بغداد/شبكة أخبار العراق- اشرت القوات الامنية وبمختلف صنوفها وتشكيلاتها الامنية والعسكرية معززة بالحشد الشعبي وابناء العشائر بالاستعدادات النهائية لعملية تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار من سيطرة تنظيم داعش.وجاءت الاستعدادات في ضوء تسلل ارهابيي داعش الى مدينة الرمادي واحتلالهم لاحياء جديدة في المدينة وقيامهم بمجازر بحق المدنيين لم تستثن الاطفال او النساء او كبار السن ، بعد ان كانت عصية عليهم لصمود القوات الامنية وابناء العشائر ولاشهر عديدة.واثار احتلال داعش الارهابي لاحياء جديدة في مدينة الرمادي مزيداً من اللغط والاتهامات المتبادلة حول مسؤولية قوى وشخصيات سياسية لما وصلت الامور فيها الى هذا الحد.فتنظيم داعش الارهابي ومنذ دخوله العراق واحتلاله الموصل في العاشر من حزيران من العام الماضي ، وهو يستغل اي خلاف سياسي ليضرب ضربته باحتلاله لمناطق ومدن اخرى.فلم يكتف بالموصل ونواحيها.. ولا بصلاح الدين ومدنها .. ولا بالانبار ومركزها .. بل يهدف الى الوصول الى ابعد من ذلك لمد خلافته المزعومة القائمة على الذبح والقتل والتهجير.وانبرى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتعزيز ما تحقق خلال الفترة الماضية من انتصارات على يد ابناء العراق من القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر ، بدعوة الجميع وخاصة الحشد الشعبي الى الاستعداد والتهيؤ لتحرير الرمادي والتي ستكون فاتحة لتحرير باقي مناطق المحافظة المحتلة من التنظيم الارهابي.وجاءت كل هذه الاستعدادات تنفيذاً لمطالب وجهاء وشيوخ محافظة الانبار بمشاركة الحشد الشعبي في القتال لتحرير مدينة الرمادي اولاً والمحافظة ثانيا والتي تأتي ضد مواقف ترفض مشاركة الحشد لاعتبارات شتى.ويعتقد مراقبون للشأن العراقي ، انه كان الاجدر بالحكومة تسليح العشائر باسلحة نوعية كما هو الحال في تسليح الحشد الشعبي ، وهي ـ أي العشائر ـ ادرى بشعاب الانبار وسبق لها ان طردت تنظيم القاعدة الى خارج العراق حين تم دعمها بالسلاح وغيره من قبل القوات الاميركية.ويؤكد هؤلاء المراقبون ان العشائر وطيلة اكثر من عام ونصف العام هي من كانت تقاتل تنظيم داعش في الانبار بشكل اساس على الرغم من ضعف تسليحها ، لكن امكانياتها استنفدت مع قلة الدعم او انعدامه في معظم الاحيان ، ما ادى الى حدوث خلل امني تتحمل جزءا منهم ، الحكومة المركزية التي تجنبت تسليحهم لاعتبارات سياسية او لضغوط خارجية. ومهما يكن من امر .. فان القتال في محافظة الانبار التي تمثل ثلث مساحة العراق ، سيبدو اكثر صعوبة من باقي المناطق بسبب الحدود المفتوحة مع سوريا وصعوبة اغلاقها ، ما يجعلها تستنزف القدرات العسكرية والاقتصادية والبشرية للعراق ، وهذا هو احد اهداف التنظيم الارهابي.ومع انعدام فرص حدوث اية مصالحة وطنية ، فقد يبدو أي جهد عسكري لقتال داعش مجرد عمليات عسكرية ذات تأثير محدود ووقتي سرعان ما تتبخر اية انتصارات تحققها القوات الامنية فالنصر السياسي يفترض يسبق النصر العسكري وليس بالعكس ،وطالبت كل دول العالم من حكومة التحالف الشيعي على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية والغاء الميليشيات نهائيا وبناء مؤسسات الدولة بشكل مهني بعيدا عن المحاصصة الطائفية مع ضرورة تحقيق قضاء عراقي نزيه وليس قضاء فاسد كما هو الان ، العراق لن يستقر إلا بأجراء عمليات تغيير شاملة باتجاه الاصلاح وخلق نظام متكامل شفاف.