مِثِل طِلي الفاتحة .. مَثَل عراقي

مِثِل طِلي الفاتحة .. مَثَل عراقي
آخر تحديث:

بقلم:خالد ابراهيم

عندما تنصب الفاتحة لشخص متوفي فإن أهل المتوفي يشترون طلي في اليوم الأول للفاتحة و يربطونه لغرض ذبحه في اليوم الأخير لإعداد طعام اليوم الثالث للفاتحة. و خلال الأيام الثلاثة للفاتحة فإن الطلي يعيش حياته الطبيعية يأكل و يشرب و يمعمع و لا يدرك بأن نهايته الذبح ليأكلون لحمه. و بهذا الوصف ضرب المثل ” مثل طلي الفاتحة ” على كل شخص يعيش حياته الطبيعية يأكل و يشرب و يصرح و ينتقد و هنالك خطر داهم يتربص به لإنهاء حياته و هو لا يدرك هذا الخطر.

منذ إقرار الإنتخابات في 2005 كوسيلة لإختيار أعضاء البرلمان كجهة تشريعية و رقابية و تشكيل الحكومة لتنفيذ سياسة الأحزاب الحاكمة، التي ينتمي إليها أعضاء البرلمان، فإن الشعب العراقي لا يبالي في سوء إختيار أعضاء البرلمان و المخاطر التي تتربص به بسبب سوء هذا الإختيار.

في أول إنتخابات فإن أفراد الشعب العراقي لم يكونوا يمتلكون أي معلومات عن المرشحين للإنتخابات و لذلك كان الإختيار معتمداً على الولاءات الوجدانية. و في الإنتخابات التالية فإن المرشحين للإنتخابات عندما وجدوا أنفسهم لم يقدموا شيئاً للشعب فإنهم إعتمدوا على إستثارة الولاءات المادية لأفراد الشعب للفوز بمقاعد البرلمان، و إستخدموا لهذا الغرض مغريات التوظيف الحكومي و توزيع البطانيات. و لقد إنقاد الكثيرون لهذه المغريات دون أن يدركوا بأن هذا الإسلوب في إختيار أعضاء البرلمان ستكون عواقبه وخيمة. فالبرلمانيين الذين يفوزون بهذه الوسائل سيكون شغلهم الشاغل هو الإستحواذ على أكبر قدر من الأموال العامة المخصصة للمشاريع و التجهيزات اللازمة لعمل المؤسسات الحكومية. و كانت من أهم نتائج لا مبالاة عموم الشعب بإختيار أعضاء مجلس النواب و كما صرح به وزير المالية، بتاريخ 3/10/2020 في جلسة تشاورية على قاعة دار ضيافة رئاسة مجلس الوزراء، هو سرقة 250 مليار دولار من أموال العراق منذ العام 2003 وحتى الان. و كانت من نتائج هذه السرقة هو شحة الدولارات اللازمة لإستيراد أغلب المواد اللازمة لمعيشة الشعب العراقي، و هذا أدى لقيام وزارة المالية و البنك المركزي لتخفيض قيمة الدينار العراقي من 1190 إلى 1470 دينار لكل دولار مما أدى إلى غلاء أسعار المواد المستوردة و شحة الأعمال و بالتالي ستزيد عدد الفقراء و شدة الفقر و ما يتبعه من تداعيات خطيرة على حياة الشعب العراقي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *