بغداد/شبكة أخبار العراق- نظم المركز الثقافي العراقي في بيروت بالتعاون مع مركز حمورابي للبحوث والدراسات الستراتيجيّة أمسية بعنوان” اغتيال الحضارة” سلطت الضوء على الأبعاد السياسية والفكرية والقانونية لجريمة “داعش” بتدميرها الآثار العراقية في الموصل، وما ارتكبته من اغتيالات لاثار العراق في عموم محافظة نينوى وتجريف مدينة النمرود”.قدم الدكتور جواد كاظم البكري معاون مدير مركز حمورابي للأمسية وضيفيها، الدكتور عبد الحسين شعبان مستشار مركز حمورابي، والدكتور حيدر فرحان الأستاذ في علم الآثار في جامعة بغداد. ذكّر البكري الحضور، بأنَّ ما يطرح في هذه الأمسية ليس شأنا عراقيا، وإنما يخص الإنسانية جمعاء، متوقفا عند تجريف داعش لآثار نمرود الآشورية، متسائلا: هل هناك رسالة تريد داعش إيصالها الى العالم، أم أنها تسعى إلى أهداف أخرى؟ وما هو دور مافيات الآثار العالمية في دفع “داعش” للقيام بهذه وبنبرة حزن تساءل الدكتور عبدالحسين شعبان، “الثور المجنَّح كان يبكي فهل للحجر روح؟ وهل رأيتم الثور المجنَّح وعلى شفتيه تلك الابتسامة الساخرة من أصحاب غلاظ القلوب؟ وهل سمعتم كيف كانت الضحية تسخر من الجلاد؟”.وشرح معنى تمثال الثور المجنَّح وقال: “ظل هذا الثور منتصبا ثلاثة آلاف سنة الى أن وصل المتوحِّشون فعملوا في جسده ورأسه تقطيعا”. وأوضح أن “متحف الموصل أنشئ العام 1952 وأغلق بعد الاحتلال مباشرة ليعاود فتحه العام 2012، وفي نينوى وحدها يوجد 1800 موقع أثري بدءاً من الحضارة الآشورية وصولا إلى الحضارة العربية.”وكشف أنَّ “في العراق 12 ألف موقع أثري ونصف مليون قطعة أثرية، وأخطر ما تعرض له العراق هو نهب آثاره وتدمير ثورته العلمية والأدمغة المفكِّرة”.وتساءل”: لماذا العراق؟ هل لأنَّه بلاد الشمس، أم لأنَّه بلاد ما بين النهرين، نعم لأنَّه مهد الحضارات، ولأنَّه مركز الاشعاع الفكري في الحضارة العربية والاسلامية، وفي العراق أقدم برلمان في العالم منذ 4 آلاف سنة، وفيه أولى الشرائع القانونية ومسلَّة حمورابي. من يستطيع أن يتخيَّل أن بلدا بهذه الثورات والكفاءات والعقول يخضع الآن لصراعات ما قبل التاريخ وقيام الدولة؟” ثم تحدث الدكتور حيدر فرحان، مذكِّرا الحاضرين بأنَّ “جامعات دول العالم تدرس تقنية النحت في الآثار الآشورية وأبرزها الثور المجنَّح، متوقفا عند المواقع التي عملت داعش على تدميرها ومنها أضرحة الأنبياء يونس وشيت، والولي الخضر وتحطيم الثيران المجنَّحة، وقبر المؤرخ ابن الأثير وجرف آثار النمرود التي تعد أول مدينة آشورية، وأوضح ان “القطع المقلَّدة وغير الأصلية التي حطمتها داعش عددها 4 فقط في حين ان عشرات القطع لا نعرف مصيرها بعد في المتحف. وطالب المجتمع الدولي بالتعاون مع العراق لاستعادة تاريخه وذاكرته. انتهى الحديث المسكون بالمرارة والآسى، ليفتح الحوار مع الحضور الذي بدا مكلوما مشحونا بالفجيعة العراقية، أفاضوا بمشاعره، عبر علامات استفهام كبيرة لايملكون سواها.يبقى أن نقول إنَّ التماثيل الحجرية منحوتة من مواد قادرة على التحمُّل. وتوجد أمثلة بالغة التأثير للفن الآشوري في كثير من المتاحف الكبيرة حول العالم، ومنها متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون. وتوجد خمسة نقوش مرمريّة رائعة من الجدران الداخلية لقصر «آشورناسيبرال الثاني» (883- 859 قبل الميلاد)، المعروف في الوقت الراهن بالنمرود، الذي يوجد في جنوب الموصل، كانت من بين مجموعة الأعمال الفنية الثمينة، التي حصل عليها متحف لوس أنجلوس في العام 1966.