عرضت قناة الشرقية خلال شهر رمضان المبارك الفائت برنامجاً بعنوان (السيد الرئيس) من تقديم رئيس البرلمان الاحتلالي السابق محمود المشهداني وعلى شكل حلقات يومية يستضيف فيها نواباً ووزراءً ويطرح جملة قضايا تخص الوضع السياسي العقيم الذي يشهده العراق.
ومما لفت نظري خلال مشاهدة بعض حلقات هذا البرنامج ماطرحه مقدمه محمود المشهداني أن المشروع السياسي الاسلامي والذي كان يروِّج له في السابق، وهو جزء منه بالفعل، قد فشل وعلينا إيجاد مشروع وطني بديل برعاية ايرانية، باعتبار إيران معنية بالشأن العراقي، وهنا تتجلى خطورة ما طرحه من على منبر قناة الشرقية الفضائية واسعة الانتشار.
تبدو الخطورة على نحو أكبر عند استذكار مايقال من ان المشهداني هو احد الذين ساعدوا، مقابل ثمن، على تجذير النفوذ الايراني في العراق وتربطه علاقات متميزة مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وترد معلومات تفيد بأن زوجته الثانية ايرانية الأصل وتعمل الان في سفارة العراق ببلجيكا، وقد اصطحبها معه أثناء إحدى زياراته السبعة الى طهران!
وفي الحقيقة لا أدري كيف يقع سعد البزاز وقناته الشرقية، وهي الأبرز مهنياً بين القنوات العراقية، في ورطة ثقيلة من قبيل السماح لشخصية هناك شبه إجماع على ضحالتها بتقديم برنامج تلفزيوني من على شاشتها، خصوصاً ان المشهداني لا علاقة له بالإعلام والبرامج التلفزيونية من بعيد أو قريب؟
ثم كيف يسمح البزاز وقناته الشرقية أن يقوم المشهداني بتقديم هكذا برنامج وهو متورط بجريمة تفجير البرلمان العراقي عام 2007 والذي قتل فيه النائب محمد عوض وجرح فيه اكثر من 20 نائباً، وقد ثبتت اللجنة التحقيقية البرلمانية برئاسه القاضي النائب جعفر الموسوي اعترافاً من أحد النواب أكد فيه ان المشهداني أبلغه شخصياً بأن أفراد حمايته الشخصية هم الذين أدخلوا المهاجم الذي قام بتفجير البرلمان. وأدناه صورة من قرار اللجنة التحقيقية:
كما ان الإتحاد البرلماني الدولي أكد في اجتماعه 19 المنعقد في بيرن بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين أول 2011 مايلي:
“قدمت اللجنة البرلمانية العراقية المشكلة والشهود وثائق تثبت بأن الانتحاري الذي فجر البرلمان دخل بعلم ومساعدة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ومدير مكتبه ومشاركه النائب حسن ديكان وابن أخته لامتلاكهم باجات تسمح لهم المرور دون تفتيش وقد صدرت مذكرات قبض بحقهم عام 2008، ورفعت شكوى من قبل (والدة وزوجة وأخت) محمد عوض الذي قتل بالبرلمان ضد رئيس البرلمان ونائبه العطية ولكن لم يتخذ أي أجراء ضدهم”.
..
وبناءً عليه هل يعرف البزاز وقناته الشرقية شيئاً عن تورط مقدم برنامج (السيد الرئيس) بجريمة ذات طابع جنائي وسياسي أو على الأقل تورط حمايته الشخصية بها؟
إذا كان لا يعرف فتلك مصيبة! وإن كان يعرف فالمصيبة أعظم!
ننتظر الجواب ليطلع الشعب العراقي..