كلّ الدلائل والمؤشرات تؤكد أنّ رئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي ماض في تشكيل حكومته , ولا يوجد في الأفق حتى اللحظة ما يشير إلى عكس ذلك , وكلّ ما يقال في وسائل الإعلام عن عزمه الانسحاب وتقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة , هو مجرّد كلام فارغ لا أساس له من الصحة .. ويبدو واضحا أنّ الرجل واثق من نفسه وعازم على تمرير حكومته سواء كان ذلك بشكل دستوري أو بالقوة من خلال التدّخل العسكري الأمريكي .. وعلى ما يبدو أيضا أنّ العصر الذهبي لعصابات الإسلام السياسي والعصابات المسلّحة الخارجة عن القانون قد شارف على الانتهاء لأسباب متعددّة داخلية وخارجية تتعلّق بستراتيجية الولايات المتحدّة في العراق والمنطقة بشكل عام .. فالمناورات العسكرية الأمريكية في الأمارات التي تحدّثت عنها وسائل الإعلام كانت رسالة واضحة إلى الأحزاب والقوى السياسية العراقية الحاكمة بالقبول بعدنان الزرفي رئيسا للوزراء .. ومن وجهة نظر أمريكا أنّ الحشد الذي أسسه قاسم سليماني وجمال المهندس يجب أن ينتهي ويزول من الخارطة العراقية , ولا وجود لحشد غير حشد الفصائل الأربعة المدعومة من قبل العتبتين العباسية والحسينية والمقبولة أمريكيا .. فهل ستشهد الحقبة القادمة عصر انتهاء حكم عصابات الإسلام السياسي التي أوغلت في الفساد والنهب والسرقة وسجلّت اقذر وأسوأ فترة حكم مرّت بها الدولة العراقية الحديثة ؟ …
فالمخطط الأمريكي القادم في العراق يقضي أن تزول من الخارطة كلّ الفصائل الإسلامية المسلّحة الموالية إلى إيران , ويقضي زوال كلّ أحزاب الفساد الإسلامي التي تعدّت بفسادها وفساد قادتها ما يفوق حدود التصوّر .. والغالبية العظمى من العراقيين يعتقدون أنّ أمريكا ستنجح في هذا المخطط ليس بسبب ارتباط رئيس الوزراء المكلّف بالإدارة الأمريكية , بل بسبب حالة اليأس التي وصل إليها العراقيون جرّاء حكم أحزاب الفساد الإسلامي .. فمن المؤكد أنّ ليس هنالك من سيذرف الدموع من العراقيين على رحيل زعماء مافيات فساد الإسلام السياسي .. وإذا ما استطاع الزرفي القضاء على عصابات الإسلام السياسي والعصابات المسلّحة الخارجة عن القانون , فبكلّ تأكيد أنّ الزرفي سيلاقي تأييدا ودعما شعبيا لا نظير له , خصوصا إذا ما استطاع إيقاف سرقة نفط العراقيين وثرواتهم من قبل حكومة إقليم شمال العراق , فسيتحوّل إلى قائد تاريخي يتعدّى بشهرته المرحوم نوري السعيد الذي أرسى قواعد الدولة العراقية الحديثة .. وها أنا أقولها صريحة لجميع قادة أحزاب الإسلام السياسي .. لن نذرف الدموع على رحيلكم .. وستذهبون جميعا غير مأسوف عليكم سواء كان ذلك على يد عدنان الزرفي أو غيره .. فسادكم وغبائكم وانحطاطكم الأخلاقي هو سبب زوالكم وليس أمريكا ..