آخر تحديث:
بقلم:راجي العوادي
المرجعية الدينية طالبت الحكومة بمحاسبة رؤوس الفساد الكبيرة لانها اصبحت تدرك ان الفساد قد استشرى في كل الجهاز الحكومي بالدولة العراقية حتى أصبح الفاسد هو الأصل والقاعدة والنزيه هو الشذوذ والاستثناء ، وبدلاً من أن يعيش الفاسد حالة الخوف من انكشاف فساده، أصبح النزيه هو الخائف من انكشاف نزاهته، لأنه سيكون هدفاً لحرب مسعورة يشنها الفاسدون عليه الذين يسعون بمحاولات شتى لإزاحته والتخلص منه …. الامر المستغرب ان الحكومة لحد الان لم تعلن عن اسماء الفاسدين رغم انهم اشهر من علم على نار بنفس الوقت القضاء والادعاء العام والنزاهة هم ايضا صامتون ….ان لسان حال الحكومة يقول هل يصح ان نعاقب هذا الكم من الموظفين الفاسدين ؟ واذا عاقبناهم من هو البديل ؟ لاسيما بعضهم بوظائف بسيطة ومستوى فسادهم قليل , كيف نحاسب المسؤولين الكبار المحسوبين على الاحزاب والكتل السياسية وبعضهم محسوب على المرجعية ؟!…. والجواب اذا وضعنا الامر في الاطر الدينية والقانوية والاخلاقية سنقول نعم نحاسبهم مهما كانت كثرتهم ومستوى بساطتهم او رفعت مقامهم وكثرة او قلة فسادهم لانه يجب ان تصل معلومة الى جميع الفاسدين كبيرهم وصغيرهم بان الفساد غير مسموح به وانه يجب معاقبة الفاسد في الوهلة الاولى لكي لا يكرر فسادة مرة اخرى او بالمرة الثانية لان عدم محاسبة الفاسد هو فساد بعينه ولان الفساد نار لا يجوز السكوت عليها أو التهاون فيها , فان المسؤول النزيه لا يتساهل مع الفاسدين حتى ولو كانوا من حزبه او كتلته , اما الادعاء بان بعض الفاسدين الذين يدعون انتماءهم الى جهات دينية مقدسة فهذا الكلام فساد بعينه لان المقدس لا يمكن الدفاع عن الفاسدين الا اذا كان فاسدا مثلهم وان بمحاسبتنا للفاسدين سنقدم خدمة للمقدس باننا رفعنا عنه شبهة الفساد ولنرفع شعار باسم الدين سنقضي على الفساد ونكشف الفاسدين المتسترين بالدين .
كنت اتمنى من احزاب دينية وكتل سياسية ان تبرا ساحتها وتعيد اعتبارها وتجدد ثقة جمهورها بان تعلن عن الفاسدين من انصارها على اقل تقدير تحرج خصومها والمناؤين لها ولكن هذا لم ولن يحصل ربما الغرور والكبرياء مع ان الكل يعرف ويدرك بالكمال والتمام ان الفاسدين لم ينزلوا من السماء بل هم من نتاج رحم الساحة السياسية في العراق .
وعليه فنحن نطالب بكشف باسماء الفاسدين وزراء وبرلمانين وسياسين ومن المحسوبين على رجال الدين , نريد التشهير بهم واسقاط قيمتهم كما يجب ان تشمل العقوبة استرداد اموالهم التي هي بالاحرى اموالنا جميعا وان نعمل بنهج الامام علي (ع) فقد تابَعَ الأموالَ التي أُعطيت بغيرحق الى بنو امية في خلافة عثمان بن عفان واصر على المطالبة بها وهو القائل ((وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ ومُلِكَ بِهِ الإمَاءُ لَرَدَدْتُهُ)) ويقصد به المال العام .
اخيرا من الانصاف والعدل ان لا ننسى بان الاتهمات بحق الأشخاص كثيرة، والادعاءات بعضها باطلة ، فلابد ان ينتبه من يتصدر لمحاسبة الفاسدين وليتفحص جيدا في كلام الاخرين لكون المغرضين كثر واصحاب النوايا السيئة متعددين .