السيد الرئيس ..
تحية طيبة .. وبعد
ليسمح لي – فخامتكم – أن أمهّد لخطابي بالقول انني ربما أكون قد اثقلت على السيد رئيس الجمهورية بالكتابة اليه بشكل مباشر عبر صفحتي هذه، لكنّ استجابة فخامته السريعة قد اعادتني الى خجلي البصري الذي تراكمت عليه سنوات بغداد حتى بهتت ملامحه، للأسف، وما عاد يراودني الا في المواقف الكبيرة، كتلك التي وقفها الريس “برهم صالح” من مناشدتي له بخصوص الشاعر العراقي الكبير “سلمان داود محمد” وأزمته الصحيّة التي تحتاج الى علاج سريع..
ثم أخذتني جرأتي، فأردفت له الكتابة ثانية، بأن الطموح هو شمول كل الأدباء المصابين بحالة تشبه حالة “ابو عماد – سلمان داود” فأعاد لي وبقوة هذه المرّة، هجوم خجلي البصراوي عليّ، حين طلب الاجتماع بوزير الصحة والثقافة ورؤساء النقابات المهنية الفاعلة في الشأن الثقافي والإعلامي ( مؤيد اللامي، الصحفيين – جبار جودي ، الفنانين، وناجح المعموري، الأدباء) وناقش معهم ما اعلن عنه مكتبه الاعلامي ( تبني ما طالبناه به ، وأكثر ) وهذا هو ديدن الإنسان الشريف الذي يهيب به اهله لملمّة ما ..
( ولا يفوتني ان أشيد هنا بتحرّك الصديق الدكتور حسين الكاصد، والإستجابة السريعة للسيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بخصوص الشاعر العراقي الكبير سلمان داود محمد، الذي أطالب من هنا بالانحياز الى ما جاء بكلمة وزير الصحة من التسفير للخارج )
..
أعو د اليك ايها السيد.. يا جنرال البرلمان العراقي الغالي ..
وهذه المرّة عن قضية ربّما لا يمكن لفخامتك ان تصدّقها، لأن كلّ مثقفي العراق، بل كلّ مثقفي العرب لم يستطيعوا استيعابها، أو يجدوا لها تفسيرا ؟!!
ولتسمح لي سعة صدركم (التي نعرفها عبر جلسات البرلمان العراقي الموقر)، فأضعكم بصورة واحد من أشهر مبدعي العراق والعرب،
ومن أشرس مناضليهم على الإطلاق، بحيث لا نقرنه الا بـ” مظفر النوّاب”، وبـ”عزيز السيد جاسم” وبآخرين من هذه الشريحة التي تحسدنا عليها بقية الأقوام ..
أمّا عن ابداعه فهو لا يقلّ شهرة عن “بورخس” الأرجنتيني، وعن “كازنتزاكي” اليوناني، وعن “حمزاتوف” الداغستاني !!
وعن .. وعن .. يا سيادة الرئيس.
هذا العملاق الأدبي، والمَعْلَم الحضاري الذي تمنيت ان تنادي به الأمم المتحدة، ويتمّ التصويت عليه ليكون ضمن رعاية اليونسكو، أسوة بـ”مدينة بابل التاريخية”.. يبحث له عن “راتب تقاعدي” بعد ان سجن في “نقرة السلمان” لسنوات مناهضا للنظام السابق..
وليس النقرة وحدها.. ها ، وإنما منحته الكثير من المعتقلات أوسمتها التعذيبة الرفيعة، ليهرب فيما بعد فارا بجلده الى خارج العراق، وان بقيت خدمته في الدولة العراقية داخل اضابيرها وعبر توثيق غالبيتنا، نحن الذين تتلمذنا على يديه في “الصحافة” وفي “الإعلام” وفي كل قطّاعات الثقافة الأخرى ..!!
.
تصوّر يا سيدي الحلبوسي، بأن “جمعة اللامي” يستنجد بوزارة الثقافة من أجل راتب تقاعدي، وربما هامش واحد من هوامش إيفادات الوزير، أيّ وزير، يغطي هذا الراتب التقاعدي ولمدة عام كامل !!
..
نحن الأدباء والمثقفين، وأهل الصحافة والإعلام، وعموم عشاق هذا الخالق الإبداعي الفذ، نضع الكرة في ملعبكم، ونحن ندري بانكم المسؤولون عن أوضاع جميع العراقيين، فكيف بمن يحمل شعلة فكرهم، وعطاء تجربتهم، وتقديم أنموذجهم العالي في الصبر، وفي النضال، وفي تحمّل المكاره من أجل غد أفضل لأجيالهم ..
.
وسننتظر مع “جمعتنا اللامي”، بوادر ردّة فعلكم المسؤولة التي لا نشك بمقدار وعيها، بقدر ما لا أشك بانني سأحمل صورة “جمعتي اللامي” في كل جمعة، وأقف في شمس “ساحة التحرير” فحين لا تنصف الدولة مبدعيها وفي أدنى حقوقهم “الراتب التقاعدي”، على أحد ما ان يتحمّل مسؤولية الإنتحار وقوفا تحت الشمس العراقية التي لا تشبهها أية شمس في العالم، مثلما لا تشبه مظلوميتنا أية مظالم أخرى على امتداد خرائط الدنيا.
.
تقبّل احترامات جواد الحطّاب
الأمين العام – الأسبق – لأدباء وكتّاب العراق
تعاطفا مع “جمعة اللامي” باتجاه رئاسة البرلمان .. هذه المرّة فخامة الرئيس محمد الحلبوسي .. المحترم
آخر تحديث: