الكاظمي .. يرّد بالفعل لا بالقول على بيان المرجعية الدينية العليا
آخر تحديث:
بقلم:اياد السماوي
بعد أقل من يوم واحد على بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف الذي طالب حكومة الكاظمي باتخاذ خطوات جادة واستثنائية لمكافحة الفساد وفتح الملّفات الكبرى بهذا الشأن حسب الإجراءات القانونية وبعيدا عن أي انتقائية لينال كلّ فاسد جزاءه العادل وتسترجع منه حقوق الشعب مهما كان موقعه وأي كان داعموه .. يأتي الرّد بالفعل لا بالقول على بيان المرجعية الدينية العليا , سريعا ومباشرا من قبل الكاظمي على دعوة المرجعية بضرورة التصدّي للفساد والفاسدين وإنهاء المحاصصات الطائفية والحزبية التي دمرّت البلد وسلّطت قوى الفساد على مقدّراته , وذلك بإصداره قائمة تعيينات مريبة وصادمة للمناصب العليا في الدولة .. وكأنّ لسان حال الكاظمي يقول للمرجعية ( طز بكم وبمرجعيتكم وبعمائمكم وبتوجيهاتكم , وما أصدرته من أوامر ديوانية بهذه التعيينات هو ما تريده الكتل السياسية الفاسدة التي اختبأت وراء مرجعيتكم وعمائمكم ) .. هكذا فهمت رسالة الكاظمي بهذه التعيينات المريبة والصادمة .. وفهمت أيضا أنّ بيانات الاستنكار التي أصدرتها كتلتي الفتح وسائرون وإعلانهم البراءة من هذه التعيينات , لم يكن كذبا ونفاقا وخداعا لأبناء الشعب العراقي فحسب , بل أنّ هذه البيانات هي قمة في الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت له هذه الكتل السياسية الفاسدة التي تمسك بالدولة ومؤسساتها ..
قائمة التعيينات التي اصدرتها حكومة الكاظمي الفاسدة والمجرمة , هي استمرار للنهج الذي اختّطه الكاظمي لنفسه منذ اليوم الأول لتشكيل حكومته التي جسدّت المحاصصات المقيتة بأسوء صورها واشكالها .. وقائمة التعيينات التي صدرت يوم أمس كانت مكملّة لقوائم التعيينات السابقة التي توّزعت على كتل سائرون والفتح والحكمة وتحالف القوى وباقي الكتل الفاسدة الأخرى , ولا جديد في هذه التعيينات سوى أنّها جاءت بعد أقل من أربع وعشرون ساعة على صدور بيان المرجعية الدينية العليا , لتعطي انطباعا أنّ توقيت صدور الأوامر الديوانية بهذه التعيينات هو رّد الكاظمي العملي على بيان المرجعية العليا .. المريب والصادم بالنسبة لنا هو تعيين أشخاص مدانين بالفساد كخالد العبيدي المدان من قبل مجلس النواب والذي سلّم جهاز المخابرات الوطني , وتعيين نزار قحطان المحال للقضاء بتهم تتعلّق بالفساد وكيلا أقدم في وزارة الكهرباء التي يسيطر عليها سائرون .. وبيان الرفض الذي أصدره سائرون التي حصلت على مناصب محافظ البنك المركزي ووكيل وزارة الداخلية للشؤون الإدارية والمالية ووكيل وزير الكهرباء .. هو استمرار لنهج الخداع والتضليل الذي تمارسه سائرون وتضحك به على ذقون السذّج من العراقيين .. وللإنصاف نقول أنّ سائرون لا يختلفون بالفساد قيد أنملة عن الفتح وتحالف القوى العراقية والحكمة ودولة القانون التي خرجت من المولد من غير حمص والكتل الكردية , وكل الكتل السياسية الأخرى التي توّرطت بسرقة ونهب المال العام العراقي .. فجميع هذه الكتل فاسدة ومفسدة ومتوّرطة بالفساد ولا استثني منها كتلة واحدة على الإطلاق .. وإذا كان هادي العامري ومقتدى الصدر صادقون بما أعلنوا عنه من رفض لهذه التعيينات المريبة والكارثية , ولا أظنهم كذلك .. فليذهبوا إلى قبّة مجلس النواب ويقيلوا هذا الكاظمي الذي سيسلّم البلد لأمريكا على طبق من ذهب .. فهذا الميدان يحميدان .. وليكفوا عن الكذب وخداع العراقيين .. كلمتي الأخيرة موّجهة لسماحة السيد محمد رضا السيستاني .. هل نمت أبا حسن ليلة البارحة , وهل غمض لك جفن بعد هذه الكارثة .. والله أنّي لم أنم ولم يغمض لي جفن … الهم عليك بهم جميعا فإنهم لا يعجزونك …