة ،قاموا وإستحوذوا على المجمع، ووزّعوه على أقاربهم وعناصرهم، فعاطت العيطة،بعد أن أحرموا المستحقين فعلاً ،وقامت القيامة ،وإستطاعت الجهات المستفيدة والمتنفذة، ولأغراض إنتخابية واضحة ،من تفجير الأزمة بين العراق والكويت وتدويلها،بدعم ودفع خارجي، لإفتعال ازمة ،وتأليب الرأي العراقي والعربي والدولي على الكويت، وهنا لا أبرّيء الكويت، بإستفزازها وعدم أحقيتها في ترسيم حدود ،هي تعرف أن العراق قبلها مرغماً، وبالقوة الامريكية ، ولا حق لهم بأراضٍ عراقية ،تثبتها الخرائط البريطانية نفسها، وعلى لسان حكوماتها،إذن الأمر كله مفبرك ومنظم ومقصود،فمَن يريد إعادة الحدود ،يذهب الى الأمم االمتحدة ،ويعترض ويطالب بإعادة الإتفاقيات والغاء قرارت مجلس الامن الدولي المجحفة بحق العراق،لأنها فرضت فرضاً على العراق، في ظروف حرب خاسرة ،شال حملها العراق،وفرض مجلس الأمن والامم المتحدة ،قرارات جائرة لايستحقها، ويطالب بإلغائها ومناقشة أمر الترسيم وظروفه ،حسب الخرائط الدولية ودستور الامم المتحدة والذي كان العراق واحدً من مؤسسيه وواضعيه، لا أن يثير فتنة هو ليس قدّها، ويريد إستعراض عضلات بلاستيكية، نعم فما جرى من تظاهرات ،وتنديدات هي محض صراع سياسي ،بين طرفين
متنازعين على السلطة ،ولأهداف إنتخابية وتسقيط سياسي، بين طرفين معروفين لا اكثر، هذا هو جوهر المشكلة في أم قصر،سياسية ودعائية وصراع بين طرفين بالضبط،أما الحقوق فلا تنتزع بالتظاهرات والتهديدات، وإنما بالذهاب الى مجلس الأمن والامم المتحدة ،وتهيئة الرأي العالمي لها، بوصفها قرارات مصيرية مجحفة، إتخذت في لحظة غضب تاريخية ،ويجب العودة للأصول ورجاحة وحكمة العقول، فقد ذهب زمن العنتريات والتهديدات،هكذا تؤخذ وتنتزع الحقوق، في ظل تغول نووي وتسليحي ،وتكنولوجي دولي وعالمي ،لايمكن إعادة الحقوق إلاّ بالتفاهمات والحوارات ،أمريكا تريد أن يظلَّ الوضع متفجراً ومتوتراً وضبابيا ، بين العراق والكويت لزمان يطول، طالما هناك مصالح أمريكية استراتيجية في المنطقة ،وفي مقدمتها النفط وأمن إسرائيل،وخطر وتغول إيران ،وتنظيم داعش الإرهابي،كما تدعي ، إذن مشكلة أم قصر( سياسية بإمتياز)،تقف خلفها أجندة عراقية واقليمية ودولية،وستظل كلما تطلبت المصالح ذلك، فتهييج الرأي العام العراقي العاطفي بسيط جداً،ودغدغة مشاعره أسهل مايكون،لهذا هبّت الجموع غاضبة ،وحانقة على الكويت وزادت الجهات ذات المصلحة، من تأجيج الوضع على الحدود، إنها هبة وإنطفأت بعد تحقيقها أهدافها ، هذا كلما مافي الامر ،في خلق مشكلة وأزمة بين العراق والكويت ،في توقيت مقصود هو يوم االثاني من آب عام 1990، وما جرى على الحدود ،هو ردة فعل لا أكثرمنظمة من جهات سياسية، استغلتها حكومة الكويت، لتثبيت حق لاتستحقه ، مستغلة ذكرى غزو الكويت، لكسب الرأي العام ، وتجيير القضية لصالحها ، ولكنها فشلت ،بعد ردة الفعل الجماهيري العراقي الغاضب، لتقول لهم ،أن ما أُخذ بالقوة لايستردّ الا بالقوة ،فإحذروا غضبة الحليم العراقي….!!