آخر تحديث:
بقلم:علي الكاش
إن شمول داعش بالإرهاب وإستثناء أغلب الميليشيات الشيعية منه أثبت بما لايقبل الشك إزدواجية المعايير عند الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والأمم المتحدة بل العرب أيضا في التعامل مع مسألة الإرهاب ـ ولسنا بصدد الدفاع عن تنظيم الدولة الإسلامية مطلقا ـ مع إن مسيرة الإرهاب الميليشياوي الشيعي مستمر منذ الغزو الأمريكي للعراق ولحد الآن مع إختلاف المسميات، إبتداءا من جيش المهدي وإنتهاءا بالحشد الطائفي. صحيح ان الولايات المتحدة أدرجت زعماء بعض الميليشيات الشيعية على قائمة الإرهاب كحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق والنجباء، لكن المفقس الرئيس لهذه الميليشيات هو جيش المهدي بتسميته الجديدة (سريا السلام) بعد ان تلطخت ايادي هذه الجيش بدماء الأبرياء، بقي مع كل إرهابه بمنأى عن قوائم الأرهاب، وهذا أمر يستدعي الريبة! مع بقاء سياسة القتل والقمع كمنهج ثابت للطاغية مقتدى الصدر وميليشيته الإرهابية، وهذا ما شهدناه في هجوم أصحاب القبعات الزرقاء في قتل وجرح المئات من المتظاهرين السلميين في انتفاضة تشرين الأول عام 2019.
وهنا لابد ان نشحذ الذاكرة دائما بالحرب الأهلية عام 2006 التي لا يزال مذاقها مرُ في فم أهل السنة، مع أن الأمن الداخلي والخارجي حينها كانا من مسؤولية قوات الإحتلال حسب القانون الدولي، لكنها سمحت للميليشيات الشيعية والجيش والشرطة وبقية الأجهزة الأمنية بإبادة جماعية لأهل السنة وتم القتل على الهوية، ولم تُعتبر تلك الأفعال الوحشية والإبادة الجماعية نوعا من الإرهاب! مع إنها تصنف إرهابا وفق التعريف الدولي والامريكي للإرهاب. فقد عرفت الولايات المتحدة الامريكية الإرهاب وفقا لقانونه( U.S Code. Section 2656f”d) بأنه “العنف المتعمد المدفوع بعوامل سياسية والمرتكب ضد أهداف مدنية على أيدي جماعات لا تتمتع بالمواطنة أو عملاء سريين، ويكون هدفه عادة التأثير في جمهور معين”. ذكر تشومسكي” عندما تتطور أزمة إنسانية فهناك ثلاثة خيارت متاحة لغير المتورطين بها، الاول العمل على تصعيد الكارثة، والثاني الامتناع عن عمل أي شيء، والاخير محاولة تخفيف الكارثة”. والحقيقة إن قوات الغزو الامريكي إستبعدت الخيار الثالث عام 2006! فكانت المجزرة الكبرى.
إن الإرهاب الذي مارسته الميليشيات لعشر سنوات ضد أهل السنة كان لا بد أن يُولد إرهاب مقابل يساويه في القوة ويعاكسه في الإتجاه. وحتى لو إفترضنا جدلا إن تنظيم الدولة الإسلامية سينتهي بعد بضعة سنوات على أقل تقدير وثلاثين سنة على أبعد تقدير حسب التحليلات الدولية، فهذا لا يعني إنتهاء التطرف المذهبي في المنطقة أو عقم الحركات الدينية المتطرفة عن العمل والتفقيس. ربما القادم من الأيام أشد وطأة وأقوى وأعنف من داعش طالما إن جزاري بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ونظام الملالي الحاكم في طهران وخدامه في النجف يصبون الزيت على نار التحريض الطائفي.
