ضياء الهاشم
صدحت حناجر العراقيين الله أكبر يوم خرجت جموعهم منتفضة بعد ما أذلهم النظام الصدامي واذاقهم الويل بظلمه وتجبره. اليوم يعيد قادة الاحزاب التي جاء بها المحتل بعد الاطاحة بنظام صدام نفس التجبر و ذات الظلم الذي سحق غالبية الشعب العراقي الصابر وهاهم يتمادون كأسلافهم ممن حكم العراق بظلمهم وطيشهم . قبل شهر من الزمن وفي صلافة لم يشهدها العراقيون من قبل بعث وزير النفط عادل عبدالمهدي بأربعمائة من ابناء عشيرته المقربين من ابناء الناصرية الى محافظة البصرة ليتم تعيينهم في شركة نفط الجنوب ، وتم حجز فندق لهم واكملت أجراءات مقابلتهم وتعيينهم كموظفين على الملاك الدائم في وزارة ابن عمهم ، في حين يأس ابناء البصرة من الخريجيين من ان يجدوا من يأخذ بأيديهم ليشملهم بمكرمة التعيين في اي وظيفة .
وقبل اسابيع قليلة ووسط اجراءات التقشف الحكومية التي تبنتها حكومة السيد العبادي بعد السفاح الذي تعرض له العراق ماليا أثر فساد حكومة نوري المالكي ، قام وزير الخارجية ابراهيم الاشيقر بتعيين أكثر من عشرين موظفا في السلك الدبلوماسي دفعة واحدة وتحديدا من محافظة كربلاء وقد باشروا فورا في وظائفهم دون دخولهم اي دورة دبلوماسية في مبنى وزارة الخارجية بمنطقة العلاوي في بغداد . وبعد تعيين هؤلاء ومباشرتهم العمل في وزارة الخارجية قام الوزير باصدار تعليماته الخاصة والمتعلقة بفتح المجال امام اصحاب الكفاءات ممن لديهم شهادات الدكتوراه والماجستيرفقط بتقديم طلباتهم لغرض النظر بها وتعيينهم كموظفين في وزارة الخارجية ولكن بشرط ان لا تتعدى اعمارهم الخامسة والثلاثين .!!! بمعنى آخر أن من خرج ضد المجرم صدام وعاد للعراق اصبح عمره أكبر من الاربعين ان لم يكن في سن الخمسين وهؤلاء لا يحق لهم التقديم لاي وظيفة ولم تشرع الحكومات المتعاقبة اي قانون يشملهم في اي ضمان معاشي او ان ينصفهم كمظلومين .
ازاء هذه المواقف غير المسؤولة من مسؤولين في الحكومة ممن يعتبرون انفسهم قادة في احزاب ذات صبغة دينية ، حيث التعنصر والعنصرية هو المبدأ السائد والحافز الذي يدفع هؤلاء على اتخاذ هكذا قرارات تفرق بين ابناء الشعب الواحد فتحابي المقربين وتضمن لهم حضوة الحصول على الوظائف العامة على حساب الآخرين ممن يمتلكون الكفاءة والآهلية، لا يمكن ان يسود العدل وتبنى دولة الحق والمساوات التي دعت اليها كل الرسالات السماوية والتي كان منشأها ارض العراق . ولكن هؤلاء استغلوا سكوت الناس وتمادوا في طغيانهم ولولا الخنوع والرضوخ والخضوع لتلك القرارات وغيرها لما انقادت الانفس الضعيفة لهؤلاء المسؤوليين على التجرأ الفاضح بالقيام باعمال من هكذا نوع .
نقول لهكذا وزراء لايمثلون الا انفسهم اتقوا الله في هذا الشعب واحذروا غضب الحليم اذا نفد صبره . وصيحة الله اكبر التي خرج بها هذا الشعب المظلوم سابقا ضد الطغاة ممن سبقكم ستصدح بها حناجرهم لاحقا حينما يدركوا أنكم اصحاب ظلم وقد جرتم على هذا الشعب وستنالكم لعنة التأريخ والاجيال لا محال .واذا تناسيتم قول الرسول الكريم (ص) : من تعصب أو تعصب له فقد أخرج ربقة الاسلام من عنقه .فأننا نقول لكم أن الله سيحاسبكم على عملكم ولابد للشعب من وقفة امامكم ليحاسبكم وان طالت آجالكم