الدعوة لإقليم البصرة بين الرفض والقبول

 بغداد/شبكة اخبار العراق-  سعد الكناني..عادت الدعوات الى تحويل البصرة الى اقليم فدرالي تتصدر اهتمام قوى وشخصيات سياسية في المحافظة على خلفية قيام أعضاء في مجلس المحافظة بتقديم طلب الى رئاسة مجلس الوزراء باجراء استفتاء حول تشكيل الإقليم وقد تبنت بعض الشخصيات السياسية الموضوع وبدأت بخطوات فعلية لتشكيل الاقليم المزمع، مدعين ان تشكيل الأقليم هو السبيل الوحيد لتخليص المحافظة من الظلم الذي عانته طوال السنوات السابقة . في المقابل اشارت مصادر مطلعة الى ان دولا خليجية وايادي خفية تقف خلف فكرة انشاء اقليم البصرة الغرض منها تفتيت وحدة الصف العراقي وتقسيم المحافظات الجنوبية الى اقاليم متنازعة تنفيذاً للمشروع الأمريكي في العراق. وتؤكد المصادر، ان بعض امراء الخليج خصصوا اموالا ضخمة لدعم مشروع اقليم البصرة، مستغلين سخط الشارع البصري من انعدام الخدمات في المحافظة بالاضافة الى تبني نواب عن البصرة المشروع. وكان النائب السابق وائل عبد اللطيف قد اطلق (الحملة الشعبية لتكوين اقليم البصرة) التي تهدف الى جمع تواقيع المواطنين الراغبين بتأسيس الاقليم تمهيداً لتقديم طلب الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من أجل إجراء استفتاء أولي على المشروع، ولفت عبد اللطيف الى أن “تلك الاجراءات تستند على قانون الاجراءات التنفيذية الخاصة بتكوين الاقاليم رقم 13 لسنة 2008″، مضيفاً: أن “القانون يجيز أيضاً تقديم طلب الاستفتاء على المشروع من قبل ثلثي أعضاء مجلس المحافظة، أي دون الحاجة الى جمع تواقيع ما نسبته 2% من الناخبين.ويؤكد مراقبون كان الاحرى بالمطالبين بأقلمة البصرة الدعوة الى تشكيل اقليم الوسط والجنوب يضمن حقوق جميع المحافظات الجنوبية وليس اقامة اقليم البصرة. وأكد المراقبون ان التنازلات التي قدمتها الحكومة الاتحادية لاقليم كردستان دفعت المحافظات الى ان تطالب بالأقاليم للحصول على الامتيازات التي حصل عليها الأقليم . ويقول النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي بشأن هذا الموضوع: الاقاليم حق دستوري ولكن يجب ان تكون في الوقت المناسب، العراق الآن مأزوم امنياً واقتصادياً وهناك توجه الى بناء دولة مؤسسات وتفعيل نظام اللامركزية ويمكن تفعيل نظام الاقاليم في المستقبل، أما في الوقت الحالي فهناك الكثير من المعوقات. واضاف الطرفي انه يجب ان ننظر الى المصلحة الوطنية العليا في هذا الجانب لأن الدعوة الى تشكيل اقاليم في الوقت الحالي ستزيد الامور تعقيداً لأن اليوم نحن بحاجة الى التوحد واعتقد ان الخطاب الحكومي اليوم خطاب معتدل بعيداً عن التفرد بالسلطة وسيعطي كل ذي حق حقه ونحن نحاول ان نعزز هذا الخطاب ونحاول الابتعاد عن الاقاليم في الوقت الحاضر. واستبعد الطرفي وجود اياد خفية تدفع بهذا الاتجاه، مؤكداً ان المطالبات هذه جاءت نتيجة المعاناة التي تعانيها بالمحافظة والاهمال على جميع الصعد خاصة واننا نعلم ان البصرة تشكل المورد الاقتصادي الاول في العراق . من جهته ارجع النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود المطالبة بتشكيل اقليم البصرة الى الاتفاق النفطي الاخير بين الحكومة الإتحادية واقليم كردستان والامتيازات التي حصلت عليها كردستان على حساب المحافظات الجنوبية وخصوصاً المصدرة للنفط دفعت هذه المحافظات ان تطالب بالاقليم على اعتبار ان الاستحقاقات لا يمكن الحصول عليها الى باقامة الاقاليم. وقال الصيهود : من هذا المنطلق طالبت البصرة وستطالب محافظات اخرى بأقامة الاقاليم، مبيناً انه ضد اقامة الاقاليم على الاقل في الوقت الحالي لأنها ربما تكون مقدمة لتقسيم العراق لأنه وبصراحة متناهية ان اقليم كردستان ضرب مثلا سيئا للغاية عن فكرة الاقاليم. وبيّن الصيهود: ان اقامة الاقليم يجب ان تكون  وفق الدستور وانه يجب على الاقل يجب ان تتحد ثلاث محافظات أو اكثر لانشاء اقليم، موضحا ان هناك الكثير من وجهات النظر بخصوص هذا الموضوع . وكان القاضي وائل عبد اللطيف قد كشف عن وجود ثلاثة توجهات لأهالي البصرة الأول يدعو إلى إعلان جمهورية البصرة والانفصال والثاني فرض الإقليم بقوة السلاح ومجموعة ثالثة تدعو إلى إقليم البصرة بالاستفتاء وحسب الدستور. وقال عبد اللطيف: البصرة انقسمت حول انشاء الإقليم إلى ثلاث مجموعات ويصعب السيطرة عليها في الوقت الراهن.