الإرهاب يولد إرهاب، والظلم يولد إرهاب، والطائفية تولد إرهاب، والفساد الحكومي يولد إرهاب، والتهميش يولد إرهاب! عندما تستأصل الأسباب حينها فقط ينتهي الإرهاب تلقائيا دون الحاجة الى الحلول العسكرية التي أثتت فشلها في إنهائه. وهذا ما لم يفكر به أو يعمل بموجبه الأطراف التي تحارب الإرهاب. فالموصل ابرز مثال، لقد دمروا المدينة تدميرا كاملا بنسبة 90% تحت حجة التحرير! علما ان رئيس الوزراء الأسبق المالكي هو من أطلق سراح اكثر من (1000) داعشي من سجن ابي غريب بإعتراف وزير عدله وهو شيعي من حزب الفضيلة (يتندر عليه العراقيون بحزب الرذيلة)، وهو من أمن لهم الخروج الى سوريا بعجلات حكومية، وهو من أمر القوات العسكرية (ثلاثة فرق عسكرية وافواج من قوات الطواريء والشرطة) بالإنسحاب من الموصل وتركوا جميع الأسلحة ورائهم، (حتى ان أهل الموصل يتندروا على الجيش المهزوم بأنهم هربوا يهورنات ـ أبواق سيارات داعش، اي بلا قتال). لذا شيعة السلطة هم من سمحوا لداعش بإحتلال الموصل، وهم من حررها حسب زعمهم بالتعاون مع قوات التحالف، دون أن تفكر قوات التحالف بكيفية سقوط الموصل. والطريف ان الحشد الشيعي يدعي انه هو الذي حرر الموصل متناسيا دور قوات التحالف والجيش العراقي، علما ان دوره ضئيل جدا وما إستطاع ان يحرر شبرا واحدا دون معونة قوات التحالف الدولي التي شنت (13000) غارة على قوات التنظيم الإرهابي. ولإبعاد الرأي العام عن الحقيقة تم إخفاء نتائج تحقيق سقوط الموصل في البرلمان ولم يقبل الأخونجي رئيس البرلمان العبد الايراني الذليل (سليم الجبوري) بمناقشة نتائج التحقيق بناءا على توجيهات من الجنرال سليماني، لأنهم ارادوا بناء قوة ميليشياوية تضاهي الجيش العراقي، أسوة بالحرس الثوري الايراني تبلورت بما يسمى بالحشد الشعبي.
لو لم يجد تنظيم الدولة الإسلامية قاعدة جماهيرية مظلومة إحتضنته ما نجح كل هذا النجاح. ونجاح التنظيم يعني بالنتيجة فشل إدارة الدول التي يهيمن عليها الشيعة، علما ان كافة المؤسسات العسكرية والأمنية يهيمن عليها الشيعة كوزارة الداخلية، والأمن الوطني، وجهاز المخابرات، والاستخبارات العسكرية وقوات سوات، وقوات التدخل السريع، وقوات مكافحة الأرهاب، وقوات مكافحة الشغب، ووزارة الدفاع بإستثناء الوزير، الحقيقة ان الوزير السني أشبه بغطاء البالوعة، فهو مجرد ديكور لا يحل ولا يربط، يتم تعيينه بموافقة ايران، وبعد ان يؤدي قسم الولاء للولي الفقيه، ويسلمه الحبل الذي يربط رقبته، عندها يخلع عليه الولي الفقية لجامه ويلبسه للوزير العراقي. وأول كلام ينطق به وزير الدفاع العراقي يتمثل في التعبير عن شكره لإيران وانه ولا ايران لكان العراق قد إنتهى، وهي مقولة مستعارة من عملاء ايران كهادي العامري وقيس الخزعلي وفالح الفياض وغيرهم من عبيد ولاية الفقيه.
