بغداد/ شبكة أخبار العراق – احتفل المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي، بالفنان الراحل صاحب أشهر نصب فني تشكيلي في بغداد جواد سليم. الاحتفالية التي حضرها جميع غفير من الفنانين التشكيلين والكتاب والأدباء وعدد من وسائل الإعلام ،بدأت بسيرة تاريخية للمحتفى به التي تحدثت عن أهم انجازاته الفنية وتضحياته من أجل خدمة الثقافة العراقية الفنية.وقال مدير دائرة الفن التشكيلي على هامش الاحتفالية الفنان الجمال اليوم ان ” تزامنا مع ايام تحضيرات مهرجان الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 قررنا ان نستذكر اليوم وعلى قاعة المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي حياة الفنان التشكيلي الكبير جواد سليم صاحب نصب الحرية في منطقة باب الشرقي ببغداد “.وأضاف ان ” جواد سليم يعد رمزا كبيراً بالفن العربي العراقي” ، لافتا إلى انه “استطاع تجسيد وطننا كاملا في عمل فني واحد وهو نصب الحرية”.وأوضح ان”سليم سيبقى ذاكرة في تاريخ الثقافة العراقية” ، مبديا شكره وتقديره لكل “الجهود التي ساهمت في نجاح فعالية استذكار سليم “.والراحل المحتفى بذكراه هو جواد بن محمد بن سليم بن علي بن عبد القادر الخالدي الموصلي [1921 – 1961]، يعتبر من أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث، ولد في أنقرة لأبوين عراقيين، واشتهرت عائلته بالرسم، فقد كان والده الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار ونزيهة فنانين تشكيليين، وكان في طفولته يصنع من الطين تماثيل تحاكي لعب الأطفال، وقد أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد. نال وهو في عمر[ 11 ]عامًا الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون في بغداد سنة 1931 ، وأرسل في بعثة إلى فرنسا، حيث درس النحت في باريس عام 1938-1939م، وكذلك في روما عام 1939-1940، وفي لندن عام 1946-1949، ورأس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد حتى وفاته.وكان يجيد اللغة الإنكليزية والإيطالية والفرنسية والتركية، إضافة إلى لغته العربية، وكان يحب الموسيقى والشعر والمقام العراقي، أسس جماعة بغداد للفن الحديث مع الفنان شاكر حسن آل سعيد، والفنان محمد غني حكمت، كما إنّه أحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين.وضع عبر بحثه الفني المتواصل أسس مدرسة عراقية في الفن الحديث، وفاز نصبه [السجين السياسي المجهول] بالجائزة الثانية في مسابقة نحت عالمية، وكان المشترك الوحيد من الشرق الأوسط، وتحتفظ الأمم المتحدة لنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب، وفي 1959 شارك مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت في تحقيق نصب الحرية القائم في ساحة التحرير في بغداد، وهو من أهم النصب الفنية في الشرق الأوسط، ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل فقد تعرّض لنوبة قلبية شديدة أودت بحياته في 23 كانون الثاني عام 1961م، الموافق فيه 6 شعبان 1380هـ، وشيّع في موكب مهيب، ودفن في مقبرة الخيزران في منطقة الأعظمية ببغداد.
المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي يحتفي بالفنان التشكيلي جواد سليم
آخر تحديث: