الأحزاب العِراقية الرئيسيّة أعلنت الحرب على العِراقييّن
آخر تحديث:
بقلم:جاسم اوزبياتلي
والعِراقييّن سيشهُرون سِلاحهم الوحيد بوجوهِهِم وهي مُقاطعة الانتخابات المحليّة!!!.
والدة أحد المُعتصمين الذي تعرّض إلى هجمة غادِرة وجبانة مِن قبل أشخاص يقودون درّاجة ناريّة (ستوتة) مزّقت كبديّ وجرّعتني السُم لدى سماعي لها وليتني لم أسمعها عِندما خاطبت وزير التعليم العاليّ العِراقيّ الجالِس على كُرسي سلطنة وِزارة التعليم العاليّ … هل كان يحمل سِلاحاً؟ وكأن هذه العِراقيّة النشميّة الغيورة أرادت توجيه وبجرأة سؤالاً إلى شخص وزير الداخليّة قائلةً: يا وزير الداخليّة أنت لم تستطع أن تحمي مجموعة صغيرة من الشباب التي لا تحملُ معها سواء شهاداتِها وأقلامِها وهم مُعتصمون كحقٍ كفّله لهُم القوانين والدستور العِراقيّ كيف لك أن تحمي أبناء أمّهات العِراق؟.
ووجّهت سؤالاً آخر إلى قائد عمليات بغداد قائلةً: يا قائد عمليات بغداد أنت لم تستطع أن تحمي مجموعة صغيرة من الشباب التي لا تحملُ معها سواء شهاداتِها وأقلامِها وهم مُعتصمون كحقٍ كفّله لهُم القوانين والدستور العِراقيّ كيف لك أن تحمي أبناء أمّهات بغداد؟ الكفاءات العِلميّة كتبت أسطورة أمام وِزارة التعليم بِمُقارعتهِا لهيب شمس تموز الحارِقة وتحمّلت عطش صيفِها للمُطالبة بحقوقِهم وحقوق أخوتِهم حملة الشهادات العُليا المشروعة وأنتم تُحاوِلون قتلِهِم وتمزيق شهاداتِهم – كما قتلتُم ومزّقتُم التعليم العاليّ في العراق وجعلتُموها في مُستويات حضيض بالقياس لمُستويات التعليم في الدول التي لا تمتلكُ ما يمتلكه العِراق من مُقدّراتٍ اقتصاديّةٍ وبشريّة في حال وجود مؤسسات تمتلِكُها الدولة وليس مؤسسات تمتلِكُها الأحزاب والتي تعتبرها مراكز لتمويلِها الذاتيّ- وأنتُم تُحاوِلون قتلِهِم وهُم نيام لتقولوا لِغير المُشاركين في الاعتِصام اعتبروا يا أولي الكفاءات العِلميّة من أخوتِكُم في حال فكّرتُم في الاعتِصام أمام وِزارتِنا أو أية وِزارةٍ أخرى.
وزير التعليم العاليّ لدى لقاءه مُمثّلين الكفاءات العلميّة المُعتصِمة أمام وِزارته قال لهُم بالحرف الواحد أنّ “وِزارة التعليم العاليّ لم تألوا جُهداً في هذا المجال وبذلت ما بِوسعِها حيال هذا الملف إذ إنها تحرّكت على أكثر من جهة لإيجاد مخرج لحلحلة هذه القضيّة” مُوضّحاً أنّ” قضية تعيين حملة الشهادات العُليا بأجمعِهِم ليس من صلاحيّات الوِزارة بل هو مُرتبطة بالمُوازنة الاتّحاديّة ومجلس النُواب”.
ووزير النفط ثامر غضبان فضّل التكلّم والحديث بأسلوب وزير التعليم العاليّ لدى مُخاطبته المُعتصمين أمام وِزارته والمُطالبين بالتعيين قائِلاً: “نُقدر المُعاناة التي يتكبّدها أبناءنا وبناتنا من الخريجين ويعزُّ علينا وقوفِهم واعتصامِهِم لأيام وأسابيع في الأجواء الحارة تحت الشمس ولو كان الأمر مُتعلق بنا لأمرنا بتعيين جميع الخريجين لكن الأمر مُرتبط بتعليمات قانون المُوازنة وهذا يتعلق بمجلس النُواب ومُرتبط بالأموال والأموال غير مُتوفرة لوجود عجز بالمُوازنة يُقدر 21%” يعني أنّ وزير التعليم والنفط يؤكّدون على وُجود عجز في الميزانيّة الحاليّة تُقدر 27% وهي السبب الرئيسيّ في عدم توفير درجاتٍ وظيفيّة في مُوازنة عام 2019ولِكونِهِم سياسيين وأمناء الأحزاب السياسيّة في وِزاراتِهِم لربّما سيقولون نعم الحُكومة لم توفر درجات وظيفيّة في الميزانيّة الحاليّة ولكن ستوفّرها في الميزانية المُقبلة وهي كذبة سياسيّة لا يُمكِن تصديقِها وغير مُمكِنة كما أكدها عضو الماليّة النيابيّة عبدالهادي موحان الذي كشف عن وجود عجز في موازنة العام المُقبل 2020 يصلُ الى 70 ترليون دينار وفقاً للتعداد الذي أجرته وِزارة الماليّة وأبلغت لجنته بذلك. العجز في الميزانيّة سببه أنتم يا فخامة وزراء النفط والتعليم وحُكومتكُم والحُكومات التي سبقتكُم وأنتم امتداد لها لأن الوجوه تتغير في كل الانتخابات ولكِن الأحزاب الحاكِمة تبق نفسها.
فالحُكومة التي لا تستطع توفير درجاتٍ وظيفيّة والعجزُ في مِيزانيّتها الحاليّة 27% فهل ستستطيعُ توفيرِها في ظل عجزٍ يبلغُ 70 تريليون دينار في ميزانيّتها المُقبِلة؟ وبصريح العبارة تقولون لا وظائف لدينا لإخوانِكُم ولا وظائف لدينا لأولادِكُم ولا وظائف لدينا لأخواتِكُم ولا وظائف لدينا لأصدقائِكُم ظننّاً مِنكُم أنّكُم أقوى مِنّا نحنُ الغير المُتحزّبين والمُنتمين لأحزابِكُم السياسيّة التي أصبحت عالة على الجسد العِراقيّ وهي تنهشُ بُمقدّراتِها الاقتصاديّة وتستهزأ بِكفاءاتِها ونقولها صارخين بوجوهِكُم أنّها إعلانُ حربٍ على العِراقييّن والعراقييّن سيشهُرون سلاحهم الأقوى بوجوهِكُم وهي مُقاطعة الانتخابات المحلّيّة.