بغداد – ترجمة – شبكة أخبار العراق: تساءلت صحيفة بريطانية في الذكرى العاشرة لحرب على العراق فيما اذا كانت الدول المتحالفة بما فيها بريطانيا تنظر بعد تلك السنوات “بفخر أم بأسف” مؤكدة في تقريرها حول الذكرى ان العراق مازال يراوح في مكانه، وفي أفضل الأحوال هو يتحرك باتجاه الديمقراطية. لكن الصحيفة وبحسب الخبراء الذين التقت بهم رأوا أن بوادر الحرب الأهلية تتضح يوما بعد آخر والنسيج الاجتماعي تعرض الى تفكك واضح معتقدة أن العراقيين سيعتبرون الفاتورة النهائية للحرب “حمراء”. وأشارت الى أن العراقيين كانوا قبل الحرب يحترمون المملكة المتحدة لكن الصورة تغيرت بعد الغزو معتبرة أن تفجيرات لندن السابقة لم تكن لتحدث لو لم تشترك بريطانيا في الحرب فيما أكدت ان المملكة ستتعامل مع إرث مشاركتها في الحرب لسنوات طويلة في ظل استمرار تداعيات الحرب على جنودها حتى اليوم مستفهمة فيما اذا تعلم الغرب الدرس بعد كل تلك السنوات أم لا. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأحد أن “المئات من جنود قوات دول الشمال كانوا قبل 10 سنوات من الان في حالة تأهب كما كنا نحن مستعدين للحرب وأن توني بلير وجورج بوش حدثونا كثيرا عن خطورة صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل التي يخفيها وسار الجنود على تلك الارض في شهر آذار من العام 2003 ما أدى الى نزاع دموي استمر لفترة طويلة” متسائلة “الآن بعد ان استقر غبار الحرب على الارض، واتضحت صورة التدخل البريطاني، هل ننظر الى الوراء بفخر أم بأسف؟”. ونقلت الصحيفة البريطانية عن نيك ميغوران، أستاذ الجغرافية السياسية في جامعة نيوكاسل قوله “عندما ذهبنا الى العراق كان يحدونا الأمل بخلع نظام صدام حسين وترسيخ قيم الديمقراطية الليبرالية هناك”، مؤكدا أنه “بعد مرور 10 سنوات على بدء الحرب هناك وتغيير النظام الا أن من الصعب علينا التحدث عن الديمقراطية في العراق حيث يمكننا القول بأن العراق يتحرك باتجاهها أو أنه على الأكثر لا زال يراوح مكانه”. وشنت الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وبمشاركة عدد من الدول المتحالفة معهما حرب على العراق في 19 اذار 2003 واستمرت حتى 9 نيسان من العام نفسه سقط فيها نظام صدام حسين. واقامت سلطة الاحتلال حكومة بريمر بمشاركة مع المعارضة العراقية بعد جهود مضنية لجمع شتاتها ليبدأ عهد جديد كانت فيه الدولة العراقية السابقة قد انهارت تماما وبدأت السلطة الأميركية بالتعاون مع ما كان يسمى “مجلس الحكم” العراقي تلم شتات دولة سرعان ما تداعت وتفككت، وكان مشهد نهب مؤسساتها هو المشهد السائد في تلك الأيام. ثم توالت بعد ذلك 3 حكومات برئاسة علاوي والجعفري والمالكي، الذين ما زالوا يتنافسون على السلطة مع آخرين في ظل حرب تفجيرات واغتيالات حصدت مئات الآلاف من القتلى لم تهدأ منذ ذلك الحين. وبحسب الصحيفة، فقد “توفي نحو 179 جنديا بريطانيا في العراق، وتشير التقديرات إلى أنه قتل أيضا 150 ألفا من العراقيين”، إلا ان ميغوران يعتقد أن “الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير، فيما اضطر ملايين الناس العاديين للفرار إلى خارج العراق” موضحا ان “بوادر الحرب الاهلية في العراق تتضح يوما بعد اخر فالنسيج الاجتماعي للبلد قد تمزق وعليه فان العراقيين قد يتساءلون عن ما اذا كان الذي حصل يستحق كل هذه الخسائر حيث اعتقد ان الفاتورة النهائية عليهم كانت حمراء”. وتابع الأكاديمي بجامعة نيوكاسل ان “اوروبا على وجه العموم وبريطانيا تحديدا لا زالت تتناول ارث الحرب حتى الان، ذلك اني وبحكم عملي في الشرق الاوسط قبل العام 2003، كان الناس هناك يقدرون المملكة المتحدة ويحترمونها، الا انه وبعد ما حصل، قد تغيرت الصورة كثيرا”، مؤكدا أن “أحداث اجتياح العراق ولدت ردة فعل كبيرة لدى الاسلاميين وكما أعتقد ان تفجيرات لندن لم تكن لتحدث لو لم نذهب الى العراق ولهذا فإني أؤكد أن بريطانيا ستتعامل مع هذا الارث لفترة طويلة”. من جهته وصف مايكل باتريك كولينياي، كبير المحاضرين عن تاريخ الولايات المتحدة الأميركية في جامعة نورث امبريا الحرب على العراق بـ “الفشل الفوري”. وأوضح كما أوردت الصحيفة في تقريرها، قائلاً “كان أداء إدارة الحرب ضعيفا جدا حتى انه كان واضحا بأنه لم يكن هناك أي استراتيجية حقيقية”. وأضاف كولينياي للصحيفة “يجب علينا ان نقول بان التدخل العسكري كان حلا للعديد من المشاكل آنذاك وذلك لبرهنة الحجة القائلة بأن هذا التدخل في العراق كان ناجحا وبأن العراق يتحرك باتجاه الديمقراطية والمساواة الا انه يتحتم علينا ان نتساءل بأي أثمان كان ذلك التحسن؟”، مضيفا “يجب علينا ان نتساءل عن أي نجاح نتحدث حيث انه عند انسحاب القوات من العراق خلال العام الماضي اختفت القضية العراقية من الصحافة ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى حجم الصدمة الكبيرة التي لا زال الجنود يعانون منها”. وتابع كولينياي قوله ان “الاراء قد تغيرت على عهد الرئيس اوباما، حيث كان هناك غضب شعبي من الاجتياح الذي قام به بوش للعراق، لكن تحولا سريعا قد حصل خلال السنوات الماضية” عازيا السبب الى أن “أوباما لم يكن متورطا في قضية الحرب، حتى أنه كان أحد القلائل في مجلس الشيوخ المعارضين لها”. وتساءلت الصحيفة البريطانية قائلة “هل تعلمنا الدرس هنا في الغرب؟؟”.