إن كل إنتصار يحققه داعش يمثل هزيمة للحكومة. وكإن توسع قاعدته جماهيريا حسبما تشير مصادر من يحاربه، ناجم عن إستمرار مظلومية أهل السنة من إبادة جماعية وقصف بالطائرات والمدفعية الثقيلة، وحرق بيوت الله وتدميرها او تحويلها الى بيوت للحسين (حسينيات) علاوة على التهجير الطائفي وحرق البيوت والمحلات بعد نهبها من قبل القوات الحكومية والحشد الطائفي ومنع عودة المهجرين، والتمثيل بالجثث والقتل على الهوية، هذه كلها روافد تعزز قوة تنظيم الدولة الإسلامية. وإستمرار هذه السياسة الطائفية للحكومة وحلفائها، يكون ثماره دائما في سلة داعش، ومن الصعب تفسير إصرار الحكومة على هذا النهج الشاذ.
صحيح إن تنظيم داعش الإرهابي يثير علامات إستفهام قلقة حول سلوكياته ومن الصعب تفسيرها، سيما إنها لا تتعامل مع وسائل الإعلام، وتضع قيودا حادة عليه، مما يصعب علينا فهم سياسة التنظيم، مقابل ذلك فإن ماكنة الإعلام العالمي والعربي تصب جام غضبها على التنظيم حقا وباطلا، فيزيد الأمر من حيرتنا، أن تسمع آلاف الأصوات من طرف محارب، ولا تسمع صوتا واحدا من الطرف الآخر، فمن الصعب الحكم على القضية. وقد لا يكون حكمك منصفا سيما ان الحكومة وحشدها الشعبي لا يقلان عن داعش ارهابا؟
وهنا استذكر امرا مهما كان السيد محمد سعيد كاظم الصحاف وزير الإعلام السابق يمارسه وهو برأينا المتواضع مهما جدا، كان يتصرف بحكمة عالية عند الحكم على طرفي متعارضين، عند حدوث مشكلة مثلا بين مدير عام وموظف صغير، يقرأ السيد الصحاف مطالعة المدير العام عن الموظف الضحية، ثم يسأل أين الصوت الآخر؟ أريد إن أسمع صوت الآخر لأعرف الحقيقة، ولا يحكم الا بعد الإطلاع على الصوت الأضعف.
إن التعتيم الإعلامي المفرط من قبل داعش، والتضخيم الإعلامي من قبل وسائل الإعلام العالمية والمحلية عن المارد الداعشي والمغالاة في أمره مع التغاضي عن بقية الميليشيات الإرهابية هو من أهم الأسباب التي تربك الكاتب المنصف، وتجعله يتجنب الخوض في هذا الموضوع الشائك، لأن الإعلام المحلي والعالمي موجها وليس حرا سواء في الدول المتقدمة أو غيرها، صحيح انه في العالم المتقدم أكثر حرية وانفتاحا عما هو عليه في العالم الثالث، ولكن هذه الحرية محددة بأطر وضوابط حكومية. أشار الكاتب والمحلل السياسي الامريكي جيف سيمونز إلى وثيقة لشبكة (سي ان ان) بعنوان ( تذكير بشأن سياسة الموافقة على النصوص) تُلزم ع جميع المراسلين الامريكيين أن يرفعوا النصوص من أجل الموافقة عليها، ولا يسمح بإذاعة أي نص إلا اذا كان مختوما حسب الأصول بموافقة مدير مفوض بذلك الأمر”. هذه الضوابط في بلد الحرية الأول في العالم كما يسمونه، فما بالك بالدول المتخلفة؟ لاحظ التكتم على تقرير الكونغرس حول أساليب التعذيب التي مارستها وكالة المخابرات الأمريكية وقواتها في العراق وإفغانستان والتكتم عليها طوال هذه السنين، مع إنها لا تتضمن سوى النزر اليسير من الكارثة.
سنورد بعض من العقد المحيرة عن تنظيم الدولة الإسلامية الذي أساء للإسلام وشوه صورته وخدم أعدائه خدمة لا تُثمن، كما فعل تنظيم القاعدة قبله.
