يبدو أن جميع حبال الوّد، قد تقطعّت بين الولايات المتحدة الامريكية ونظام الملالي في إيران، بعد أن كانت ( سمناً على عسل) في العراق وسوريا ،فجميع الادلة تؤكد أن الطرفين ذاهبان الى المواجهة العسكرية، والادلة كثيرة وغزيرة، فإيران تحشد فصائلها وميليشياتها وحرسها الثوري وفيلق القدس وحزب الله والحوثيين وأتباعها في المنطقة، وتعتمد عليهم كليا في المواجهة المحتملة ، في حين نرى التحضيرات والاستعدادات العسكرية الامريكية والاعلامية والسياسية الهائلة ، قد أفصحت التفوّق الاكبرلها قبل بدء المعركة،وإذا ما قارّنا القدرة العسكرية لدى الطرفين، لانرى أية مقارنة بينهما،نضيف الى هذا التفوّق التكنولوجي،التحشيد الامريكي العالمي ضد طهران، وتشكيل تحالف عسكري واقتصادي عالمي وعربي يحدث لأول مرة في التاريخ، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ،سبق هذا التحالف إجراءات أمريكية وتحذيرات للدول الاوربية ، مع تفاهمات وصفقات عسكرية واقتصادية مع روسيا والصين ، ومن الاجراءات الغاء الاتفاق النووي الايراني ، وفرض حصار إقتصادي خانق ،هو الاقسى في التاريخ، بموافقة وقبول ولو (على مضض) ،أغلب الدول الاوربية، وهذا مايؤكد نجاح السياسة الامريكية الخارجية في عهد الرئيس ترمب، واعلان امريكا القطب الاوحد في العالم ، وإن حلم القرن الامريكي الواحد والعشرين قد تحقق على الارض، إذن من هنا أصبح إسقاط النظام الايراني في متناول اليد، وإن إسقاطه مسألة وقت لاأكثر، فهل تشنّ الادارة الامريكية حرباً عالمية ثالثة على إيران ، وتدخل جيوش التحالف الدولي الى الاراضي الايرانية، أعتقد هذا لن يتم ،رغم الاستعدادات الامريكية العسكرية الغير مسبوقة في المنطقة ، من إرسال البوارج الحربية ،وحاملات الطائرات النووية، وتوجيه الصواريخ الذكية العابرة ، وإنشاء قواعد عسكرية كثيرة في العراق، ووصول الجيش الامريكي لها، وآخره الجيش الاحمر المختص بإسقاط الانظمة، إضافة الى فتح القواعد العسكرية في دول الخليج وحول ايران ، ناهيك عن تحضيرات لصواريخ درونز الدقيقة التهديف، والاستعداد لتعطيل جميع أجهزة المعسكرات والقواعد والمفاعلات النووية، والصواريخ الباليستيدية الايرانية ،
نعم هذه إستعدادات أمريكا لاحدود لها ،التي وصفها قائد الجيوش الوسطى الامريكية بأنها ستكون (حرباً تفوق الخيال)، لدقتها وسرعتها ،إذن الحرب حتمّية وقريبة جداً ، وربما بعد الثاني من مايس ، موعد إنتهاء الاعفاءات للدول ، وقطع تصدير النفط الايراني وتصفيره تحسم إيران موقفها إما بقبول الشرط ال 12 المهينة والاستسلام وإما مواجهة الحرب، ولكن كيف يكون شكل الحرب، خاطفة أم طويلة، مدمّرة للمنطقة والعراق، أم ستكون داخل ايران فقط، جميع المؤشرات تقول أن الحرب ستكون خاطفة، بعد إنهيار الاقتصاد الايراني لدرجة مخيفة،وهذا مايسهل الاجهاز على النظام، وإسقاطه بدون إطلاق صاروخ واحد، ولهذا تريد إيران أن تستبق الاحداث، وتستقوي بأذرعها في العراق ولبنان وسوريا، لاشغال الهجوم عليها، ثم تهدّد بغلق مضيق هرمز، لإحراج حلفاء أمريكا في الخليج العربي والصين والهند وغيرها، ممّن يعتمد على النفط العربي ،هذا فيما يخص الاستعدادات الايرانية، وماذا عن العراق والفصائل المسلحة التي توالي إيران وتتبع لها ، وماذا عن الحشد الشعبي ودوره في المعركة ،
