قد يظن البعض أنّ إطلاقنا صفة الجنرال على المعمم عبد الحليم الزهيري عرّاب صفقات الفساد في حزب الدعوّة هو نوع من السخرية والتّهكم , لكنّ هذا المعمم الذي جعل من عمامة رسول الله عنوانا للفساد والسمسرة , يحمل فعلا رتبة لواء في الجيش العراقي منحت له مع العديد من كوادر الدعوة والمجلس الأعلى بعد سقوط نظام صدّام باعتباره القائد العسكري الذي دخل بغداد وأسقط نظام صدّام المجرم .. والجنرال الزهيري لايختلف عن كلّ جنرالات أحزاب الإسلام السياسي التي حققت أروع الانتصارات في ساحات النهب وسرقة المال العام والفساد بكل أنواعه حتى بما في ذلك الانحطاط الأخلاقي والسلوكي .. وحين يعمل على تعيين ولده في أرقى المناصب العليا في الدولة فهذا حق له , وليس كرار العلاق الذي أصبح محافظا لبابل بأفضل من أبنه المحروس علاوي .. كلامنا ليس موّجها للجنرال الزهيري الذي أهان العمامة والدين والمذهب بسلوكه المشين , والذي يدّعي أنّه المسؤول عن ملّف علاقة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وكذلك ملّف علاقته بإيران , ولا لكل العمائم التي على شاكلة هذه العمامة السوء , بل كلامنا موّجه لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي أوعد الشعب بالقضاء على المحاصصات السياسية والطائفية , وإلى مستشاره للأمن الوطني الجديد قاسم الأعرجي ..
الحمد لله أنّ حكومة مصطفى الكاظمي لم تترك موبقة سياسية إلا وعملت بها من فساد مالي كتجديد الحكومة لعقود شركات الهاتف النهاب , إلى ضياع هيبة الدولة وعدم الكشف عن قتلة المتظاهرين والذين قاموا بعمليات التجريف , إلى خرق السيادة من قبل إسرائيل وأمريكا وتركيا , إلى ضعف الخدمات والتعيينات غير المدروسة , وآخرها المحصصات الكارثية التي تتم على شكل دفعات بعيدا عن الأضواء .. وآخرها تعيين علي عبد الحليم الزهيري مديرا عاما للمكتب الوطني للتصاريح الأمنية حسب الأمر الإداري 375 في 25 / 08 / 2020 والموّقع من قبل مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي .. وبدوري اسأل السيد رئيس الوزراء ومستشاره للأمن الوطني , ما هي مؤهلات علي عبد الحليم الزهيري ليتبوأ مثل هذا هذا المنصب ؟ وما هي خبرته الأمنية ومن أي كلية أمنيّة قد تخرّج ؟ وهل خلا البلد من الكفاءات الأمنية لتسلّم هذه المناصب الحسّاسة والمهمة لصبيان جنرالات الدعوة والمجلس وباقي الجنرالات ؟ هب أنّكم لا تخجلون من أنفسكم , ألا تخجلون من شعبكم الذي أوعدتموه بالإصلاح والقضاء على المحاصصات اللعينة ؟ وهل تتصوّر يا جناب رئيس الوزراء أن عيون الشعب نائمة عنكم وعن محاصصاتكم التي أزكمت الأنوف ؟ وهل أنّ الأوامر الإدارية والوزارية القاضية بتكليف كل من عزيز ناظم عبد حمادي الذي تمّ تكليفه المدير العام للمديرية العامة للتنمية الصناعية في وزارة الصناعة والمعادن بموجب الأمر الديواني رقم 151 في 29 / 07 / 2020 , وتكليف الدكتور حسن مؤمن ليلو الساعدي بمهام مدير عام وقايةالمزروعات وكالة بموجب الأمر الوزاري الذي يحمل العدد 770 في 01 / 07 / 2020 , وتكليف شاكر فريح نزال بمهام مدير عام الثروة الحيوانية وكالة بموجب الامر الوزاري رقم 769 في 01 / 07 / 2020 , وتكليف محمد جاسم ناصر حسين الزهيري بمهام معاون مدير عام الدائرة الإدارية والمالية / للشؤون الإدارية فيوزارة الزراعة وكالة بموجب الأمر الوزاري 805 في 13 / 07 / 2020 , قد تمّت بناء على اساس الكفاءة ومبدأ إحلال الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ .. إلى أين أنت سائر يا دولة رئيس الوزراء ؟ وماذ تهدف من وراء العودة للمحاصصات التي أنهكت البلد وألقت به إلى الحضيض ؟ هل هذه هي حكومة الإصلاح التي أرادها الشعب العراقي منكم يا قادة شيعة السلطة هادي العامري ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي ؟ .. والله الذي لا إله إلا هو سيكون حسابكم عسيرا من الشعب قبل حساب الله تعالى يوم الحساب الأكبر .. أمّا أنت يا جنرال حليم تبوأ مقعدك في الدرك الأسفل في قعر جهنم ولتنفعك الأموال التي سرقتموها من الشعب العراقي ..