-
جاء تنظيم الدولة الإسلامية كردة فعل طبيعية ضد الميليشيات الشيعية المسعورة التي إرهبت أهل السنة، وقامت ولا زالت بإبادة وحشية لهم، وهي معروفة للجميع لا تحتاج إلى التفصيل، وتمت بمشاركة حكومات حزب الدعوة العميل. ولكن داعش قتلت وأعدمت لحد الآن من أهل السنة أكثر مما قتلت من عناصر الميليشيات الشيعية!
-
فتحت داعش عدة جبهات بلا مبرر، وإسلوبها هذا يفتقر إلى الحكمة أو إستراتيجية عسكرية معقولة ومقبولة، منها جبهات ضد الأكراد والأيزيدين والصحوات والعشائر السنية في العراق، وشبيحة الأسد وحزب الله في سوريا، وضد الجيش اللبناني، مع إنه العدو الأول المفترض لها هي الميليشيات الشيعية التي تديرها ولاية الفقيه.
لاشك إن تشتيت القوة العسكرية لداعش على عدة جبهات مع قلة عناصره مقارنة بقوات الحكومتين السورية والعراقية ومشاركة الميليشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني وحزب الله والجيش اللبناني، وإفتقار التنظيم إلى الإسناد الجوي والبحري والصواريخ البعيدة المدى، أمر يثير الحيرة ولا يتوافق مع المنطق، فما الحكمة من وراء تشتيت قوة التنظيم بهذه الفوضى. اليس من المفروض ان تتم الخطة بتصفية القوى المعادية حسب خطورتها وقوتها كخطوة أولى، وبعدها يتم الإنتقال الى الخطوة الثانية وهكذا.
-
أضاع التنظيم فرصة ذهبية في التحلى بصفة التسامح الديني والمذهبي، وبدلا من يفتح ذراعيه للأقليات الدينية كالمسيحيين والأيزيدية ويحتضنهم لأنهم أيضا تضرروا من الممارسات الإرهابية للميليشيات الشيعية وظلم حكومات حزب الدعوة العميل، فإذا به ينكل بهم دون أي ذنب إقترفوه. نحن لا نحمله مثلا ذنبا عما فعله مع شيعة تلعفر وجحوش أهل السنة مثل البو نمر والفهداوي والعلواني لأنه لا أحد يجهل ممارساتهم العدوانية ضد أهل السنة قبل ان ينالوا جزائهم العادل عما إقترفوه من جرائم وخيانات بالتعاون مع قوى الإحتلال وإضطهاد أهل الأنبار، لكن ما الذي فعله المسيحيون والإيزيديون لينتقم منهم؟ ونحن لا ننطلق من الحديث عن التهويل الإعلامي حول ما حصل، بل عن حقيقة ما جرى!
الأيزيدية شعب مسالم معروف بعراقيته الصميمية وحرصه الشديد في التمسك بالضوابط الوطنية ولا يمكن لمنصف ان يتجاهل دورهم في حماية العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها. الإنتقام يكون له سبب ومبرر وتوازن مع الخسارة! فما هو السبب والمبرر؟ ولو كان عند التنظيم على سبيل الإفتراض له مبررا كافيا ِ! فما هو ولماذا لا يوضحه للغير؟ ونحن لا نتحدث أيضا عن تدمير المزارات والمراقد مع إننا نعتبر حرية العبادة مضمون إسلامي واضح أشارت إليه عدة سور في القرآن الكريم، ولكن الحديث ينصب عن النفس التي كرمها الله، وحرم قتلها إلا بالحق. كما إن جرائم البيشمركة ضد الأيزيديين إنسحبت على داعش دون ان يوضح موقفه منها أو يتبرأ منها! والغريب إن داعش يحارب البيشمركة من جهة ويتضامن معهم في التنكيل بالأيزيدية من جهة أخرى! مع إن البيشمركة كما يفترض هي المسؤولة عن حماية الأيزيديين ولكنها تبرأت منهم في سابقة خطيرة لها تداعيات واضحة في المستقبل ولا سيما في مجال الثقة بين الطرفين. ومما زاد الطين بله ضم قوات حزب العمل التركي الإرهابي الى الحشد الشعبي، وهو حاليا المسيطر على قضاء سنجار
