الانتخابات البرلمانية القادمة بين الحقيقة والوهم

الانتخابات البرلمانية القادمة بين الحقيقة والوهم
آخر تحديث:

بقلم: نجم الدليمي

اولا..الانتخابات البرلمانية بشكل عام وفي العراق المحتل بشكل خاص لم تولد الثقة للمواطن العراقي بأهمية وشرعية هذه الانتخابات والنتائج المرجوة منها اصلاً، اذ ادرك ويدرك اليوم الغالبية العظمى من الشعب العراقي ان هذه الانتخابات تجري وفق شعارات براقة ووهمية ومظللة وخادعة للغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي، وبالتالي ومنذ عام 2005 ولغاية اليوم لم يتم تحسين مستوى المعيشي للغالبية العظمى من المواطنين العراقيين، بل ان المستفيد الوحيد من هذه المسرحية الفاشلة والمحسومة النتائج مسبقاً لصالح النخبة السياسية الحاكمة، اي لصالح قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة في السلطة الحاكمة اليوم، والغالبية العظمى من اعضاء البرلمان وحاشيتهم تحولوا الى مليونيرية ومليارديرية من خلال السلطة وهم بالأمس كانوا فقراء في جميع المؤشرات، حتى يفتقدون للبدلة المناسبة من اجل ارتدائها ووووو؟.

ثانياً.. نبتعد عن لغة التحدي بل لغة العقل، هل يستطيع اعضاء البرلمان العراقي من الدورة الأولى عام 2005 ولغاية اليوم، وكذلك الوزراء والوكلاء والمديرين العامين في السلطة والقيادات العسكرية….. من ان يكشفوا عن الذمم المالية لهم منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم؟ وبشكل علني، وكذلك ايضاً قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم؟ الشعب يعرف كل شيء عن قادة السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية……، والحس الشعبي اليوم هو افضل دليل وبرهان على ان النظام الحاكم صالح او غير صالح للشعب العراقي، ولو يتم اليوم اجراء استفتاء شعبي ديمقراطي، حول النظام الحاكم وقيادته لكانت النتيجة واضحة ان هذه القيادة المتنفذة ليس لديها رصيد شعبي بالشكل الذي يتصورونه، لن يحصلوا على ثقة الشعب بأحسن الاحول ما بين 3-5بالمئة فقط مع التزوير في ذلك. هذا هي الحقيقة الموضوعية والمرة التي يجب أن يدركها قادة نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي الحاكم منذ عام 2005 ولغاية اليوم.

ثالثاً.. ان الوعود التي يقدمها المرشحون للبرلمان منذ عام 2005 ولغاية اليوم، لم يتم تنفيذ اي شيئ ملموس منها ، كلها وعود وهمية وكاذبة ودغدغة مشاعر المواطنين، واستخدام الاسطوانة القديمة-الجديدة اي اللعب على المشاعر القومية والطائفية ووووو بهدف كسب المواطنين وفي ظل مستوى الوعي الذي لا يتلائم والمرحلة التي يمر بها العراق والشعب العراقي وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمات والجانب الامني وووو؟.ان المواطنين بحسهم اليومي يدركون ان نظام المحاصصة المقيت لم يقدم لهم سوى الفوضى وعدم الاستقرار في كافة المجالات وتنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وتخريب منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة السياسية الحاكمة اليوم، وتفشي فايروس الفساد المالي والإداري وتشديد التبعية والتخلف للقوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالميه، وفقدان القرار السياسي والاقتصادي والعسكري المستقل بالنسبة لقادة نظام المحاصصة المقيت، والتدخل سواء بشكل مباشر اوغير مباشر من قبل قوي اقليمية ودولية في الشؤون الداخلية للعراق، وهذه ايضاً حقيقة موضوعية يدركها الغالبية العظمى من الشعب العراقي. وبالتالي فقدوا الثقة بالانتخابات البرلمانية،.

