أو ربما تلفظ شعبيا على الدارجة العراقية بـ ( لكلكية الانتخابات )، ولا ادري إن كانت مأخوذة من لفظة ( اللوكي ) المستخدمة كثيرا في الشعبية العراقية لتوصيف المتملقين، أو أنها أخذت من اسم اللقلق هذا الطائر الجميل والمسكين والمسالم، وأصبحت رمزا للنفاق والتدليس والمجاملة السمجة، أو أنها أي هذه اللفظة لها علاقة بصفة في هذا الحيوان أدهشت العلماء، وهي انه ينطلق بسرعة نحو أي منطقة مشتعلة بالنيران في المروج والغابات، وبعد مراقبة طويلة، تبين أن النيران ترغم الحشرات على الهروب السريع أو القفز في الهواء، عند ذلك ينطلق هذا الطائر حتى يحصل على وجبة شهية من هذه الحشرات السهلة واللذيذة، بواسطة إحساسه المدهش بوجود علاقة بين النيران والغذاء الوفير، يغنيه عن البحث الطويل في الينابيع والبرك عن الضفادع وغيرها من الكائنات المائية؟
ويبدو إن الصفة الأخيرة لطائرنا الذي يفرح بعزاء أهله كما يقولون، أكثر تجانسا مع سلوك المرشحين في انتخاباتنا العتيدة التي تجري بين فترة وأخرى ليتنافس فيها أشكال وأجناس من البشر، أغلبيتهم لهم علاقة بأي شيء إلا تمثيل الأهالي كما ينبغي، وكما ينبغي هنا تمت استعارتها من استخدامات سيئ الذكر الذي أنتج نظامه كل هذه الأفواج من اللصوص والانتهازيين والفاسدين الذين يحرقون الاخضر واليابس من اجل تحقيق مصالحهم الذاتية، وهم يسحقون تحت عجلات غرائزهم أي أمل لإعادة بناء البلاد واعمارها، وإشاعة العدالة ودولة المؤسسات، فقد أكدت تجربة السنوات السبع الأخيرة ولدورتين انتخابيتين لمجالس المحافظات والبرلمان الفشل الذريع الذي حققته هذه المؤسسات بسبب تسلق مجاميع من الطفيليات التي أنتجتها مختبرات الخوف والرعب في جمهورية القائد الضرورة وما تلاها من جمهورية برايمر ومجلس حكمه القبلي.
ومنذ أيام أو أسابيع بدأت لكلكتهم للأهالي وولائمهم وتملقاتهم ورشواتهم، والغريب في أكثر هؤلاء المرشحين أنهم يدعون كونهم من ضحايا النظام السابق، وإنهم مثال النزاهة والأيادي البيضاء، وسيحولون مدنهم ومواطنيهم إلى ما ينافس سكان كوبنهاكن أو أوسلو، رغم ما أثبتته السنوات السبع العجاف من حكمهم وحكم من سبقهم، إن أكثرهم ابعد ما يكونوا عن تلك الصفات، بل كانوا وراء ضياع ما يقرب من ستمائة مليار دولار تبخرت في مشاريع وهمية أو ناقصة أو فاسدة، كما أزكمت روائحها النتنة أنوف العراقيين الذين ما زالوا كما الأيام الأولى للسقوط يعانون من نقص كبير في ابسط مقومات الحياة الحرة والكريمة في بلد يصنف من أغنى البلدان وأكثرها فسادا وفشلا!؟
حقيقة نحن اليوم أحوج ما نكون إلى رفع شعار ( احذروا هؤلاء !؟ ) أمام معظم دعايات وإعلانات الحملة الانتخابية لمرشحي الانتخابات سواء المتسلقين منهم إلى مجالس المحافظات أو الأدنى في الاقضية، وما بعدهما من فرسان غزوة البرلمان القادم، لكي لا تتكرر تلك الصور البشعة من الأداء السياسي والإداري والاجتماعي.