-
إغتصب التنظيم الإسلامي ثورة العشائر العراقية التي ناضلت عن حقوقها ومظلوميتها وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى قبل ظهور التنظيم في نيسان عام 2014. لا حظ وسائل الإعلام الدولية والعربية والعراقية اليوم! لا أحد منها يتحدث عن ثورة أهل العشائر ولا عن الحقوق التي طالبوا بها خلال سنوات الإنتفاضة والتي تجاهلتها حكومات حزب الدعوة العميل. لقد أختزلت الإنتفاضة بداعش، مع إن داعش لم يظهر إلا بعدها. وكانت من آثار هذه الظاهرة كما عبر عنها رئيس مجلس ثوار العشائر علي حاتم السليمان أن ” ثوار العشائر كانوا قد أوقفوا العمل المسلح منذ تاريخ 15/6/2014، لكي لا يختلط عمل الثوار المطالبين بالحقوق المشروعة مع العمل المتطرف الذي تمارسه داعش والميليشيات”. بالطبع لا أحد يقر هذا اللغو! لعدة أسباب:
أ. لم تتوقف العشائر عن القتال، لإن الحكومة حينها بقيت تتجاهل مطالبهم ولم تنفذ أي مطلب منها، كانت مجرد وعود كاذبة من نوري المالكي، إونتهت مع تسلم العبادي المنصب.
ب. شنت حكومة العبادي وقوات التحالف الدولي الغارات الجوية واستخدمت البراميل المتفجرة والقصف المدفعي على الأحياء السكنية لأهل السنة ومنها الفلوجة، لذلك فالحديث عن خلط الأوراق الذي تحدث به السليمان هو في الحقيقية لغط وخلط أوراق أيضا.
-
لم يتطرق التنظيم إلى الدور الإيراني التخريبي في العراق! ولم يتعرض إلى المراجع الدينية في طهران والنجف مع إنهم أصدروا فتاوي بمحاربته وأهمها فتوى الحشد الطائفي! وهذا لغز من الصعب تفسيره، فقد تهجم التنظيم على فقهاء السعودية كأنهم هم من أصدروا فتوى الجهاد الكفائي ولم يتطرق مطلقا الى علي السيستاني وهو كما يفترض عدوهم الأول!!! ولم يتحدث التنظيم ابدا عن الحرس الثوري الايراني ولا عن الحشد الشعبي، مضيفا طلسما آخرا الى طلاسمه المحيرة.
ولم يُوقظ التنظيم خلاياه النائمة في طهران، ولم يقم بمهام عسكرية داخل إيران مع إن الحدود العراقية الإيرانية مفتوحة أمامه وتسمح به بالقيام بفعليات ضده! بل لم يقم التنظيم ايضا بأية فعالية عسكرية ضد الحرس الثوري والميليشيات الشيعية في سوريا، وهذا طلسم إضافي.
في حين أن من يقود الحرب ضد التنظيم في العراق وسوريا ولبنان هو الجنرال المقبور سليماني. كما إن الحرس الثوري الإيراني يشارك في المعارك ضد داعش، علاوة على معرفة التنظيم بالدعم المالي والتسليحي والتدريبي الإيراني للحشد الشعبي الذي يحاره. فما الذي يجعله مكبل الأيادي أمام نظام الملالي؟ في حين إنه طالب عناصره بشن هجمات على النظام السعودي ووصفها برأس الأفعى، مهددا ومتوعدا بفتح بركان الجهاد، ومطلقا وصف آل سلول على جلالة الملك السعودي والأسرته المالكة,
-
من المؤكد إن للتنظيم قوة صاروخية حصل عليها سواء من سوريا او العراق، بعد إحتلال الموصل، وربما من أطراف اخرى اي السوق السوداء، وهذا ما شاهدناه في أفلام وثائقية، مع هذا لم يستهدف التنظيم المنطقة الخضراء بصواريخه، وهو يعلم إنها موطن العلة والداء، ولم يستهدف أي من أعيان مجلس النواب والحكومة، فطرائده خارج المنطقة الخضراء. وهذا أمر يصعب تفسيره وقبوله.
-
تحدى التنظيم إدارة الرئيس الامريكي السابق أوباما وهدد بأن جنودة ومستشاريه سيُقبرون في العراق في حال إرسالهم، وقبل أوباما التحدي وأرسل ما يقارب ثلاثة آلاف من قواته العسكرية تحت غطاء المستشارين، وكانوا يُقيمون في مقرات وقواعد عسكرية يعرفها التنظيم جيدا، ولم تخسر القوات الأمريكية سوى جنديا واحدا كما أشيع. فلماذا لم يَبر التنظيم بوعده؟ الأمريكان تحت مرمى النيران! فماذا ينتظر؟
-
أخطأت القيادة الكردية في الدخول كطرف ضد تنظيم داعش سيما إن الإقليم منتعش إقتصاديا، ويرفل بالسلام والأمن والرخاء. والقيادة الكردية تعرف جيدا ان الجيل الحالي من الأكراد الذي عاش السلام وحياة الرفاهية والرخاء، هو ليس جيل المحاربين القدامى الأقوياء في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وبعد إن تكبدت البيشمركة خسائر أولية حيث” أعلنت وزارة البيشمركة في اقليم كردستان عن مقتل (727) عنصرا من القوات الكردية وجرح (3564) وفقدان (34) آخرين، خلال المواجهات ضد دولة الخلافة منذ التاسع من حزيران 2014″. مما حدا بالبرزاني الى الإستنجاد بقوات التحالف ليخرجوه من هذه الورطة، لكن البرزاني لم يرعوٍ! فقد أرسل قوات من البيشمركة الى كوباني لمقاتلة داعش، وكان من المتوقع أن يقوم التنظيم بعمليات نوعية في الإقليم تجعل البرزاني يعظ إصبعه بسبب تخبطه السياسي والعسكري، ولكن المفاجأة إن التنظيم الإرهابي لم يقم سوى بعمليتين عسكريتين فقط في الإقليم احداهما في أربيل بتأريخ 18/10/2014 ، على العكس مما كان متوقعا! وهذه ليست دعوة لإشعال الحرب كردستان وإنما تساؤل مشروع لا أكثر! فالأقليم جزء من العراق ونحرص عليه كما نحرص على بقية الأجزاء. إن الأمر المثير في عملية أربيل ان التنظيم كما تبين لم يقم بها أصلا بل ولم ينكر مسؤليتها عنها، فقد صرح عضو اللجنة الأمنية في برلمان كردستان، قادر عثمان رسول، في حديث صحفي إن “المسؤولين عن انفجار أربيل هم شبكة إرهابية تضم تسعة أشخاص، ستة من أعضائها من سكنة كركوك من العرب، والباقين من الأكراد، وأكد مصدر أمني كردي رفيع، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الانتحاري الذي فجر نفسه داخل السيارة المفخخة، هو كردي من إيران، يدعى بيشتيوان الكردي”.
-
مع نقدنا السابق للتنظيم بشأن فتح عدة جبهات تستنزف قواه وتشتتها، لكن الغريب أنه ليس للتنظيم موقفا واضحا تجاه الكيان الصهيوني! مع أن هذا الكيان المسخ والولايلات المتحدة هما وجهان لعملة واحدة، وهذا مما لا يجهله التنظيم. يبدو إن الصهاينة أنفسهم مندهشين من موقف داعش إتجاههم، فقد ذكر الباحث الإسرائيليّ (رؤوفين باز) في دراسة نشرها موقع مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب” أن اليهود واليهوديّة لا يتواجدان في قاموس أعداء الدولة الاسلامية حتى اللحظة”.
