آخر تحديث:
روح ذب نفسك بالشط
هادي جلو مرعي
يقول المتنبي في قصيدة له يمدح سيف الدولة الحمداني
وحرا قلباه ممن قلبه شبم……ومن بحالي وجسمي عنده سقم
مالي أكتم حبا قد برا جسدي….وتدعي حب سيف الدولة الأمم
الى أن يصل الى :
يامن يعز علينا أن نفارقهم….وجداننا كل شئ بعدكم عدم
وفيه وصف لعلاقة تكاد أن تذوي، ويمضي المحبوب فتتحول الأشياء من بعده الى عدم ،وقد أجاد المغني البصراوي رياض أحمد في غناء هذه القصيدة بالمزاوجة بين أبياتها التي نظمها المتنبي بالفصحى ،وبين تلك المنظومة باللهجة العراقية الدارجة ،حيث يقول في واحدة من أغانيه ،
عدم كل شي بعدكم عالوطية ،ثم يقول،
عدل ويه الخلك حكمك ياخلي
لكن كيف إذا كان الخصم قاضيا كما في قول المتنبي :
ياأعدل الناس إلا في معاملتي…..فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
ولذلك يقول رياض احمد،عدل ويه الخلك حكمك ياخلي
في الناصرية سكن السيد عبد الأمير في أرض متجاوز عليها في مخالفة صريحة للقانون ،وقام كبقية الآلاف من المواطنين بالحصول على الكهرباء من الأسلاك المارة في مساحة قريبة من الحي المتجاوز عليه ،ومرت سنوات وعبد الأمير الذي يعمل في سلك التعليم يسكن كبقية الناس وجاءته الوعود مثلهم بتحويل جنس الأرض ،ومنحها لهم ملكا صرفا ،لكنه فوجئ بعد سنين إنه غير مشمول بالأمر، وليكتشف أن شخصا آخر هو من يراد تطويب الأرض بإسمه ،ويطالبه بالإخلاء ،فتوجه الى البلدية التي لم تتعاون معه ،والى المحكمة التي كشفت عن حقه ،وإن الرجل سكن في الدار على الأرض التي منحت له ولسواه بوعود وأوراق قبل الشخص الذي ظهر بعد سنوات ،وليكتشف إنه يعمل قاضيا فأستدعي الى القضاء ولفقت له تهمة سرقة الكهرباء ،ووصم بالمجرم وحكم عليه بالسجن والغرامة. حتى إن القاضي الذي ينظر في القضية نصحه بالبحث عن منفذ آخر ليحصل على حقوقه التي تستلب بالقهر والإكراه .الرجل يعيش في حالة نفسية صعبة وقد توجه من الناصرية الى بغداد لعله يجد عونا ولكن دون جدوى ولم يعثرعلى من يفتح له بابا لافي محكمة ،ولا في قلب من قلوب الذين يمكنهم فعل شئ لمن ظلموا ،وليس من ناصر لهم إلا الله سبحانه.حكم المحكمة كان طريفا رغم مأساويته العالية التي وقعت على رأس الرجل المسكين حيث طرد من وظيفته في سلك التعليم وهاكم الحكم كما هو نصا.تشكلت محكمة جنايات ذي قار بتاريخ 22 / 2 /2012 برئاسة القاضي عزيز الجابري وعضوية القاضيين السيدين محمد حسن الأبراهيمي وحسين علي صيهود المأذونين بالقضاء بإسم الشعب وأصدرت قرارها الآتي :
المتهم ///عبد الأمير منشد عليخ
1_ حكمت المحكمة على المجرم عبد الامير منشد عليخ بالحبس البسيط لمدة أربعة أشهر وفق أحكام المادة 444 /حادي عشر من قانون العقوبات مع إحتساب مدة موقوفيته للفترة من 18 /1 / 2012 ولغاية 21 /2 / 2012 تنزل من مدة محكوميته وذلك عن جريمة سرقة التيار الكهربائي من مديرية توزيع كهرباء ذي قار.
2 _ إعطاء الحق لمديرية توزيع كهرباء ذي قار بالمطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية.
3_ إلزام المجرم أعلاه بتأدية مبلغ مقداره أربعون ألأف وثمانمائة دينار الى مديرية توزيع ذي قار ولايطلق سراحه بعد إنتهاء محكوميته إلا بعد تسديد المبلغ أعلاه إستنادا للقرار 120 لسنة 1994 .
وفوك القهر والضيم لازم يسدد أتعاب المحامي..
طيب لو سلمنا جدلا بأنه مجرم وقد سرق الكهرباء فإن التهمة باطلة لعدم وجود المادة المسروقة لأن الكهرباء في العراق هي نتاج المولدات الأهلية ،ولو سلمنا جدلا بأن الكهرباء موجودة في الأسلاك فالتهمة منتفية عنه لأن نصف الشعب العراقي يلتقط الكهرباء كما يلتقط الهواء بسبب شحتها ،وغالب الناس يسرقون ،وهم مجرمون في ذلك.
المصيبة الكبرى إن تربية ذي قار قررت إعادته الى الخدمة بينما ترفض وزارة التربية الموافقة على الأمر.
روح ذب نفسك بالشط..