نوري المالكي يرسل المتطوعين إلى الجنّة
اياد السماوي
ثلاثة عشر شابا قتيلا هي حصيلة التفجير الإجرامي الذي حصل يوم أمس في ساحة مطار المثنى , القتلى هم من الشباب الذين أرادوا الانخراط في صفوف القوات المسلّحة العراقية بحثا عن فرصة عمل توّفر لهم العيش الكريم , لم يعلم أحد منهم إنّهم ذاهبون إلى حتفهم , ربما كانوا خائفين من هذا المصير , لكن ماذا يفعلوا وهو شباب عاطلون عن العمل ولا مستقبل لهم , وهذه ربما فرصة لانتشالهم من الشوارع , نفس السيناريو ونفس التكتيك ونفس الأدوات , تعلن وزارة الدفاع أو الداخلية عن حاجتها لمتطوعين , وتحدد مكان وزمان المقابلة عبر وسائل الإعلام , وبعد ذلك يأتي انتحاريا أما بسيارة مفخخة أو بحزام ناسف يريد أن يتغدى مع الرسول فيأخذ معه مجموعة من هؤلاء المساكين المتطوعين ليتغدوا جميعا مع الرسول , وكما يقال في المثل الشعبي نفس الطاس ونفس الحمام .وكالعادة تنبري وسائل الإعلام المحلية الصديقة منها والللاصديقة بانتقاد الحكومة لعدم تهيئتها المكان الآمن لهؤلاء المتطوعين وبالتالي التسبب في مقتلهم , بعدها تقوم الحكومة تحت تاثير ضغط الشارع والرأي العام بتشكيل لجنة تحقيقية بأمر من القائد العام للقوات المسلحة للتحقيق في اسباب الحادث وكيفية حصول هذا الاختراق , وكالعادة أيضا ترسل نتائج هذا التحقيق إلى الملائكة في السماء للاطلاع عليها .والله يا نوري المالكي إنّ دماء هؤلاء الشباب الضحايا في رقبتك وأنت المسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى يوم نقف جميعا بين يديه , فماذا ستقول لله هل ستقول له لقد وضعت ثقتي بعدنان الأسدي وسعدون الدليمي ؟ ألم تسمع بحديث الرسول ( ص ) لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ؟ كم مرة تكرر هذا السيناريو ؟ ما ذنب هؤلاء المساكين الذين يبحثون عن لقمة شريفة للعيش ؟ بالله عليك لو كان أبنك حمودي أو حسنين أبن عدنان الأسدي بين المتطوعين هل تركتموهم هكذا فريسة لهؤلاء القتلة المجرمين ؟ هل أنّ دماء أبنائكم أشرف من دماء أبناء الشعب العراقي ؟ وهل كان علي بن أبي طالب يفرق بين أبنائه الحسن والحسين وهم سيدا شباب أهل الجنة وبين باقي أبناء المسلمين ؟ لماذا حافظتم على ابنائكم وذويكم من القتل وتركتم أبناء الناس عرضة لهذا القتل والإرهاب ؟ ماذا ستقول لأبناء شعبك ولأهالي الضحايا ؟ هل ستقول لهم إنّ هذا تكتيك جديد للقاعدة لم تعهده أجهزتنا الأمنية ؟ .أنا واثق أنّك ستأمر بتشكيل لجنة تحقيقية , وأنا واثق أيضا أنّ هذه اللجنة ستكون كسابقاتها من اللجان التي أمرت بتشكيلها , حيث سترفع توصياتها لسكان السماء فقط للاطلاع عليها , قطعت عهدا لبعض الأصدقاء أن لا أهاجم سياساتك في هذا الظرف تحديدا لكي لا تكون ذريعة بيد القوى السياسية التي تغازل الإرهاب وتختبأ وراءه , لكنك يا سيادة القائد العام للقوات المسلّحة لم تترك لنا فرصة السكوت والتغاضي عن هذه الفضائع والأخطاء التي يرتكبها قادتك الأمنيين الفاشلين , والله إنّ ما يحصل مخجل ومعيب , متى ستستفيد أنت وقادتك الأمنيين من هذه الدروس ؟ هل معقول هذا الذي يجري ؟ عندي سؤال لك شخصيا يا نوري المالكي , هل تؤمن بالله واليوم الآخر ؟ لا تزعل إذا قلت لك في نفسي شك من هذا .