رابعاً.. نعتقد ان اهم العوامل التي حسمت وتحسم نتائج الانتخابات البرلمانية كافة هي الاتي ::

**دور راس المال الكبير والمتراكم لدى قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في السلطة ومن جميع المكونات الطائفية الثلاثة، الشيعة والسنة والاكراد، وهو في الغالب غير نظيف وغير مشروع وغير قانوني. فهذا يعد احد اهم عوامل الفوز في الانتخابات البرلمانية.

**دور كبير في عملية التزوير في نتائج الانتخابات البرلمانية من حيث عد الاصوات وكيفية عدها ولصالح من يتم عدها فالعبرة ليس في الانتخابات بل العبرة تكمن في كيفية احتساب الاصوات وفرزها النهائي. وهنا القوى السياسية المتنفذة لها باع طويل في ذلك.

**دور السلطة الحاكمة، التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية، فجميع القوانين الخاصة بالانتخابات وقانون الاحزاب وتشكيل المفوضية(( العليا المستقلة)) وووو،جميعها تم تفصيلها على مقاسات الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في السلطة بالدرجة الأولى، وهذا ما يدركه غالبية الشعب العراقي اليوم ومنها تظهر مشكلة عدم الثقة بالانتخابات البرلمانية ووووو؟.

**الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه اليوم في عملية الانتخابات البرلمانية يعود إلى وجود المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة اليوم، فهي تمارس نشاطها اللاقانوني واللاشرعي في عملية الانتخابات البرلمانية وباساليب عديدة ضد المواطنين، بين التهديد والترغيب والضغوطات المختلفة الاخرى لصالح احزابهم الحاكمة اليوم. وهذه هي ايضاً حقيقة ملموسة لا يمكن لأحد من انكارها.

**دور وسائل الإعلام المحلية المختلفة، صحف، تلفزيون، وكذلك وسائل النقل الخاصة والعامة تكون في خدمة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في السلطة، وهذه ايضاً حقيقة موضوعية.

**يلعب الدور الاقليمي والدولي دوراً مهماً وتحت اساليب متعددة بهدف ابقاء موازين القوى السياسية لصالحهم، اي لصالح حلفائهم في السلطة. هناك حقيقة موضوعية وهي ان قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم، قادة نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي لن يسلموا السلطة لغيرهم بالطرق السلمية لان قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في السلطة، وقادة نظام المحاصصة لا يؤمنون لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ولا بالتعددية السياسية، فهم يتحدثون بها بالاعلام من اجل الاستهلاك السياسي المحلي،ولكن في الواقع هم يمارسون الديكتاتورية عندما تقتضي الضرورة من اجل الحفاظ على السلطة، لان السلطة اليوم لديهم هي هدية قدمت من قبل قوي اقليمية ودولية وهم حلفائهم في كل شيء بما فيها السلطة.والتعامل مع المتظاهرين السلميين الابطال خير دليل وبرهان على ذلك؟!.

##ان التغيير اصبح ضرورة موضوعية ملحة اليوم لان نظام المحاصصة قد فشل في جميع المجالات المختلفة واصبح عاجزاً عن تقديم اي شيئ للشعب لا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب ولا معالجة البطالة والفقر….، ومن هنا تظهر الضرورة الحتمية للتغيير، والشعب العراقي هو صاحب القرار النهائي في التغيير . ومن هنا يمكن القول ان ما يسمى بالديمقراطية والانتخابات البرلمانية…. في العراق لن يعكسها لا الواقع ولا التطبيق العملي للديمقراطية ماذا حصلوا المتظاهرين السلميين وهم رفعوا مطالب مشروعة؟، و كيف كان موقف السلطة اتجاههم تم استخدام القوة المفرطة في وحشيتها فقدم المتظاهرين السلميين اكثر من 30 الف بين شهيد وجريح ومعتقل ومغيب ومعوق وو و،فأي ديمقراطية تتحدثون عنها انها وهم حقيقي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *