ونحن نعيش واقعنا السياسي والاجتماعي المتعب في العراق لابد لنا من وضع الصورة في مكانها وتحديد اولياتها والغاية منها لتطلع الاجيال الحالية واللاحقة على الحال ولتبني حياتها وفق متغيرات الاحداث وهي ايضا تذكرة للباقين .
في مرور سريع للاحداث الواقعة نشاهد ان الوضع تغير مرات عدة وحسب مايريده المخططون لذلك فمرة نراه توجه لاصلاح قسم منه وتغير حال الناس للعيش بافضل مما هم عليه ومرة نراه يشد الى الوراء من قبل ايدي محلية وخارجية لاتريد له الاستقرار والامان ومرة اخرى نرى تغليب مصالح دول الاقليم او البعيدة على مصالحنا الوطنية وبقوة نتيجة لسياسة التبعية الذليلة لمن يقوم بهذا الامر ومرة نراه يصارع ويصارع لرفض الذلة والتبعية ولكنه يفشل لان الخصم اقوى واقوى وخاصة اذا كان محليا مؤطرا بكل صفات الخيانة والتامر على البلد ومع وجود هذا الصراع يبرز هنا وهناك من ينادي بحرية الوطن ويعمل ويؤلف الناس ويلتحق به المخلصون على قلتهم ويحاول انقاذ مايمكن انقاذه وهنا يتعرض للبطش والقتل والاعتقال بحجة او باخرى المهم ان يتاخر عن تحقيق مايريد وايضا ياتي هنا التيار المعاكس للحرية وبادواته وماكنته الاعلامية وامواله التي تغدق بشكل كبير على الادوات الوقحة التي تنفذ مايريد وتكون هنا المعادلة غير متكافئة والسبب هو ليس نقصان المال لدى العراق وانما لوجود الفاسدين السراق الذين بددوا ثروة البلد ولم يضعوها في موقعها الصحيح فتصبح حاجة الناس ملحة للمال لاجل العيش فينحرف القسم الكبير ويجري وراء المال المغمس بالفساد والحرام ويحصلوا على فتاته مقابل اداء ادوار تخريبية او دعائية تضمن للفاسدين الاستمرار بالسلطة والتحكم بمصائر الناس .
بهذه النظرة السريعة لاحوال العراق نستطيع ان نجزم القول انه على المدى المنظور لايمكن للحال ان يتغير ويسير للاحسن بل على العكس ستكون هناك الارادة الدولية التي من شان تدخلها اعادة البلد الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي يجعل اموال العراق بحكم وبيد المؤسسة الدولية العالمية وهنا تقف كل المشاريع والخطط لبناء العراق ,ايضا يكون البلد عرضه للهجمات الارهابية وتغيير المشهد الامني للاسوء بسبب عدم القدرة على تسليح القوات الامنية لادامة زخم دفاعها عن العراق يقابله في ذلك تنامي القوى الارهابية وزيادة داعميها من الخارج ومن الداخل الذين لديهم اطماع في عودة عقارب الساعة الى الوراء وعودة الحكم الدكتاتوري المباد والتي الان تنشط ادواته للانقضاض على السلطة والانتقام من الجميع ,ايضا زيادة اطماع الدول في العراق على اساس ان جزءا من اراضيه تابع لهم ويتم تقطيع اوصاله امام صبيان السلطة من السياسيين بمعنى ان لايبقى شيء في العراق بصورته الصحيحة فكل الصور تتغير بدءا بالنسيج المجتمعي الممزق لغاية المعتقدات الدينية والمجتمعية والتي يراد ضربها وتشويه صورتها امام النشا الجديد حتى لايعرف مايحاك ضده ويكون اداة طيعة بيد العدو المتربص .
كل هذا وغيره يحصل الان والقادم اسوء وكلنا ننادي بالعمل والاخلاص والشرف والنزاهة والواجب وكانها شعارات تعتبر في واقع اليوم خيالية صعبة التحقيق واذا اعتبرنا جدلا ان هناك نوايا صادقة للتغير نحو الاحسن والاصلاح فهل هي بمستوى التحديات الكبيرة خاصة اذا ماعلمنا ان العراق يراد له ان يكون اداة بيد الغرب ينفذ مخططاته ويلعب دورا كبيرا في تحقيق فوضى الشرق الاوسط الخلاقة التي ابتدعتها كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية عام 2006 ابان حكم بوش الابن ويراد له ان يكون معبرا ومرتكزا لتحقيق اهداف لايقبلها مجتمعنا باي حال من الاحول قسم منها تهويد بعض مدننا التي تشهد الان اضطرابات بلا وعي وفتنة ودماء وخراب لا لشيء الا لوجود كذبة في اذهان اليهود ان العراق فيه كبار مراقد اليهود وحاخاماته الذين قضوا سابقا وتركوا اثارهم في مدن عراقية بعينها .
اننا اليوم امام واقع مر وصعب اسهم فيه بلا ادراك قسم كبير من سياسيينا وقسم اخر هو موجه لفعل هذا الشيء فاذا لم تتحد كلمتنا ومواقفنا وعملنا لن نستطيع درء الخطر عن وطننا مهما اوتينا من قوة لذا يجب لفظ الفاسدين والخونة والسراق والمجيء بشخصيات عراقية مشهود لها بالوطنية والاخلاص وان نتخلص من جزئياتنا التي اخرتنا وعلى راسها الطائفية والعرقية والعنصرية والمذهبية والحزبية لانه لايمكن عمل اي شيء بوجود هذه المفردات في اذهان العاملين وملاحظة اخيرة وان اطلت محاكمة كل من تسبب بازهاق الدم العراقي باي شكل ليصبح عبرة ودرسا للقادمين .هذه وجهة نظري اطرحها لجميع القراء نختلف في بعضها ونتفق في جزء اخر اطرحها لبراءة الذمة ومن جانب العمل بالمسؤولية الاخلاقية الملقاة علي .