مقتدى الصدر(أسطورة لاتتكرر ) سياسي , مرجع, وكيل , موالي , ثائر, مقاوم , منظر , وان جاز التعبير حبيبي!!!
آخر تحديث:
بقلم:كرار حيدر الموسوي
بعد سقوط النظام المباد، برزت عدة زعامات دينية ومنها زعامة السيد مقتدى الصدر ليس لكونه مرجعاً دينياً أو محترفاً سياسياً بل لكونه أبناً للشهيد الصدر الثاني. وعمدَّ بعض المقلدين التقليدين للشهيد الصدر الثاني على تجميع مريدي ومقلدي المرجع الشهيد تحت قيادة أبنه السيد مقتدى الصدر، ونالت تلك القيادة الدعم والمباركة من التيارات السلفية في المحيط الإقليمي وكذلك من التيارات الأصولية المتشددة في إيران. ولكن- للأسف-أخترق هذا التيار عدداً من أعوان ومخابرات النظام المباد كما اعترف بذلك أحد وكلاء السيد مقتدى عند لقاءه مع إحدى الفضائيات!! وأصبحت لإيران والتيارات السلفية اليد الطولى في إدارة هذا التيار.بالإضافة إلى ذلك فأن السيد مقتدى الصدر ، يعاني من نقص في خبرته السياسية وليست له دراية ورؤية صائبة في الأحداث السياسية الراهنة ولا برنامج سياسي يمكن من خلاله أن يخوض صراعاً سياسياً في الساحة العراقية أسوة بالأحزاب العراقية الأخرى.
قام مقتدى بمقاومته الاحتلال الامريكي (الذي أوصل الأحزاب الشيعيه وثبتهم على حكم العراق) ،بشكل شرس جدا وكانت قوته العسكرية وبشكل تام تقريبا يعتمد على اعضاء فدائي صدام واستخباراته المرعبة من البعثيين الشيعه والذين وجدوا مسرحا جيدا للعمل ضد الأمريكان الذين سلبوا السلطه الغاشمة منهم. وساعدت ظروف الصدفه ايضا قضيته ،حيث ان ايران كانت في حاله خوف كبير من احتماليه التدخل العسكري الامريكي لإيران ، ولهاذا أصبحت ايران البعد الاستراتيجي لحركه او ثوره مقتدى الصدر وحصل على مساعدات كبيره للغايه من ايران وأصبحت له مع ايران مصالح مشتركه، كما أصبحت هناك مصالح مشتركه بين ايران والقاعدة . ومنذ ظهور مقتدى على المسرح العراقي كانت سياسته في تغير شبه داءم وسلوكه لايمكن التكهن به لتقلباته المستمرة وأحيانا متناقضه.
ومع مرور الأيام ازدادت طموحات مقتدى وأصبح يفكر بان يصبح اكبر سلطه دينيه كايه الله في العراق، ولهاذا قتل بعض الرموز الدينيه الشيعيه، وأصبح يذهب الى مايسمى الدراسه الحوزويه في القم وكذلك الى لبنان للمرور بسرعه من رجل دين برتبه صغيره الى رتب اعلى ووضعه العمامه السوداء على رأسه المملوء بالطموحات السياسية . كان الصدر كقوه سياسيه داءما في الحكم منذ البدايه ولحد اليوم وكانت له وزراء ومدراء عامين والألوف من الأشخاص في دواءرهم الاقتصاديه في كل مواسسات الدوله العراقيه ونفوذهم في امتصاص ثروه العراق ولا اقل من جماعه الدعوه المالكي او البدر العامري او المجلس ، الحكمه عامر الحكيم، ولكن الفرق الكبير كان داءما يتكلم كأنه خارج المنظومة في الدوله في حين “الدوله” لم تكن تستطيع الحركه بدون تاثير مقتدى عليهم.
وخلال الانتفاضة الشبابية في العراق حاول وتقريبا نجح في امتصاصها لأغراضه المستقبليه ولان ايران لا تعرف وكما كل الآخرين الى اين سيتجه العراق ، لهاذا دفعت ايران بشكل سري كل المؤسسات الدينيه في القم لوضع فكره مساعده مقتدى ( لانها تعرف مطامحه )ليصبح ايه الله بإعطائه درجات حوزويه ،ولانه على الأقل يكره الأمريكان وهذا يكفي بلنسبه لإيران في هذا الوقت ولان ايران على عكس العراق تفكر بلاتي ،وتفكر جيدا بوضع ايه لله اخر في حاله وفاه السيد ايه الله السستاني والذي هو مستقل في فكره من ايران وإيران تعتبره شوكه في خاصرتها
وآلان طعن مقتدى الثوره الشبابية في ظهرها ويبن للعالم بانه قادر على حفظ النظام وانه الأقوى في الساحه وربما يكون صحيحا في تقديره هذا الان. ان خطوره مقتدى تكمن في روحيته المليءه باكراهيه وحبه العارم للسلطه الدينيه والدنيوية ، وخطورته ليست باقل من ولايه الفقيه الإيراني ، وربما اذا نجح فسيدفع العراق الى هاويه ارعب منها الان.
