كلّ الدلائل والمؤشرات تشير إلى أنّ العراق كدولة سائر نحو الانهيار والتفكك والضياع والتشرذم .. فما وصل إليه البلد اليوم من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وانحطاط أخلاقي وقيمي في كافة مؤسسات المجتمع , هو بسبب النظام السياسي القائم وحكومات ما بعد 2003 .. وبسبب الصراع على النفوذ والسيطرة على مقدّرات العراق بين إيران وأمريكا , دفع الشعب العراقي المغلوب على أمره ثمنا باهضا لهذا الصراع .. فحتى يتمّكنّ كلّ طرف من إحكام قبضته على مقدّرات هذا البلد , كان لا بدّ من الاستعانة بطرف سياسي فاعل في النظام السياسي الجديد ينّفذ أجنداته .. وهكذا فعلت كلّ من إيران وأمريكا .. ومن أجل أن تتمّكن إيران من بسط سيطرتها ونفوذها على العراق , عمدت إلى الاستعانة بكل اللصوص من السياسيين الشيعة لتقوية نفوذها في العراق , ومكّنتهم من امتلاك السلاح والتنظيمات المسلّحة .. وكانت حكومة إيران ترى بأم أعينها جرائم أعوانها من السياسيين الشيعة وأحزابهم اللصوصية ونهب هؤلاء السياسيين للمال العام العراقي ولم تحرّك ساكنا , بل على العكس دعمتهم ومكّنتهم من إحكام سيطرتهم على مقدّرات البلد .. وهكذا فعلت أمريكا من أجل السيطرة والنفوذ في العراق , فلم تترك لصا من السياسيين السنّة أو الأكراد لم تستعن به من أجل مواجهة أعوان إيران في العراق , وعندما عجزت عن الحد من نفوذ إيران في العراق , استعانت بالقاعدة وداعش وقدّمت لهم كلّ الدعم المادي والعسكري واللوجستي من أجل إسقاط حكومة المالكي الداعمة إلى إيران .. فأصبح العراق بعد سقوط الديكتاتورية نهبا لكلّ لصوص وشراذم الأرض من الشيعة والسنّة والأكراد .. فتوافق الجميع على تدمير البلد ونهب ثرواته وثروات أجياله القادمة , في ظل صمت وتهاون مريب من المؤسسات الدينية في العراق .. وللأسف الشديد هذه هي الحقيقة المؤلمة التي يجب مواجهتها بكلّ شجاعة …
ما العمل ؟ سؤال وجهه قبل مئة عام الزعيم السوفياتي فلادمير أليتش لينين قائد ثورة اكتوبر الاشتراكية .. ونحن الآن نقول ما العمل وما هو السبيل لإنقاذ دولة العراق من الانهيار والتفكك والضياع ؟ .. والجواب على هذا السؤال في هذا الوقت العصيب من عمر العراق .. يتطلّب أولا تشخيص الأسباب والمسببات التي أوصلت البلد لهذا الوضع المأساوي .. وفي مقدّمة هذه الأسباب هو النظام السياسي القائم .. فهو سبب كلّ ما يحدث في البلد من دمار وخراب .. والطريق إلى تغيير النظام السياسي القائم يمرّ من خلال تغيير الدستور .. وتغيير الدستور يمرّ من خلال تغيير الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة التي كتبت هذا الدستور .. وتغيير الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة التي كتبت هذا الدستور المسخ يمرّ من خلال تغيير العملية الديمقراطية والانتخابية .. وهذا يعني أنّ الخطوة الأولى لإنقاذ العراق من الانهيار والتفكك تبدأ من خلال تغيير العملية الديمقراطية والانتخابية القائمة , وهذا لن ولن يتمّ أو يحدث في ظل وجود الرئاسة الحالية لمجلس النواب العراقي المتمّثلة برئيس المجلس الحالي رأس الفساد والتزوير في البلد .. ومن يعتقد أن عملية إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وشّفافة وعادلة في ظل وجود رئيس مجلس النواب الحالي , فهو ليس واهم فحسب , بل شريك في تدمير البلد وانهياره وتفككه .. فلا إصلاح ولا تغيير ولا إنقاذ للبلد من غير تغيير رئيس مجلس النواب .. والخطوة الأخرى المهمة أيضا في منع انهيار البلد وتفككه هو بدعم جهود حكومة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي في مواجهة الأزمة الأقتصادية والصحيّة والأمنية , ودعم خطواته في إصلاح ما يمكن إصلاحه .. ودعمه في إجراء انتخابات نيابية مبكرّة بمواصفات الشعب الذي انتفض على الفساد , وليس بمواصفات الأحزاب والقوى السياسية التي سرقت موارد وثروات البلد ودمرّته وأوصلته لهذا الحال .. ومحاولات وضع العراقيل أمام حكومة الكاظمي في عملية إنقاذ البلد سيؤدي لا محالة لانهيار البلد وتفككه .. ختاما أقول .. ادعموا جهود حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رحمة ببلدكم وشعبكم وإنقاذا له من الانهيار والتفكك …