بغداد/ شبكة أخبار العراق – تقرير سعد الكناني .. فيما يطالب أهالي المعتقلين السعوديين أو غيرهم من العرب في العراق على ضرورة محاكمة أصحاب الفتاوى المحرضة على الجهاد في المناطق المضطربة، أشار قانوني إلى ان غياب نص جزائي واضح يجرم تلك الفتاوى يعرقل هذا الإجراء.ووفق تصريحات صحفية اطلعت عليها “شبكة أخبار العراق ” فقد اعتبر “أهالي معتقلين سعوديين في العراق أن هؤلاء المشايخ هم السبب الأول فيما حلَّ بأبنائهم من اعتقال وتعذيب في السجون العراقية على مدى السنوات الماضية”، فضلا عن العشرات من الشباب السعودي الذين لقوا حتفهم في العراق.وحذر أهالي المعتقلين من “عودة أصحاب هذه الفتاوى لنشر فتاواهم الآن في ظل ما يحدث على بعض الأراضي العربية وفي أفغانستان “.وكان الإعلام السعودي قد تناول قبل سنوات قصة أحد الدعاة الذين وقّعوا على فتوى بوجوب الجهاد في العراق، وعندما علم بنيّة ابنه المغادرة للعراق، طالب المسؤولين بالبحث عن نجله قبل مغادرة السعودية لمنعه من التوجه للعراق.من جانبه، قال المحامي السعودي عبد الرحمن اللاحم إنه “ليس هناك نص قانوني واضح يجرم مثل هذه الفتاوى التحريضية ويعاقب الذين يطلقونها”، منوها إلى انه “في السعودية لا يزال التصدي لمثل هذه الفتاوى يتم عبر فتوى “مقابلة”، أي بنصوص دينية تصف الفتوى بأنها خطأ، وليس بنصوص جزائية”.ويرى ان “محاسبة المشايخ الذين يطلقون الفتاوى التحريضية بشكل شخصي من قبل ذوي المعتقلين قد يكون صعبا لأنه لا تمكن ملاحقة شيخ إلا بوجود فتوى واضحة من قبله توجه شخصا ما إلى الذهاب للقتال في منطقة ما”.واستدرك اللاحم بالقول “إذا حرّكت دعوى عامة من قبل هيئة التحقيق والادعاء التي تمثل النيابة العامة بحق شيخ بعينه متهم بإصدار فتاوى تحريضية لأشخاص معينين معتقلين في العراق أو غيره من الدول ، يكون من حق ذوي هذا المعتقل ان ينضموا إلى الدعوى العامة بالحق الخاص ليطالبوا بالتعويض وبإنزال عقوبة جزائية مناسبة بحق الشيخ”.وعبّر اللاحم عن أسفه “لغياب الشفافية في هذا الموضوع، حيث لا تتم تسمية الشيوخ المحرضين بأسمائهم، وان تلك الفتاوى تتوارد من أزمة لأزمة، من أفغانستان إلى العراق، والآن أصبحنا نسمعها بكثرة مع تنامي تيار القاعدة وإعادة تأهيله من جديد”، حسب تأكيده.وحذر اللاحم من أن “مثل هذه الفتاوى التحريضية حتما لن تقتصر على خارج الوطن، بل ستتطرق إلى قضايا داخل الوطن لأن هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى العراق أو لغيره يمثلون مخزونا بشريا للجماعات الدينية المتطرفة التي ستعود إلى البلد وتعيد الكرة من جديد .وعلى المؤسسات المعنية بما فيها مؤسسات المجتمع المدني ان تحصن شبابنا العربي من التطرف والابتعاد عن الخطابات المغلقة وكشف زيف وأكاذيب الجماعات التكفيرية والتوجه إلى لغة الحوار والشفافية في التعامل وبناء مجتمع مدني سليم خالي من التطرف والانغلاق .