قلق طهران من الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الامريکي
آخر تحديث:
بقلم:محمد حسين المياحي
يخادع نفسه ويبتعد عن الحقيقة والصواب من يعتقد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سيقف مکتوف الايدي في خضم الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الامريکي ولن يکون له من أي موقف بهذا الصدد، وإننا لو نظرنا الى ماقد طرحته ميليشيا عصائب الحق(أحد الاذرع الرئيسية للنظام الايراني في العراق) من مطالب أمام مصطفى الکاظمي عشية زيارته للسعودية والامارات والتي تسعى من خلالها الإيحاء بأن کل ماقد نال العراق من إرهاب وقتل ودمار إنما کان بسبب من هاتين الدولتين وکإن نظام ولاية الفقيه لم يقم بإرتکاب أي شئ بحق الشعب العراقي، فإنه من غير المعقول أن يتم تجاهل هکذا حوار استراتيجي مع واشنطن.
من الواضح إن النظام الايراني ومن فرط إهتمامه بهذا الحوار، فإنه لم يسمح لأذرعه بأن تمارس عامل الضغط والابتزاز على حکومة الکاظمي، بل إنها تقوم بنفسها بذلك وحتى إن الزيارة غير المعلنة التي قام بها اسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الارهابي للعراق وإستغرقت يومين وإنتهت يوم الثلاثاء الماضي، يرى المراقبون السياسيون المهتمون بالشأن العراقي بأنه ذات علاقة بقضية الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الامريکي، خصوصا من حيث التأثير على مجرياته وجعلها لاتتعارض أو تخالف نفوذ وهيمة النظام الايراني على العراق وتحد من دور ونشاط أذرعه العميلة.
قاآنە وبحسب المصادر الاعلامية المطلعة، فقد إلتقى خلال زيارته غير المعلنة تلك بعدد من المسؤولين العراقيين وشخصيات سياسية وقادة عدد من الاحزاب والمليشيات الموالية لبلاده قبيل ساعات من انطلاق الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي غدا في محاولة للتأثير على مجرايته . وهذه هي المرة الثانية التي يحل فيها قاآني في بغداد عقب زيارته الاولى في نوفمبر 2020 . ومن دون شك فإن توقيت الزيارة مع إنطلاق هذا الحوار الاستراتيجي يعطي إنطباع واضح جدا عن مدى إهتمام طهران به وإنها عندما ترسل خليفة الارهابي المقبور قاسم سليماني، فإن ذلك يوضح شکل ومضمون الاهتمام الذي تبديه بهذه القضية.
رفض الناشطين لزيارة قاآني من جانب الناشطين العراقيين الذين إعتبروها بأنها قد جاءت من أجل التأثير على مجريات الحوار الاستراتيجي خاصة وانه لن يناقش التواجد العسكري الاميركي في العراق ضمن التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش، وأدانوها بإعتبارها ضمن مسلسل التدخلات السافرة المستمرة للنظام الايراني في الشٶون العراقية والتأثير السلبي على القرار السياسي العراقي على الصعيد الدولي وتقييده وإخضاعه لسياق وإتجاه يتفق ويتناسب مع دور ونفوذ النظام الايراني، هو في الحقيقة يعبر عن رأي ووجهة نظر الشعب العراقي بهذا الصدد وإن إبقاء الهيمنة والنفوذ الايراني على العراق يعني إبقاء کل مامن شأنه تهديد الامن والاستقرار في هذا البلد.