هايدة العامري
من أهم الوزارات في جميع دول العالم هي وزارة التجارة أو الاقتصاد أو التموين ومسميات أخرى وقد تعود العراقيون من الحكومات المتعاقبة أن تكون وزارة التجارة هي ملاذهم ويتذكر العراقيون مصلحة المبايعات الحكومية وكيف كان الشاي يأتي بالصناديق وكيف كانت المبايعات الحكومية تجهز صاحب المحل أو الدكان بكل المواد من السيكاير السكر والشاي والزيت وصولا لموس الحلاقة وعند فرض الحصار على العراق عام 1990 بعد دخول العراق للكويت كانت مهمة وزارة التجارة الرئيسية هي توفير مواد البطاقة التموينية لجميع أبناء الشعب العراقي ودون تمييز بين طائفة وأخرى وشهادة حق يجب أن تقال أن وزير التجارة الاسبق محمد مهدي صالح قد وفر مستلزمات البطاقة التموينية من الطحين الى السكر والصابون ولكن أسأل جميع القراء وأستحلفهم بألله هل أستلمتم حصة تموينية كاملة منذ عام 2003 ولحد الان؟ وألاجابة ببساطة هي كلا لان جميع من تولى وزارة التجارة هم من الفاشلين والسراق وناقصي الخبرة وأخرهم الوزير الاخير الذي لانعرف أسمه الحقيقي هل هو ملاس أم ملاص؟
وزارة التجارة التي جعلت الاسواق المركزية ملجأ للمواطن قامت بعمل عقود أستثمار لمجمعاتها التسويقية التي تسمى الاسواق المركزية وحولتها الى مولات يديرها المتنفذون من أقارب المسؤولين في الدولة وألباقي يعرفه الناس جميعا وسنبدأ أعتبارا من اليوم بكشف ملفات وزارة التجارة من تولي الدكتور المبجل العظيم فلاح السوداني الذي كان يصلي ورائه جميع كبار وقيادات الدعوة وصولا للوزير صاحب السوابق والمحكوم بتهمة التزوير والممتوع من الترشح للانتخابات بسبب وجود ملف جنائي عليه ولااعرف كيف يظهر الملف عند الترشيح للانتخابات ويختفي عند الترشيح لمنصب وزاري وهذه من عجائب العراق وسنتناول على حلقات متعددة كافة دوائر وزارة التجارة لنكشف مدى العجز والفشل والفساد الموجود ومع كل ألاسف الشديد في هذه الوزارة وسنبدأ اليوم مع مايسميه المواطن العراقي الشركة العامة للسيارات وتسميها وزارة التجارة الشركة العامة لتجارة المكائن والمعدات
الشركة العامة للسيارات كانت تستورد السيارات من المناشيء الرصينة وكان المواطن العراقي لايرغب بركوب سيارة ألا مايطلق عليه سيارة الشركة وكانت سيارة الشركة توصف بالمتانة والدقة ولكن بعد عام 2003 تحولت الشركة المذكورة من شركة تستورد السيارات الى شركة تعمل في دلالية السيارات أي حالها كحال دلال السيارات في المعارض ولكن كيف تم ذلك؟
الشركة العامة للسيارات قامت بفتح باب الاستثمار والتسويق فتجد عدة شركات تقوم بجلب سيارات معينة وتعطيها للشركة المذكورة التي تقوم بتسويقها للمواطن وتأخذ عمولة خمسة بالمئة وبهذه الطريقة تم جلب كافة السيارات الغير مطابقة للمواصفات والتي عند تعرضها لاي حادث بسيط تكون قد قتلت الركاب والسائق ولاننسى كيف جلبت الشركة سيارات البيجو والسايبا الايراني والسمند والهمند وكل ماهب ودب من الزبالة الصناعية الايرانية علما أن مايصدر للعراق يختلف من حيث المواصفات عن التي يستعملها الايرانيون أنفسهم في شوارعهم وهنا دخل الشطار من الشركات اللبنانية وقاموا بشرعنة الفساد في الشركة العامة للسيارات وتعلم منهم التجار ورجال الاعمال الطريقة التالية وتتلخص بقيامهم بالاتفاق مع الوزارات الحكومية بتزويدهم بسيارات مصفحة وعادية وخدمية يكون الاتفاق الجانبي خارج الشركة العامة للسيارات مع المختص في الوزارة على شراء مئة سيارة مثلا وسعرها في السوق المحلية هو 16 مليون للسيارة ولكن تجدها في الشركة سعرها يكون 25 مليون دينار والمدير المختص في الوزارة الراغبة بالشراء يصر على عدم الشراء الا من الشركة العامة للسيارات لانها حكومية ولان المال يذهب من الحكومة وأليها لذلك تجد من السهولة بما كان تمرير الصفقة وعدم المرور بأي لجنة للعروض والتعاقد لان السيارات من الدولة والمصيبة الكبرى كانت في السيارات المصفحة والسيارات الاختصاصية وهنا لعبت الشركات اللبنانية دورا كبيرا فتجد سيارة مصفحة سعرها في الشركة 285 مليون دينار وتجد نفس السيارة في المعرض سعرها 170 مليون دينار وهلم جرا على هذا السياق علما أن عمولة الشركة الحكومية هي خمسة بالمئة من قيمة السيارة وسأضرب لكم مثالا أخر على المواصفات فهناك سيارة الباجيرو اليابانية تجد مواصفاتها عند الشركة العامة للسيارات شكل والمستوردة من قبل تجار معارض السيارات مواصفاتها تختلف بأشياء كثيرة ولكنها تميز السعر وتجعله قابل للزيادة والنقصان وهذه أمثلة بسيطة عن مايجري في الشركة المذكورة علما أن الشركة المذكورة هي الاقل فسادا في وزارة التجارة قياسا بالدوائر الاخرى الموجودة في الوزارة نفسها وفي الحلقات القادمة سندخل منجم الحبوب الذي يدر مليارات والذي قاتل الوزير لكي يأتي بشخص يرتب معه الامور والدليل على ذلك أستبدال مدير الحبوب لمرتين خلال اسبوعين ويجوز لثلاث مرات وماشاء الله على التجارة ووزيرها الذي لحد الان لانعرف أسمه ملاس أو ملاص وحمى الله العراق والعراقيين.