بغداد/شبكة أخبار العراق- قال الكاتب والسياسي العراقي، حسن العلوي، الثلاثاء، إن إيران فكرت في وقت سابق بـ “تصفية” زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قبل أن يقوم هو بـ “نصيحتها” بثقله في الشارع العراقي، فيما أشار الى أن التيار الصدري لم يسكت في حال استبعد سائرون عن تشكيل الحكومة المقبلة.وقال العلوي في حديث صحفي له اليوم، أنه “في عام 2004، وبعد مقتل (ابن الخوئي) الذي اتهم بخصوص مقتدى الصدر، كنت حينها في الكويت، فاتصل بي ممثل الإمام الخميني سابقاً، والسيد الخامنئي لاحقاً، وهو رجل دين، وطلب مني أن أكون ضيفه على وجبة الغداء”.وأضاف، أنه “وجد شخصاً ثالثاً قيل له بأنه ممثل السيد الخامنئي.. حيث سألوني حول كيفية التصرف مع السيد مقتدى الصدر مع مقتل ابن الخوئي، فسألته عما يدور في أذهانهم، فتحدث ممثلهم في الكويت وقال إنه يجب أن نقتله ونقطعه إرباً إرباً، لأن هذا الذي تجرأ اليوم على ابن الخوئي، سيتجرأ غداً على ابن السيستاني”.وتابع العلوي قائلاً: “قلت لهم إن الشيعة في العراق ثلاث: مجلسٌ له وجود سياسي ولا يمتلك الشارع، وتيار صدري يمتلك شارعاً شيعياً عريضاً وليس له وجود سياسي، وحزب دعوة لا يمتلك شارعاً ولا وجوداً سياسياً، وهذا الكلام في بداية 2004، فإذا أردتم قتل الشيعة والشارع الشيعي، فاقتلوا السيد مقتدى الصدر، وهنا القتل ليس حلاً، بل عليكم فتح خطوط الاتصال والتفاهم معه”.وأكمل: “كتبت رسالة إلى الخامنئي خوفاً من تزوير رأيي، وأوضحت له فيها رأيي، وقلت له إن القرار لك، ولكن إذا اتخذتم قراراً بقتله، فسوف تقتلون الشيعة، فجاءني جواب يفيد بأن السيد الخامنئي اتخذ وجهة نظري، وليس وجهة نظر ممثلهم في الكويت الذي صرح بوجوب قتل مقتدى الصدر، إذاً هناك مشكلة كبيرة منذ عام 2004، وأنا شاهد عليها، وهي أن إيران، أو مجموعة من الإيرانيين، فكروا في فترة من الفترات بتصفية السيد مقتدى الصدر، ولكنهم انتبهوا، كما نبهتهم أنا، إلى أن الصدر ثقلٌ شيعي وشارع شيعي”.ومضى بالقول: “الآن، كيف سيتصرفون، هناك من يتمنى قتل الصدر، وهناك من يُحرض على قتله من حزب الدعوة، غير آبهين بالنتائج التالية، ومقتدى الصدر الآن مشكلة كبرى أمام إيران والأحزاب الإسلامية التي حكمت العراق ظلماً لمدة 15 سنة”.وعمّا إذا لم يتمكن الصدر من تشكيل الحكومة المقبلة، وكيف سيكون وضع العراق، قال العلوي : إذا لم تُشكل بطريقة تحترم النتائج الانتخابية، فإن “هذا مقتدى الصدر وليس علاوي في 2010، عندما حصل على الأغلبية، فأزاحوا علاوي وشكلوا الوزارة، أما الصدر فلا يمكن أن ينسحب لأن لديه قوة شعبية هائلة، وهو لم يأتِ إلى بغداد بالطائرة الأمريكية، ولم يأتِ بالطائرة أو مشياً من إيران، وإنما موجود في العراق ولديه قوة محلية، وأولئك ليس لديهم مثل هذه القوة، بل كانوا خارج العراق، ومن هو داخل العراق له الأولوية”.وأوضح قائلا: “شاهدنا الثورة الجزائرية الكبرى وزعماءها العظماء الخمسة الذين لم ينتبه لهم أحد، إلى أن خرج بو مدين، وهو عقيد مُهمَل، وسيطر على الجزائر وأصبح رئيساً، لأنه كان داخل البلد ويقاتل، وكان أولئك خارج البلد، وعليه فإن من هو داخل البلد له الأولوية، ومقتدى الصدر داخل البلد، ويمتلك قوة محلية لا يمتلكها البقية”.وأضاف: “صحيح أن الحشد الشعبي قد تشكل، ولكن مهمة الحشد الشعبي ليس قتال الشيعة، بل قتال داعش”.