بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اختتمنا اجتماعا هاما ومثمرا حضره وزراء خارجية المجموعة الأساسية من أصدقاء سوريا، وكذلك ر ئيس الائتلاف الوطني السوري، وياتي هذا اجتماع على خلفية تصعيد استخدام النظام للقوة المفرطة والعشوائية ضد الشعب السوري، حيث أنه يستخدم الدبابات والتعذيب والمدفعية وصواريخ سكود والغارات الجوية، ويحاصر مواطنين باتوا يائسين لحاجتهم الماسة للمساعدة، وهو مسؤول عن خلق كارثة إنسانية.وقد أدلى أعضاء الائتلاف بكلمات قوية بشأن تعرض مواطنين للمجاعة ومعاناة نساء وأطفال على أيدي النظام. إن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع ومعاناة المدنيين السوريين الأبرياء يكون عبر عملية انتقال سياسي في سوريا. وكان الغرض من اجتماعنا اليوم هو ليكون مؤشرا على عزمنا ووحدتنا وتصميمنا لأجل تحقيق ذلك، والبناء على ما تم إحرازه من تقدم دبلوماسي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.وقال هيغ لقد اتفقنا على عدد من الخطوات الهامة:
أولا، اتفقنا على وضع وحدتنا وثقلنا الجماعي وراء عملية جنيف 2 بقيادة الأمم المتحدة، والتي لا بد وأن تفضي إلى تشكيل جهاز حكم انتقالي بالاتفاق بين الأطراف، يتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية كما هو مبين في إعلان جنيف عام 2012. ذلك يعني أن الاتفاق على ذلك يكون فقط بموافقة الائتلاف الوطني السوري. وبالتالي فإن الأسد لا دور له بتاتا في حكومة سورية مستقبلا.
ثانيا، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المعارضة السورية، ناشدنا الائتلاف الوطني بأن يلتزم تماما بعملية جنيف 2 وأن يقود وفد المعارضة وأن يمثل محوره. فعملية جنيف تمنح الشعب السوري أفضل أمل لتحسين حياته.
ثالثا، اتفقنا معهم على تقديم دعم سياسي وعملي مكثف يلزم لإعطاء عملية جنيف 2 أفضل فرصة للنجاح.
رابعا، اتفقنا على عدد من المبادئ، مرفقة مع الإعلان الصادر اليوم، تؤكد وحدة موقفنا – كمجموعة أساسية من أصدقاء سورية – من عملية جنيف 2.
اتفقنا على أن المعارضة السورية، بما فيها الجماعات المسلحة المعتدلة والمعارضة المعتدلة الممثلة بالائتلاف، مازالت بحاجة لدعمنا الجماعي القوي. فلا يمكن التوصل لتسوية سلمية وسياسية في سورية دون مشاركة المعارضة المعتدلة. وبالتالي تعهدنا بتقديم المزيد من الدعم لها.وقد حضر الرئيس الجربا اجتماعنا لتناول الغداء اليوم وأكد، كما فعل في نيويورك، تأييده. وأوضحنا تماما كما أوضح هو بأن الأسد لا دور له في مستقبل سورية.وسوف تواصل المملكة المتحدة دعم المعارضة في جهودها الرامية لمساعدة وحماية الشعب السوري من الانتهاكات القاتلة التي يمارسها النظام، وذلك بمساهمتنا بأكثر من 20 مليون جنيه استرليني من المساعدات للمعارضة في العام الحالي. إنه دعم يساهم في إنقاذ الأرواح وتوفير الخدمات للشعب السوري – بما في ذلك التدريب على عمليات البحث والإنقاذ والمعدات اللازمة لذلك، ومولدات الكهرباء، وأجهزة اتصالات، ودعم وتدريب للإدارات المحلية.ونعتزم ما بين الآن وانعقاد مؤتمر جنيف 2 الإعلان عن حزمة جديدة من الدعم البريطاني، بما في ذلك مساعدات كبيرة غير فتاكة للائتلاف الوطني بالعمل مع اللواء سليم إدريس، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. من المرجح أن تكون هذه المساعدة على شكل أجهزة اتصالات ولوازم طبية ومعدات لوجستية، وسوف تساعدهم في إنقاذ حياة المواطنين على الأرض.ومع اقتراب فصل الشتاء، هناك خطر متنامٍ بأن حوالي 7 ملايين مواطن سوري بحاجة للمساعدة، وأفعال النظام تجعل ذلك أكثر سوءا. وقد قالت فاليري آموس، منسقة الإغاثة بحالات الطوارئ، يوم أمس بأنه مازال لا يُسمح للأمم المتحدة بالوصول للمحتاجين للمساعدات الإنسانية على الأرض بسبب عراقيل يضعها النظام السوري. وهناك الكثير من السوريين الأبرياء في ضواحي دمشق محاصرين بسبب الحصار الذي يفرضه النظام. ذلك غير مقبول أبدا، ويجب السماح تماما بوصول الإغاثة الإنسانية للمواطنين ودون أي عراقيل.كما كثفنا الدعم الإنساني الذي تقدمه دولنا الإحدى عشرة، ونحث الدول الأخرى على فعل ذات الشيء عبر المساهمة بالمزيد من الأموال، كما سنطالب بشدة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية وفق ما دعا إليه مجلس الأمن الدولي في 2 أكتوبر [تشرين الأول].والمملكة المتحدة هي ثاني أكبر دولة مانحة فيما يتعلق بالصراع في سورية، حيث خصصت حتى اليوم أكثر من 500 مليون جنيه استرليني. وقد أعلنا يوم أمس عن تقديم مبلغ إضافي قدره 15.5 مليون جنيه استرليني من الدعم لإنقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية وفي الدول المجاورة. وذلك يشتمل على توفير مواد غذائية لأكثر من 150,000 شخص، وألبسة لمن هم بحاجة ماسة للمساعدة.واشار هيغ دولنا الاحدى عشر ستواصل العمل عن قرب مع بعضها البعض في الأسابيع التي تسبق انعقاد مؤتمر جنيف لضمان وجود أفضل فرصة ممكنة لنجاحه، ولتتحقق للشعب السوري أخيرا عملية الانتقال السياسي التي يحتاجها وبأمس الحاجة إليها.