صدّقَّ الشعب بما وعده الساسة والمترشحون قبل الانتخابات وأعطاهم فرصة أخرى لتحقيق التغيير الموعود ، صدّقًّ في هذه الانتخابات بالرغم من كثافة الانحدار والانقسام والفساد والصراع السياسي والمجابهة العسكرية والقتل والإنفجارات وغرق مدن وأحياء ، ذهبت الناس الى صناديق الانتخابات لأنها وُعِدَت بالتغيير من جميع الساسة بضمنهم ساسة دولة القانون وزعيمهم الذين تشير كل الاصابع انهم المعنيين بالتغيير اكثر من غيرهم . واصبح حلم من ذهب الى الانتخابات من المهمشين والمنتفضين ان يتحقق شعارها (لا ولاية ثالثة) وفهمت ان التغيير يعني غياب المالكي عن مناصبه وتجاوزاته ، التي حسبها السيد مسعود البرزاني ببيان اطلق قبل الانتخابات بيوم واحد بأنها تجاوزت المئة مخالفة دستورية .
اليوم ذهب الشعب الى الانتخابات وقدم شهداء وضحايا وخسائرسواء في ذهابه اليها او بسبب مارافقها من عنف وتفجيرات ‘ وهو يدرك ذلك لأن الداء قد بلغ العظم و وضع الذهاب بنية انتخاب الأفضل ومن يرى بانتخابه الخلاص بمثابة الجهاد كوسيلة للتغيير .
تمت الانتخابات ولم تكشف هوية الوليد لغاية اليوم وقد تطول فترة الاعلان وما بعد الاعلان عن النتائج كما يظهر وكذا الحال في تشكيل الحكومة ، الشعب ليس آسف على ذهابه للانتخابات مهما كانت النتائج ، ولكن الشعب لا يتحمل ما يحدث بعد الانتخابات اليوم من تصعيد طائفي وعدواني ، تجاوزت حد المعقول ، كل يدعي الفوز وكلُ ينتخي بطائفته وتحالفه ويعتمد عليه لنعود ثانية الى نفس (الطاسة والحمام ) .
الشعب سيقبل بالنتائج على رغم من كل قناعاته بحقيقة ما جرى من تجاوزات و ومخالفات انتخابية ودستورية ، لكن هذا الشعب لن ينس وعودكم ولن ينسى خطاباتكم وانتم تنادون بحكومة الكفاءات والدولة العادلة وووو.
مبروك لمن فاز ولكن الفائزون اصبحوا نوابا بأصوات الناخبين . عليهم أن يشرعوا في برلمانهم ما سيحقق التغيير من دستور وقوانين ويراقبوا أداء الحكومة والقضاء كما وعدوا ، فالشعب انتخبهم نوابا وليس وزراء .
الشعب تواق لتشكيل حكومة الكفاءات والنزاهة والتكنوقراط كواحدة من أهم ملامح التغيير وبأسرع وقت وقبل ضياع الوقت والمال المخصص لهذا العام كي ينقذوا العاطل والمريض والنازح والغريق والسجين والجائع والمنكوب واليتيم والأرملة ومن وعدوا بإنصافه وهم جيوش وملايين ، وهذه الوعود لا تنفذ الا بحكومة النزاهة والكفاءة . تشكيل الحكومة المنشودة أسبقية للإنقاذ قبل الانصراف الى تصعيد الصراعات الطائفية والهجمات العسكرية ورفع الاعتراضات والمناكفات وضياع الوقت بتقاسم الرئاسات ترضي هذه الكتلة او تلك .
لقد بلغ السيل الزبا بهذا الشعب المنكوب ، لكنه شعب عنيد ولديه من وسائل التغيير ما تمكنه من الانقضاض عليكم ايتها الوجوه الكالحة التي بان فسادها وأزكمت الانوف روائح غدرها وزيفها وإسفافها بشعبها وأمتها و وطنها . شعبنا وعى وأعطى فرصة لكل ذي عقل من الحاكمين لإعادة النظر بنهجه ومسيرته ، وله كل الحق هذه المرة لأن يتظاهر ويعتصم ويضرب وينتقم بكل ما متاح له لإسقاطكم والإطاحة بكم .
جميعكم أيها المرشحين معترضون باستثناء من بيده السلطة اليوم على ادائها السيىء في المال والخدمات وتعاملها مع المعتصمين والمنتفضين وابناء الشعب المهمشين وانحدار الخدمات والبنية التحتية وعدم اقرار الميزانية خوفا على المال العام وغير ذلك ، وها انتم كسبتم بسبب ما وعدتم به الشعب مقاعد تؤهلكم لتحقيق التغيير الموعود ليس فقط بالوجوه بل بالنهج والسلوك ، أليس من أبسط حقوق العراقيين أن تفوا بوعودكم بتشكيل حكومة ترعى ارواحهم وحياتهم الموئودة وجراحهم النازفة وأموالهم المنهوبة وأعراضهم المنتهكة وحشودهم النازحة وأحيائهم الغارقة ومدنهم المحاصرة وكفاءاتهم المهمشة وحاضرهم المنكوب ومستقبلهم الغامض ،فيما تستنزف الثروات والموارد التي انعم الله بها على العراق لتصبح سببا في احتلاله ودماره وتقسيمه .
هاتوا بحكومة كفاءات ونزاهة تنقذ ما تبقى ، إن كنتم صادقين بوعودكم … بقلم د. عمر الكبيسي
آخر تحديث: