فلاح المشعل
حين تنزع إنغلاقك الذكوري ، تجد ظواهر جمالية وثقافية وسياسية باهرة لنساء العراق وشجاعتهن في واقع يكرس الخوف والممنوع ، واحيانا والنهج الظلامي .
نساء عراقيات يتحدين المحن والإرهاب، والنظرة الدونية للمرأة التي غزت مجتمعنا مع ديمقراطية البؤس النسائي ، فكانت متحدية ببسالة عالية وفاضحة لزيف الحكومة وإنحرافها عن مشروع حرية الرأي والدستور ، فكانت وقفة هناء أدور الرائعة وهي تهرس الشوارب الغليضة لوزراء العشائر إضافة للشوارب الإسلامية الخفيفة .
نساء عراقيات لايمكن إحصاء مواقفهن في ساحات العراق الواسعة وميادينه المتعددة، فلا توجد ذاكرة لعراقي نظيف لم تعلق به نبرات صوت النائب مها الدوري وهي تعري الفساد والسرقات بوضوح يشبه الشمس في يوم قائض… بطولة يصمت أزاءها الرجال وينزوون بعيدا .
النائبة الرقيقة فيان دخيل وصرخاتها في مجلس شهد نحيب الرجال واشباههم وهم يرددون صدى نشيجها الدامي ، فكانت سفيرة للوجع العراقي وفاضحة لتواطئ السياسيين والقادة العسكريين في بيع المدن العظيمة في واحدة من أخطر الجرائم الأخلاقية في التاريخ ..!
الناشطة بدور الجراح وهي تحمل لافتات الإحتجاج وشعارات مطاليب الشعب من حكومة غاصت رؤوسها في بحر الرذيلة والإنحطاط السلوكي في سرقة المال العام والصفقات السرية التآمرية ضد الوطن .
النائبة آلا الطالباني ومواقفها في وضع مطاليب من تمثلهم من شعبها نصب عينيها ولغتها الواثقة من المرأة العراقية ، والكلمات المضيئة لسيدة الثقافة الجديدة- القديمة العراقية الفاضلة سلوى زكو … صدامية النائبة الشجاعة حنان الفتلاوي في تحدي الرجال وكشف زيف مواقفهم .
الزميلة الصحفية المميزة نبراس المعموري وإصرارها الناجح والمتحدي لتأسيس منبر فاعل للصحفيات العراقيات كي لاتبقى تحت ظل وصاية رئيس التحرير الرجل ونزعاته الرجولية ونزقه المهني …!
عالمات وأكاديميات عراقيات يجابهن سيادة الأمية والقرارات المتعسفة للكثير من الوزراء والمسؤولين الأميين،بروح تؤمن بالمستقبل والتقدم الذي سيطرد العملة الرديئة…!
نساء مشردات ونازحات ماجدات بحق بكونهن يعالجن جوع أطفالهن بقطع من أثدائهن ولم يتسولن من لصوص الحكومة ،ومجرميها الذين يسرقون حقوق الجياع..ويفرطون بميزانية الدولة وتهريبها في مليارات الفضائح في لبنان وغيرها .
ثائرات عشقن الموت طواعية ولم يكن فراشا ً لأنجاس ” داعش” ،هنّ بطلات الزمن العراقي الجريح، مسيحيات وإيزيديات وشيعيات وسنيات وكرديات، أعطن درسا ً للموت وصناعه .
نساء في غربة الوطن يذرفن الدمع في حب العراق ،علقن العباءة العراقية على جدران القلب وعيون الشرف الرفيع لتكون رمزهن الذي لاينسى ..فالصوت عراقي وكذلك الروح رغم سنوات الفراق الغارقة بالأسى .
نساء عراقيات جملات ، زاهيات ، يتضوعن بعطر المحبة ونكهة الوفاء العراقي امضين زمن ليس بالقصير وهن عصيات على الدخول في عصر ” قندهار ” العراقي وثقافة التعصب الطائفي الأعمى .
أمثلة لايمكن حصرها أو تعدادها لنساء البصرة والناصرية وكركوك والأنبار والموصل وديالى وأربيل ، شجاعة ، بطولة ، تحدي ، إنجاز ، ومسعى لتجاوز المحنة .
تحية إكبار وإجلال للنساء العراقيات وهن يرسمن أجمل فضاء يجعل الحياة ممكنة ، وبديعة أيضا .