بغداد/ شبكة أخبار العراق – متابعة بقلم سعد الكناني ..فيما لم يفلح الرئيس العراقي جلال طالباني، في جهوده التي بذلها طيلة عامين كاملين وسعى فيها لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل والأزمات المتكررة بين فرقاء بلاده السياسيين، يُراد لحليفه مسعود بارزاني أن يلعب الدور ذاته على آمل أن تكون «الوصفة العلاجية» ناجحة هذه المرة.بارزاني الذي لا يتمتع بـ «الكاريزما» ذاتها التي تميّز بها طالباني، يُشاع أن ضغوطا داخلية وأخرى خارجية مورست عليه بهدف التحرك لسد الفراغ الذي أحدثه غياب رئيس الجمهورية عن المشهد المحلي، سيما وأن الأخير كان يضطّلع بمهمة «مُطفئ الحرائق» السياسية بحكم موقعه الرئاسي وتاريخه السياسي الموصوف بالاعتدال.النائب الكردي المخضرم محمود عثمان، وفي تعليقه عن أنباء تفيد بتحرك رئيس إقليم كردستان لضبط الإيقاع المحلي، قال «توجد ضغوط على رئيس الإقليم من الداخل والخارج في هذا الاتجاه من منطلقات مختلفة تتعلق بمصالح هذه الجهات والدول».وبينما أكد عثمان «عدم وجود مبادرة معلنة في الوقت الحاضر من إقليم كردستان لحل مشاكل العراق عبر الحوار كما أُشيع»، أشار إلى إنه «سيكون هنالك المزيد من اللقاءات والمشاورات مع الفرقاء قبل الخروج بأي مبادرة رسمية».غياب طالباني بسبب العلاج بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة ألمت بها أثناء لقاءات سياسية أجراها مع الفرقاء نهاية العام الماضي، فاقم من الأزمة الراهنة التي نتج عنها زيادة في أعمال العنف والتفجيرات الإرهابية، إضافة إلى التظاهرات المستمرة منذ شهرين في المحافظات الغربية.هذا التفاقم دفع دول مثل الولايات المتحدة وغريمتها إيران عبّر سفيريهما في بغداد، للطلب من رئيس الإقليم الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع كافة الأطراف العراقية عدا حزب رئيس الوزراء نوري المالكي، للعب دور يمكن من خلاله رأب الصدع السياسي الحاصل بين الفرقاء المحليين والدفع باتجاه حلحلة الأزمة المستعصية.وبالفعل، باشّر بارزاني فور عودته الأسبوع قبل الماضي من رحلته الخارجية التي شارك خلالها في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أنعقد في مدينة دافوس السويسرية، اتصالاته ولقاءاته في اربيل مع أطراف سياسية عدة بما فيها وفد رسمي من حزب «الدعوة الإسلامية» بزعامة المالكي، أسهمت في ترطيب الأجواء بين الطرفين بعد «شبه قطيعة» رافقتها انتقادات وتبادل اتهامات.وما يدل على «الانفراج النسبي» في العلاقة بين بارزاني والمالكي، الدعوة التي وجهها الأخير أمس، إلى رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني، صهر رئيس الإقليم، دعاه فيها إلى زيارة بغداد والتباحث حول أمور عالقة بين المركز والإدارة الفيدرالية بهدف تسويتها.ورافق ذلك تسريبات تتحدث عن توصل إلى «اتفاق مبدئي» بين وفد حزب المالكي الذي التقى بارزاني أخيرا في شأن «تمرير الموازنة العامة للبلاد، مقابل بقاء حصة الإقليم من الموازنة العامة والبالغة نسبة 17 في المئة على حالها من دون استقطاع»، على أن يتضمن هذا «الاتفاق» المفترض عدم مطالبة الأكراد بأربعة مليارات دولار، كانت أثارت الخلاف بين الطرفين سابقا.ورغم الحماس والتعويل على جهود بارزاني لتهدئة الوضع الراهن، سيما وانه سبق له أن أدى دورا محوريا قبل ثلاث سنوات وساعد فيه آنذاك على إيجاد صيغة توافقية تأسست على ضوئها الحكومة الحالية، لكن يبدو أن الزعيم الكردي غير مهيأ هذه المرة للعب الدور نفسه، لأسباب عدة .كما إن هناك من توقع «صعوبات» قد تواجه بارزاني في مسعاه الذي كُلّف به، يضاف إلى ذلك تداعيات الملفات العالقة بين حكومتي المركز وكردستان، وتحديدا ما يخص «عقود الشراكة المبرمة بين حكومة الإقليم وشركات النفط العالمية، والتي لا تعترف بها حكومة بغداد المركزية»، فضلا عن التباين في المواقف الرسمية بين الطرفين من الأحداث الجارية في الجارة سورية، إذ يؤيد بارزاني «الربيع الثوري» هناك، بينما يرى فيه المالكي «خريفا دمويا».الرؤية التفاؤلية لما قد تحدثه الوساطة المفترضة لبارزاني، تعكّرها «غياب الجهود الجدية لبعض الاجتماعات التقليدية بين من هم ليسوا من صناع القرار ولا يستطيعون حسم الأمور»، كما يقول النائب عثمان، الذي رجح أن يتسبب استمرار هذه الأزمة في «تشويه صورة العراق في الخارج أكثر مما هي مشوهة الآن».
هل ينجح بارزاني في اجتماعاته مع الفرقاء ؟متابعة بقلم سعد الكناني
آخر تحديث: