فلاح المشعل
اطلقت تسمية “علي بابا” على العراقي في أول التغيير بعد رحيل نظام صدام ، حين هجمت اعداد الفقراء والجياع والعراة واصحاب” النفوس الدنيئة ” نحو سرقة ممتلكات الدولة والمال العام ،والبعض من الممتلكات الخاصة ايضا ، حتى اصبحت المرحلة تحمل تسمية ( الحواسم) بدل عن مرحلة التغيير أو ” الحرية ” و “الديمقراطية ” .
السياسيون لم يتركوا الحرية في السرقة والنهب للفقراء واللصوص وحسب ، إنما اشتركوا بنوع آخر من الحواسم ، مثل سرقة المعامل الصناعية الكبيرة والمعدات العملاقة والأسلحة الثقيلة ومعامل التسليح العسكري وغيرها ، وتهريبها لدول الجوار ، او استخدامها مثل ” غنائم ” الغزوات بين القبائل ، وتحت شعار ” يسقط الوطن ويعيش الإستعمار ” والإحتلال الأمريكي .
ثقافة الحواسم وتربية الإحتلال ومنتوجاته الطائفية والإرهابية والميليشياوية التي اعطت الوجاهة والسلطة لل “سيبندي” و ” الهتلي ” و” الحرامي ” ووزعت العبوات الناسفة بعدالة بين العراقيين لينالهم الموت بتساوي ولايوجد عربي أحسن من كردي ولاأيزيدي أفضل من مسيحي ولاسني يتقدم على شيعي ، نموت وتحيا اللصوص والطائفة والكذابين واصحاب دكاكين الفضائيين من عسكريين ومدنيين .
اعداد الفضائيين تعني اموالا بملايين الدولارات ،هذه الأموال لاينالها غير المؤمنين بديمقراطية النهب الوطني ، وحرية تدمير البلاد وإفقار العباد، هؤلاء من كبار السياسيين والمسؤولين العسكريين والمدنيين في الدولة العراقية ،ارادوا إيصال رسالة مفادها ، بأنهم أكثر جرأة ودهاءا ً من عوائل الحواسم، الذين سرقوا قطعة آثاث أمضوا العمر يتمنون إمتلاكها ، أو احتلوا غرفة متهرئة في معسكر للجيش أو دوائر الدولة ليعيشيوا تحت سقفها..!
قادة الفضائيين كانوا أكثر دهاءا ً حين انضموا للأحزاب الطائفية ، واتقنوا لعبة المحاصصة والتعادل في “الخمط ” المغطى بالإيمان والصراخ المذهبي في الفضائيات .
الفضائيون والحواسم اشتقاق ثقافي وتربوي وأخلاقي واحد ، جاء بهما الإحتلال الذي اسقط البنى التحتية للدولة، ولم ينس البنى الفوقية كالأخلاق والتربية والعدالة والروح الوطنية ، وهذا يعني اننا أمة مهيئة للسوء ولانملك تحصين أخلاقي أو إيماني ، ومن يقول خلاف ذلك ،عليه ان يبرر لنا سبب نزوع قادة عسكريين كبار يتعاملوا بمشروع الفضائيين ويسلموا مدنهم للإرهاب بلا شرف او غيرة ؟؟
أو كيف يجنح من هو بدرجة وزير ويملك ثروة هارون ويتطفل على فرص عمل العاطلين ويسرق حقوقهم تحت مسميات الفضائيين .؟
بلادنا اليوم اصبحت أسيرة أخلاق تتراوح مابين الحواسم والفضائيين ، وكم نحتاج الى شاعر مثل السياب صاحب “انشودة المطر” ليكتب لنا أنشودة ” العار الوطني “، فتصبح شعارا ً للحكومة في سنواتها العشر الماضية .