الشيء المهم في كلمات القادة العرب انهم اجمعوا بحل القضية الفلسطينية في ظل المبادرة العربية بحل الدولتين والعودة لحدود ما قبل ٥ حزيران ١٩٦٧ وذلك موقف مخالف لكلمة الرئيس بايدن الذين اراد بطريقة غير مباشرة تكريس الامر الواقع وفق التغيير الديمغرافي الذي قامت به اسرائيل على الارض وهذة اول بادرة خلاف بين القادة المشاركين في القمة من جهة والرئيس بايدن من جهة اخرى، مما يعني هناك خلاف في ترتيب اوليات الحلول في المنطقة بين كلمات القادة والرئيس بايدن .. ولابد من الاشارة الى كلمة الرئيس السيسي المتميزة في هذا الاجتماع التي يمكن اعتبارها خارطة طريق شاملة لضمان أمن ومستقبل المنطقة نحو الاستقرار الشامل والشراكة الدولية لمواجهة التحديات، بينما كانت اسوء كلمة لولي عهد الكويت التي كانت مليئة بالتذلل الى امريكا، في الوقت الذي أجمع المشاركين في الاجتماع على وحدة الرؤى في مواجهة التحديات الايرانية ويمكن اعتبار كلمات القادة بمثابة رسالة شاملة وواضحة بحث ايران على التعاون لتجنب المنطقة من مخاطر التسلّح النووي، وايضاً دعا ولي العهد السعودي ايران الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية في الدول الاخرى والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية لتحقيق استقرار المنطقة، وحتى الكاظمي اشار ربما من باب التقيّة الى تجنب المنطقة من اسلحة الدمار الشامل، بينما هناك خلاف اخر مع الرئيس بايدن بشأن زيادة تدفق النفط وقوله اتفقنا على زيادة انتاج الطاقة في الشهور القادمة بينما كانت هناك اشارات بعدم القدرة على الزيادة التي تريدها امريكا سوى نسبة بسيطة من خلال الاوبك وفق ظروف المرحلة خلافاً لما كان يرغب من زيادة كبيرة في الانتاج لتخفيض اسعار البنزين الذي تجاوز الكالون خمسة دولارات في امريكا .. وفي سياق الاجراءت العملية لم تكن هناك اشارات واضحة بحصول اتفاقات عملية بشأن حل المشاكل المركزية في المنطقة منها عدم تقديم حل عملي لانهاء الصراع في اليمن، او لغة جدية في كيفية مواجهة انشطة ايران في زعزعة استقرار أمن المنطقة الذي اشار اليها بايدن وترك الحل الاستفادة من بركات وعوده لاسرائيل بعدم السماح لايران بامتلاك السلاح النووي، بينما في رد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على سؤال صحفي ما نوع التنسيق مع الولايات المتحدة حول التدخل الايراني في دول المنطقة فكان رده، “الاهم هو وجود تناغم عربي حول هذا الملف” .. بمعنى هناك بلورة رؤيا عربية موحدة لمشاكل المنطقة دون الاعتماد الكلي على القوى الخارجية، أي ان المخرجات الجديدة بعد الحرب الروسية الاوكرانية باتت تسير وفق شروط المنطقة وليس وفق شروط امريكا .. مما يعني فشل اجندة بايدن ونجاح الدول العربية المشاركة في هذا الاجتماع التي حققت تغيير في طريقة تفكير الولايات المتحدة واتباع منهج جديد ازاء قضايا المنطقة نتيجة الاجماع على وحدة المواقف ووحدة الرؤى خصوصاً ما يخص القضية الفلسطينية التي كانت مفاجئة للرئيس الامريكي الذي جاء من اجل موضوع آخر وهو حل مشكلة تدفق الطاقة بينما واجه اجماع مغاير في وجهات النظر بحل مشكلة القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية .. مما يعني هناك نجاح للدول العربية المشاركة وفشل ذريع لما اراد الرئيس بايدن ان يحققه في مسألة زيادة انتاج الطاقة لتخفيض اسعار النفط وايضاً فشل دمج اسرائيل في المنطقة ثم فشل فكرة تشكيل ناتو عربي بقيادة اسرائيل الذي وصفها وزير الخارجية السعودي بأنها فكرة لم تكن مطروحة في القمة أي سوى تهويل اعلامي عربي وعالمي، بمعني هناك موقف موحد بابعاد اسرائيل عن المشاركة في القضايا المصيرية للمنطقة والتي كشفت هشاشة التطبيع معها .. وهذا الفشل بالتأكيد سوف يؤثر على فرص نجاح الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية القادمة بسبب ما وصف بضعف اداء الرئيس سياسياً.