عدم ظهور شخصيات وطنية بالعراق .. يعني المستقبل ميؤوس منه

بقلم:خضير طاهر

رغم الكوارث والفواجع المتتالية والخراب الشامل … لكن كل شيء في العراق يخبرنا بالعقم والعجز الوطني عن إنتاج شخصيات شريفة قادرة على الإصلاح والتغيير ، يرافقه موت جماهيري شبه جماعي وتخلي المواطنين عن واجب الدفاع عن حقوقه وبلدهم .

بلد بحجم مأساة العراق حسب القوانين الطبيعية للمجتمعات يجب ان ينتج عناصر وطنية قيادية تطرح نفسها في الداخل أو الخارج لديها برامج إصلاح وتغيير تستطيع إستقطاب الجماهير وتلتف حولها .. لكن هذا الأمر لم يحدث ، بالمناسبة هذه حالة مزمنة في تاريخ العراق السياسي ، باستثناء ظهور شخصية الشهيد الوطني نوري السعيد .. عانى العراق من عقم ظهور ساسة وطنيين حقيقيين لغاية هذه اللحظة ، وهي مشكلة تتعلق بالبنية النفسية والعقلية للشخصية العراقية وعجزها عن إمتلاك صفات القيادة السياسية الشريفة (* )

ظهور ثوار تشرين وإستشهاد بعضهم .. حركة نبيلة ووطنية شجاعة ، لكن ليس هذا المطلوب بخصوص عملية التغيير ، فالهتافات والتظاهرات وتقديم الشهداء .. امام ميليشيات وحشية عميلة لإيران ، وشعب لاأبالي كسول وخائف .. الحراك المدني السلمي يصبح في هذه الحالة إنتحار جماعي وهدر للزمن والأرواح بلا فائدة ، فلا يوجد حوار أو ممارسة ديمقراطية حضارية بين المدنيين العزل ، وبين الميليشيات المتوحشة ، ومن الخطأ الكبير التوهم ان هذه الميليشيات ستسمح بإجراء إنتخابات نزيهة وصعود عناصر مستقلة من أبناء الشعب ليس لديها ولاء لعصابات الأحزاب وإيران .

الحقيقة التي لا نريد الإعتراف بها .. هي اننا شعب بدائي حالنا حال شعوب المنطقة – ماعدا إسرائيل المتطورة – وان هذا الشعب العراقي غير قادر على حكم نفسه فهو على صعيد النفسي والعقلي والأخلاقي لم يصل الى مستوى تحمل المسؤولية والتصرف بتوازن .. شعب مستواه العاطفي والفكري سول له إعتناق الشيوعية والقكر القومي والإسلام السياسي وكل هذه التنظيمات ينطبق عليها وصف العمالة والخيانة .. بمعنى هذا الشعب يعاني من خلل كبير في طبيعة التوازن المنطقي في مواقفه وخياراته وإنعكاسه على السلوك السياسي .. لاحظوا الخراب الكارثي يوجد الآن أكثر من مليون عميل عراقي لإيران بصورة علنية .. يمارسون التخريب بحرية ضد وطنهم!

إذا كان في مثل هذه الظروف الشعب العراقي لم ينتج القيادات التي تقدم الحلول الوطنية النزيهة ، فإن المستقبل يبدو ميؤوس منه ، وان البلد سيستلم لعصابات اللصوص والاحزاب العميلة ويتحول الى مجرد شركة لبيع النفط وتوزيع أمواله بين عصابات الأحزاب وإيران !

*- هانش أقترح زيارة قناتي الشخصية على اليوتوب ومشاهدة الفديوهات التي لها صلة بالموضوع : 1- العراق بلد ميؤوس منه / 2- ثبت بالتجربة العربي لايصلح الديمقراطية / 3- حاجة العقل السياسي العربي الى الفصل مابين السيادة والمصالح / واليكم رابط القناة