من المعيب أن يشارك حزب في كتابة الدستور ، ثم يوجه منتسبيه بالموافقة عليه عند الإستفتاء ، ولا يثقفهم على كيفية إتخاذ القرار بأغلبية الأصوات ، التي تعني موافقته الحتمية والنهائية وإن رفض ممثلوا الحزب أو إمتنعوا عن التصويت على أي قانون أو قرار ، لموافقته المسبقة على آلية خضوعه لأصوات الأكثرية ، ولو كان الحزب صادقا في مخالفتها وعدم العمل في ظلها ، لما شارك في عضوية السلطات منذ الإحتلال سنة 2003 ولغاية تخلي حلفائه عنه ورميه في سلة المهملات ، ولعل التمتع بإمتيازات السلطة من السحت الحرام قد أغرته بالإستمرار ، ولم يبالي بعدها حين لم يعد حاضرا أو غائبا في أي مقعد يشغله حلفاؤه بدلا عنه لعدم الحاجة إليه ،
وعليه فليس من الصواب والموقف الصحيح والسليم والنزيه ، أن يدعي ذلك الحزب غير المؤثر وغير الفاعل ( خيال المآتة أو خراعة الخضرة ) منذ تأسيسه ، بأن قلة أعضائه هي السبب في تشريع ما تريده الأكثرية ، لأن تلك الزمرة القليلة العدد هي ذاتها حجما ونوعا وشخوصا ( لا تهش ولا تنش ) ضعيفة وهزيلة ، وما الإدعاء بخلاف ذلك إلا من أساليب التضليل والخداع الحزبي والسياسي الفاشل والفاسد تربويا ، التي تنطلي مبررات أكاذيبه على السذج والبسطاء من الناس ، وليس على من يعرف ألاعيب وخطى سير الأحزاب في دهاليز الظلم والظلام ، كما إن إنعدام الثقافة الإدارية والقانونية لدى قادة وأعضاء الحزب ، هي السبب في عدم عرض مسودة قانون واحد تقدم بها للبرهان على إدعاء أفضليته على بقية الأحزاب ، بدليل عدم فهمه لما تقدم أو أن مستوى الثقافة الدستورية والقانونية متدنية إلى حد فهم الموضوع بالمقلوب ، إضافة إلى عدم إستيعاب أو تجاهل أن العمل بموجب نصوص الدستور والقانون النافذين فرض ، والعمل على تعديل أو إلغاء بعض الأحكام واجب ، شريطة إمتلاك أدوات التنفيذ للفرض ، ومقومات القدرة والأهلية المهنية لواجب الإصلاح والتغيير ، وليس النقيق بمفردات اللغو الحزبي والسياسي الفارغ من أي مضمون أو محتوى عملي ورصين ،
أما وسائل خلط الأوراق وتعدد المواقف وإختلافها في الموضوع الواحد حسب مصالح الحزب الضيقة والهزيلة ، فلم تعد خافية ولا نافعة للحزب قبل غيره ، وإلا كيف يكون الحزب هو الأحسن والأفضل وهو من أحزاب الإحتلال وشريك لها في كل جرائمها ، ومنها ما تم ضد الحراك المدني الشعبي المستقل منذ سنة 2013 ولغاية الآن ، ولعل التصريح بالعمل وفقا لمصالح الحزب المنبثقة من مصالح الطبقة المسحوقة من العمال والفلاحين ، يستوجب الإستيضاح عن المتحقق من تلك المصالح خلال نصف قرن من الآن ، وكذلك عن الذي تم بموجبه التصدي وحسب مزايدات الأقوال من أن ( مصالح الاحزاب الاسلاميه بشقيها فساد ورذيله وسرقه وتهحير وقتل واختطاف وتخلف ) ؟!. ولسنا هنا بصدد المطالبة بتقديم الكشف التأريخي عن أمثال تلك الأفعال وإن كان ذلك من أبواب العدل والإنصاف ، إلا إن المتظاهرين المستقلين لا يحتاجون لأي حزب ، بل أعلنوا رفضهم لجميع الأحزاب مرارا وتكرارا وفي جميع الساحات بالليل النهار . ولكن الحزب غير القادر على فرض تواجده الهزيل في أي ساحة معارضة ، يلجأ دائما إلى الإتكاء على غيره من المستقلين أو التيارات ، يستجدي عطف هذا ويتوسل بذاك ، ومن ثم ينسب القول والفعل له بدون خجل أو حياء ؟!. لأنه لا يمتلك صوت المستقل ولا قلمه المهني الأصيل . ولأن صوت صرير القلم الحر والنزيه لا يتفاعل ولا ينسجم مع قلم الأجير الذليل ، فالأول لا تأخذه في الحق لومة لائم من أي حزب أو تشكيل ، والثاني فقاعة طفت فوق سطح ماء دجلة والفرات بعد الإحتلال . المستقل حر طليق لا تقيده ولا تحركه أيدي وأفكار وتوجهات حزب أو سياسي فاشل وفاسد في كل المقاييس . المستقل سعى من أجل وحدة مجاميع الحراك المدني الشعبي المستقل وإختيار إدارته ، والحزبي الذي لم يحصل على ما يساعده ويعاضده لتحقيق أحلامه ، عمل في سبيل تشتيت مجاميع الحراك ببث عناصره بين صفوفه بمختلف الصفات ، حتى إزداد عدد المجاميع ففقدت قوة وسيلتها في تنقية صفوف الحراك المستقل من المندسين الحزبيين ، ومن سوء المخاطبة بعد حين ، إستخدام أسلوب الهوشة بالقول ( يمعود اصحه شويه ) ، والمخاطب يقظ ونبه ومتنبه وليس بنائم أو غافل عما يريدون ، ثم وصفه ومخاطبته ب ( أنت غريب عجيب تفهم ماتريده فقط ) ، حقيقة يتمسك بها من يفهم ويعي ويدرك ما يريد على وفق ما هو مبين فيما تقدم . وليس في أدبياته أن يكون مع من لا يفقه معنى الحرف والكلمة والجملة الصحيحة والسليمة بحدود المقبول .
* لقد كتبنا ما لم يدرك الحزبيون معناه ، وما عليهم إلا إعادة قراءة سلسلة مقالات ( وفوق كل ذي علم عليم ) البالغة (12) مقالا من 2- 15/6/2017 . و ( الرسالة ) البالغة (11) مقالا من ٢–16/1/ ٢٠١٨ . و ( المراجعة ) البالغة أكثر من (60) مقالا للفترة من 15/7/2019 ولغاية 21/9/2019 وما بينها من الإيضاحات ، المنشورة على صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بنا ، ليعرفوا حقيقة مشاركتهم في التظاهرات إن خذلتهم الذاكرة بالنسيان ، وأمامهم (485) مقالا في كتابات ليعرفوا حقيقة مشاركة الأحزاب في سن تشريعات الفساد ، وخسأ من قال ( التجاهل من شيم العظماء ) ، لأن التجاهل من دلائل العجز والضعف والهوان لدى الجهلة والأغبياء ، ولا بد من أن تتم الإجابة عن كل سؤال عند مناظرة الأفكار ، لأن الكلام صفة المتكلم ، ومع الفارق بالقياس .. فإن الله هو العظيم وحده ، وقد عرفناه جل شأنه في علاه وآمنا به من غير أن نراه .. ولكننا سمعنا قوله ثم قرأناه ومن ثم فهمناه ووعيناه .. وبالإستناد إلى أول كلمة نزلت منه ( إقرأ ) .. قلنا للجميع تعلم قبل أن تتكلم . لأن حوار الطرشان والجدال لا ينفعان .