صدق من قال إن الديمقراطية هي أسوء نظام في هذا العالم ولا يمكن الأخذ به و لا يمكن أن يطبق على الجميع .
ولا ادري لما تذكرت ذاك السؤال في هذه المناسبة عندما كان يطرحه علينا الكبار عندما كنا صغار ماذا تتمنى أن تصبح في المستقبل وكانت الإجابة جاهزة وجدية .. مهندساً ، طبيباً ، مدرساً ، معلماً ، طياراً ، أستاذا جامعياً .
لكن السؤال لو طرح الآن على صغار بلدنا العزيز ونحن نعيش أجواء الديمقراطية الجديدة الإجابة لدي صغارنا اليوم تكون نائبا ً.. برلمانيا .. سفير .. سياسيا .. حزبيا ..!
عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائما ولست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الأخوة في مجلس النواب العراقي لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية مقالي هذا وأتوجه به إلى القادة السياسيون العراقيين الذين يجتمعون تحت قبة البرلمان العراقي في هذه الأيام فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع العراقي بشيء لان العراقيون اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذا الاجتماعات لم يختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم أعضاء مجلس النواب في الداخل أو في الخارج .
هما أجمل ما يتحلي به هذا اللقاء.
فأن مكان الاجتماعات الدورية لمجلس النواب العراقي ومنذ أن عقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات والي يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات وكانت النتائج تخرج ( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة أمريكية وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا
أما كان الأجدر بالحكام العراقيين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع العراقي المثقل بالهموم البائسة الآن
وأهمها امن البلاد والأغرب من هذا أن هذا اللقاء حول مشاكل العراق وان الشعب العراقي تملكهم مشاعر الخيبة والفشل في هذا القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب العراقي وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيون في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات العربية يحاول القادة العراقيون أن يتحقق لهم
هذه الاجتماعات لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة .
فشل هذه اللقاءات فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة وإهداء المحافظات إلى الدول المجاورة والأقاليم فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل في االموصل وديالى و النجف والانبار والبصرة وعدد كبير من مناطق المعمورة وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم مشاكل البرلمان العراقي .
والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية العراقية . وربما مشاهد السهر واللهو والشراب الفاخر تنسيهم المشاهد المأساوية لمدن العراق كافة وما يتعرض له أبناء هذا الشعب كل يوم . فإذا كان الإيمان هو إرادة العراقيين هي تماسك وعفة في الداخل وتواصل وعطاء في الخارج .
إنها بركة الخالق فلنتوقف ملياً وبهدوء لنر ما يحققه أعضاء البرلمان في المستقبل القريب .