آخر تحديث:
أعجبني كثيراً وصف “فاقد رجولة” الذي أطلقته العراقية الفاضلة نضال شبيب على أحد المستعرقين، وهو وصف ينطبق على جميع المستعرقين، فلو كان تحت سِبالِ القَومِ مِنْ رَجُل لغيروا الأوضاع في العراق إلى ما يشتهون بأيديهم، لا أن يذهبوا للعق بساطيل جيوش العالم مستقوين بها لتدمير سيد البلدان العراق العظيم , هذا حديث عن مستعرق لم يعد يربطه بالعراق رابط منذ أن صار في خندق المحتلين وصار بوقاً لمشروعهم، وهو نبيل ياسين، وما أبعد الاسم عن المسمى، ويكفيه عاراً وشناراً أنه من عائلة جلّها في خدمة المحتل.
هذا المستعرق بصفته يمثل مؤسسة “ديمقراطية” في بريطانيا استضاف التافه الرخيص المستعرق العميل موفق الربيعي في لندن، وفي جلسة ضمت عراقيين انفتح فم الربيعي كما تنفتح دورة مياه ثقيلة وأخذ ينال من النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال، فتصدت له لبوة عراقية تناقشه فيما كان وفيما صار، فغضب المستعرق ياسين وهددها وخرجت من دورة المياه في وجهه كلمات لا يلفظها ابن شارع نترفع عن ذكرها (ولهذا قرر ذلك العراقي الراحل صدام حسين في السبعينات من القرن الماضي نقله من مجلة ألف باء إلى مصلحة المجاري، ويذكر هو هذا)، وهي بالتأكيد إسقاط نفسي عن الوسط الذي عاش فيه طوال عمره، وكرر ألفاظه النتنة المستقذرة كأخلاقه، عندما تصدت له على شبكة التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” العراقية الشريفة نضال شبيب التي أسمعت المجرم بول بريمر أقسى الكلام.
“رجال المحتل” هؤلاء لا يقوون ولا يجرأون على الوقوف أمام رجل عراقي واحد فوجدوا أن الاستقواء على النساء قد يعوض النقص الذين يعانون منه في دواخلهم، فاصطدموا بحقيقة أن حتى النساء العراقيات لبوات , وصف هذا المستعرق اللبوة التي تصدت للتافه الربيعي بأنها بعثية، كما وصف العراقية الوطنية نضال بأنها بعثية، متوهماً بأنه يشتمهن بهذا، بينما عرفنا منذ الاحتلال أن هؤلاء الضفادع يرون كل عراقي يحب العراق بعثياً، وهو مصداق للقول: “العراقيون جميعاً بعثيون وإن لم ينتموا” , وانظر إلى رعبه من ثورة العراقيين التي ستكنسهم وتطهر العراق من رجسهم حين يسمي الثورة الباسلة هياجاً في أحد إسهالاته الكتابية في صحيفة المواطن، لصاحبها المستعرق إبراهيم بحر العلوم، ويقول: “هل يعتقد هؤلاء الذين يقودون الهياج أنهم يخدمون الوطن؟ إن القضية ليست قضية الاعتراض على المالكي الذي دخلوا في حكومته وشاركوه السلطة بغض النظر عن حجم هذه المشاركة ونوعيتها. القضية هي قضية الانقلاب على الديمقراطية وإعادة أسس النظام المنهار بمساعدة واضحة من بعض الدول. واصبح واضحا من متابعة بعض قنوات الاعلام العربية أن هناك مساع لتطبيق سيناريو سورية ومصر وليبيا في العراق”.
شاركوه السلطة بغض النظر عن حجم هذه المشاركة ونوعيتها؟
من الذي شاركه من الشعب غير أمثاله من المستعرقين أو حسني النية الذين انسحب منهم العيساوي بعد أن رأى أنه وضع حسن النية في مكانها الخطأ، والمنتظر أن ينسحب من العملية السياسية الاحتلالية كاملة، كما أن المأمول من أمثاله أن يحذوا حذوه.
وانقلاب على الديمقراطية إذن؟ , هذه “الديمقراطية” التي لا تستحق أن نشتريها بـ”بولة” طفل عراقي أفقدتنا إلى الآن قرابة مليوني شهيد وجعلت لدينا مثلهم من الأرامل والأيتام، ومزقت مجتمعنا، أي ممزق، وتهدد الآن بشرذمة العراق وتقسيمه وجعله من أضعف البلدان على وجه الأرض، ونهبت ثرواته وأجاعت شعبه وشوهت تاريخه , هذا “الهياج” يا أيها المستعرق هو ثورة شعب يريد استرداد كرامته وإرادته على أرضه.. ثورة ستعرفون أين تكونون بعدها عندما ينقر في الناقور.
وإذا كان الكذب أحد القواسم المشتركة بين الخونة والعملاء، فإن المستعرق نبيل ياسين يشذّ عن هذه القاعدة عندما يقول: “كيف نسمح لأنفسنا ونحن نعتبر أنفسنا زبدة الثقافة والفكر والمدنية أن نسكت على شتائم لابناء الوطن ومواطنيه أياً كان مطلقها. شتائم تتسم بالعنصرية والتزمت والتمييز القومي والديني والطائفي. شتائم يساق مطلقها، أياً كان، إلى العدالة ويحكم بسببها باعتبارها تمييزاً عنصرياً وقذفاً وتعريضاً لحياة المواطنين للقتل والاحتقار”.
فهو صدق في أنهم زبدة ثقافة الاحتلال وفكره و”مدنيته” التي خربت العراق، وهو في هذا القول يقف في مواجهة الشعب كله حين يتهمه بأنه شتّام وشتائمه “تتسم بالعنصرية والتزمت والتمييز القومي والديني والطائفي”، وكأن الشعب هو من جلب الطائفية والعنصرية لنفسه لا هم من جلبها ويروج لها بكرة وأصيلا.
ها أني أشتمك يا ابن ياسين وأشتم ماليكيك وربيعك وجعفريك وحكيمك ومطلكك وهاشيمك وأعرجيك وبحر علومك وجميع رموز عمليتك السياسية، فردّها عليّ إن استطعت وطبّق بحقي قانون الاحتلال الذي تستقوي به، ولكني أحذرك أن ألسنتنا قادرة على الوصول إلى المناطق المظلمة في تاريخك الأسود وتاريخ أمثالك، إن كررتها وتطاولت على ماجدة عراقية، نعال الواحدة منهن، يشرفك ويشرف عمليتك السياسية ورموزها.