مخاوف محتملة من تراجع لتحالف سائرون عن عزل الحلبوسي
آخر تحديث:
بقلم:اياد السماوي
قبل بضعة أيام كتب سليم الحسني مقالا قاسيا عن تحالف سائرون تحت عنوان ( سائرون والحلبوسي , خلاف على نسب الفساد ) , جاء فيه ( ليس خلاف كتلة سائرون مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بسبب سلوكه الأخلاقي المسيء لسمعة العراق , ولا لأنّ سائرون يشّق عليها أن ترى فساده المتوّغل في مرافق الدولة , إنّما لهذه الكتلة أسبابها الخاصة , فهي تريد أن تحصل على مكاسب إضافية فتكون شريكة في القرارات الابتزازية , وهذه تجارة ثقيلة لا يمكن التفريط بها ) .. في المقال المذكور ذهب الحسني في اتهامه لسائرون إلى أبعد من مجرّد الاتفاق مع الحلبوسي على حصّة من الفساد والابتزاز فحسب , بل أنّ الحسني اعتبر سائرون هي جزء لا يتجّزأ من الفساد إن لم تكن هي الفساد بعينه .. ويوم أمس الأثنين كشف مصدر لوكالة أنباء كلكامش برس خبرا مفاده أنّ تحالف سائرون التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد تصالح مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي , مبينا أنّ المصالحة تمّت بتوجيه من الصدر نفسه , وأوضح المصدر أنّ ( أبو ياسر ) المساعد الجهادي لمقتدى الصدر هو صاحب المصالحة بين الطرفين , وذكر المصدر أنّ أمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي هو الذي مثّل سائرون في هذه المصالحة …
في هذا المقال أريد أن أتوّجه لتحالف سائرون ومن يقف على قيادته بكلّ بصراحة وأقول لهم .. أنّ الغالبية العظمى من العراقيين يعتقدون أنكم جزء لا يتجزأ من الفساد حالكم حال أي من الكتل السياسية التي شّكلّت النظام السياسي القائم , ولا تختلفون عن كلّ الفاسدين الآخرين قيد أنملة , بل لربّما أكثر منهم فسادا وسطوة .. وعامة العراقيون يعتقدون أن مطالباتكم بتحقيق الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد ليست حقيقية وإنما لفرض سطوتكم وسيطرتكم على مفاصل الدولة الاقتصادية .. وحين أعلن نوابكم عن عزمهم إقالة رئيس مجلس النواب من منصبه , كان احتمال تراجعكم عن هذا المسعى قائما ومتوّقعا جدا , بحكم معرفتنا بسلوككم السياسي المتقلّب والذي يخضع بدوره لمزاج قائدكم .. قد تعتقدون أن هذا الكلام هو هجوما عليكم .. ونحن نراه نصيحة مخلصة لله ولرسوله ولآل الصدر الكرام .. وحين دعمنا توّجهكم لإقالة رئيس مجلس النواب , إنّما كان ذلك من واجبنا الشرعي والوطني والأخلاقي .. لمعرفتنا التامة بخطورة استمرار محمد الحلبوسي في هذا المنصب وما يمثلّه من مخاطر جمّة ليس على وحدة العراق واستقراره وأمنه , بل بما يمثلّه من مخاطر على العملية الديمقراطية والانتخابية .. فالتراجع عن قرار إقالته هو تراجع عن الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي , وانتصارا لاستمرار الفساد ورموزه واستمرار نهب أموال الشعب العراقي .. إنّ ردّكم على السماوي والحسني يجب أن لا يكون من خلال كيل الاتهامات والشتائم .. بل من خلال إثبات العكس والسير قدما باتجاه عزل الخطير محمد الحلبوسي .. تقبلوا منّا صراحتنا ..