مقتدى الصدر من الصورة الضبابية الى القائد التصحيحي والمصيري:بعد الضغوط الدولية المتشددة تجاه الحكومة واحزابها , بالكف عن استخدام العنف الدموي المفرط ضد المتظاهرين السلميين , في التهديد القوي في مصادرة ارصدتهم المالية في البنوك الخارجية , وتقديمهم الى المحاكم الدولية بتهمة الاجرام والقتل والارهاب . والخوف من العقاب والمسائلة الدولية , افلحت هذه الضغوط في تخفيف البطش الدموي , وبعدما فشلت كل المحاولات في استخدام البطش الدموي , في ايقاف الثورة واخمادها , فقد واصلت بالصمود والتقدم . حتى اقتربت كثيراً من اعلان ساعة النصر المؤكد . بعدما فرضت وجودها في الشارع السياسي والشعبي بالزخم الشعبي الواسع , هنا يتدخل مقتدى الصدر ليخلط الاوراق بالارتباك والفوضى في اجهاض النصر الوشيك للثورة . في سرقة الثورة ولغمطتها وشفطها الى عباءته والى التيار الصدري , بالدعوة الى ذوي القبعات الزرق بالتوجه الى ساحات التظاهر والاعتصام , وطرد بالقوة والعنف المتظاهرين وافراغهم من الساحات , وحلول محلهم , بأعتبارهم يمثلون الحراك الشعبي , وهم قادة التظاهرات وغيرهم طارئ ومزيف , لا يمثل ثورة تشرين . وهذا ما حصل فعلاً بتوجه ذوي القبعات الزرق الى المطعم التركي ( جبل أحد ) في ساحة التحرير في بغداد بالهجوم الشرس على المتظاهرين . وهناك احتفلوا على سطح ( جبل أحد ) بأنتصارهم بطرد المتظاهرين من ( جبل أحد ) قلعة الثورة . ولكن هذه المتغيرات المتسارعة والمتقلبة بين ساعة واخرى . هي حدى خصائص وصفات زعيمهم مقتدى الصدر , بأن يتوهم بالغطرسة والقوة والجهل السياسي , بأنه قادر ان يجمع الشتاء القارص , وقيظ الصيف الساخن في يد واحدة . هذا التقلب السياسي بين ساعة واخرى . جعل انصاره بالتيار الصدري في ارتباك وفوضى , بأن المواقف السياسية تتغير بشكل مفاجئ اسرع من تقلبات الجو اليومية , وبمزاجية ونرجسية في الغباء السياسي . مما بدأ التصدع في الانشقاقات في التيار الصدري بصورة كبيرة , كما حصل في محافظة ذي قار , الذين رفضوا قراراته الفنتازية , ان يتحول من صديق الى عدو بكل بساطة وسهولة , ويساند القوات الامنية في استخدام العنف ضد المتظاهرين . ولكنه يكشف ايضاً المخطط الايراني المرسوم , الذي يرسم لكل زعيم مليشيا تابع لهم , ان يقوم بدور مخصص ومرسوم له في تنفيذه , وفشلوا كل زعماء المليشيات التابعة الى ايران , في اخماد الثورة واجهاضها بالعنف الدموي , لكي يأتي دور المقرر الى مقتدى الصدر في الاخير , في خلط الاوراق في سرقة الثورة ثم اجهاضها بعد ذلك , حتى ينقذ نظام الحكم الطائفي الفاسد. بأن مقتدى الصدر ظهر بشكل مكشوف حامي الفساد والفاسدين , حامي حكم القتلة والمجرمين , حامي حكم القناص الملثم الذي فتك بالشباب بقنابل الموت . ان المخطط الايراني المرسوم الى مقتدى الصدر , لا يمكن ان ينجح في فض التظاهرات , وافراغ الساحات وحلول محلهم ذوي القبعات الزرقاء , لن تجدي نفعاً , ولايمكن ان تجهض الثورة بالعنف والقوة التي ولى زمانها , ولم تفلح ولم تنفع , سوى انها توصم فاعلها بالخزي والعار , لان الثورة اقوى واكبر من الذيلول الايرانية , وان النصر يلوح في الافق . عندها سيحصد مقتدى الصدر الخيبة والاحباط .