-
تنصل داعش عن أمه الحقيقية تنظيم القاعدة وناصبها العداء، فقد أعلن المقبور أبو بكر البغدادي التمرد على أوامر أيمن الظواهري، وكذلك الحال مع جبهة النصرة! حيث ذكر (توم جوزسلين) المحلل الأمريكي في شؤون الإرهاب” في حالة توقف سفك الدم بين الطرفين فمن السهل عليهما التركيز على قتال الأسد”.(صحيفة الإندبندنت). مع إن العدو كما يفترض واحد. وكما يقول المثل الشائع ” عدو عدوي صديقي”. وهذا ما نلاحظه متجسدا في وحدة الميليشيات الشيعية تجاه أهل السنة بشكل عام. بالرغم من الإختلاف الفكري والمرجعي لها، لكنها موحدة جميعها في جبهة شيعية واحدة، فالميليشيات الشيعية في العراق تقاتل مع الرئيس النصيري في سوريا، والحوثي الزيدي في اليمن مع ان الإثنى عشرية تكفر النصيرية والزيدية، بل ان ايران تقف مع المسيحيين في لبنان ذد أهل السنة، ومع الأرمن المسيحيين ضد الشيعة الأذربيجان.
-
لا أحد يجهل وجود عناصر داخل التنظيم جاءوا من الولايات المتحدة والدول الأوربية لمحاربة الكفار وأعداء الإسلام كما يزعم داعش. فقد أعرب رئيس الاستخبارات السويدية (أندرز ثومبرغ) عن اعتقاده بأن نحو (300) سويديا انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.( في حديث له مع الإذاعة العامة في22/11/2014). كما كشف وزير الداخلية الألماني (توماس دو ميزيير) أن حوالي (550) ألمانيا توجهوا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. (لقاء مع شبكة فونيكس الألمانية). الغريب في أمر هؤلاء المقاتلين الأجانب إنهم لا يحاربون الكفار في بلدانهم بل يأتون للعراق وسوريا لمحاربتهم!
طالما ان الحكومات الأوربية تخشى حاليا من عودة دواعشها لبلدانهم خشية قيامهم بعمليات إرهابية! لكن لماذا لم يعتبر التنظيم هؤلاء المقاتلين خلايا نائمة في بلدانهم أو يكلفهم بعمليات نوعية داخل البلدان التي يعيشون فيها بدلا من مجيئهم للعراق وسوريا؟ بمعنى أبسط وأوضح، لماذا لا يقوم هؤلاء المقاتلون القادمون من الولايات المتحدة على سبيل المثال بالجهاد في الولايات المتحدة نفسها ضد قوات المارينز وبقية القوات الأمريكية، بدلا من المجيء الى العراق يأتوا وسوريا لمقاتلتهم؟
-
عندما ينسحب التنظيم من مدينة أو قرية كان يسيطر عليها سابقا، يترك أبنائها لقمة سهلة في فم الميليشيات الشيعية والحشد الطائفي، وما حدث في جلولاء والمقدادية وبعض القرى في صلاح الدين خير شاهد على ذلك، فقد فتكوا بأهل السنة فتكا بجريرة داعش وقتلوا وإعتقلوا الشباب، وحرقوا المساجد ونهبوا البيوت والمحلات التجارية، ومنعوا عودة المهجرين من أهل السنة لديارهم، وهناك مشروع طائفي لإسكان أهالي الحشد الطائفي ممن لا يمتلكون بيوتا في دور المهجرين. فهل خدمت داعش حقا أهل السنة بطريقتها هذه؟ وهل وجدت حلا لهذه المشكلة التي يدفع ثمنها الأبرياء بلا مبرر؟