وماذا عن حكومة عادل عبد المهدي، وماذا عن الاحزاب الاخرى كالحكمة والدعوة وغيرها ممن يتبعون الولي الفقيه ويأتمرون بأمره، هل يتفرجون على النظام الايراني ،وهم يدركون أنه زائل لامحالة وبإصرار أمريكي ودعم دولي، خاصة وإن الادارة الامريكية ،قد هددّت حكومة العراق وأحزابها، أن أي دعم لإيران سيكونون في خندق ايران، وتفرض الادارة الامريكية حصاراً مشابهاً لحصارها على إيران، وتسحب الدعم الامريكي والدولي والاقليمي عن العراق ،وتجّمد جميع أموال العراق في البنوك الدولي وتقطع المساعدات عنه ، إذن اوضاع العملية السياسية في العراق هي وأحزابها يقرره موقف حكومة عادل عبد المهدي واحزاب ايران ،تجاه ايران ، واصرار الادارة الامريكية على تغيير بوصلة حكومة العراق وفصلها عن طهران بأية طريقة ، حتى لو بتغيير جذري للعملية السياسية وطرد الاحزاب الموالية لايران ، وهذا ما تحضّرله الادارة الامريكية منذ فترة طويلة ، ودعمت مؤتمرات للمعارضة العراقية في واشنطن ومشيغان وهولندا وغيرها، كبديل محتمل لحكومة غير تابعة لايران ،
إذن ومن هنا نرى ان اسوأ ايام الاحزاب الايرانية الطائفية تعيشها الان ،التي دمرت وسرقت وهجّرت وقتلت أبناء العراق، من أجل عيون حكام طهران،وهناك منهم من قفز من السفينة الايرانية الموشكة على الغرق، وهناك من يهّدد امريكا بالويل والثبور، والدوس على رأس ترمب إذا تجاسر وهاجم ايران كما صرحت نائبة دولة القانون، فيما أعلن قادة الحشد الشعبي هادي العامري وابو مهدي المهندس تحديهم لامريكا وعدم السماح لها بمهاجمة ايران ،وانهم مع الخندق الايراني وتحت امرت النظام وولي الفقيه ،بشكل علني وواضح وامام العالم ، وأعلنت فصائل أخرى وميليشيات عراقية، أنها ستستهدّف القواعد والجنود الامريكان في العراق والمنطقة ، هكذا إذن تعتمد إيران على أذرعها في المنطقة في القتال نيابة عنها، فهل تنجح وتنفذ تهديدات الحشد الشعبي وقادته والميليشيات والفصائل في مواجهة الجيش الامريكي في العراق، ومعرقلة تقدّمه للاراضي الايرانية، كما تخطّط إيران وحرسها الثوري،
وهل تسمح الادارة الامريكية وتسكت ،على مثل هكذا تهديدات علنية وتغض النظر، لتعرض قواعدها وجنودها في العراق الى الموت ، دون أن تحسب لهم حساب، هل ستسكت أمريكا عن هكذا تهديدات مباشرة ، نعتقد أن جميع هذا التهديدات، لن تلقى أذنا صاغية لدى الادارة الامريكية، ولن تخيفها وتحسب لها حساب على الارض، لأن الجيش الامريكي يتجوّل في بغداد والمحافظات ،وقواعده تنتشر بكل العراق، ولن يتجرأ أحد أنْ يمسّ شعرة لجندي أمريكي( لأن الرَّد سيكون ماحقاً) ،كما قال قائد الجيوش الوسطى ماكينزي قبل يومين، وإنها جعجعة فارغة كما وصفها جون بولتن أمس، بمعنى جميع الإحتمالات والسيناريوهات ،التي تعوّل عليها إيران وأذرعها ، قد وضعت لها الادارة الامريكية حلولاً عاجلة ًلافشالها ومواجهتها ، خاصة وأن العالم وصل الى حقيقة أن النظام الايراني يشكّل خطراً حقيقياً على زعزعة وإستقرار العالم بأسره ، وأنه هو من يغذّي ويدعم الارهاب كله، والأدلة كثيرة على هذا، منها ما تمّ إكتشاف خلايا ايرانية للحرس الثوري ،تشرف على عمليات إرهابية واسعة في أوروبا وأمريكا ، أثبتت تورط النظام الايراني بالإشراف عليها وتنفيذها، كما حصل في اكثر من عاصمة اوروبية، منها باريس ولندن وامستردام وبرلين وغيرها، إذن وكي لانستبق الاحداث ،نقول أن مانراه الآن من تصعيد خطيرفي منطقة الشرق الاوسط ،يشي بحرب عالمية ثالثة ،طرفاها أمريكا وايران، وساحتها العراق وسوريا وإيران، والتصريحات النارية من كلا الطرفين ، والتهديدات المباشرة تؤكد حقيقة واحدة، أن الحرب لابد منها في المنطقة، بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، ولابد من قصقصة أجنحة النظام الايراني في المنطقة، حسب الإستراتيجية الامريكية التي وضع بنودها الرئيس دونالد ترمب ،وما عملية وضع الحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله، وبعض الميليشيات العراقية على لائحة الارهاب الدولي، إلاّ خطوة تمهيدية لتفكيك قوة ايران، وتغيير نظامها ، بعد أن أصبحت تشكّل خطراً حقيقياً على أمن وإستقرار العالم، بتغولها وتوسعها ،ودعمها وتمويلها للارهاب الدولي، لهذا فالمعركة حتمية مع النظام الايراني ، ولاحياد لمن يفكر في الحياد، بالنسبة للأحزاب والحكومة العراقية فإمّا مع خندق أمريكا وإمّا مع خندق إيران …